السبت، 16 يونيو 2012

خطاب الرئيس المصري المنتخب


السيدات و السادة,

علينا أن نعيد تعريف مصطلح اللحظة التاريخية من جديد, فهذه اللحظة التى نعيشها كشعب لأول مرة فى تاريخنا المجيد الطويل لم تتكرر من قبل, انها اللحظة التى اختار فيها هذا الشعب بطريقة ديمقراطية حرة نزيهة أول رئيس منتخب بإرادة حرة فى بلد يبلغ تاريخها 10000 عام. هذه ليست لحظتى بصفتى الفائز و انما هى لحظتكم أنتم, فأنتم الفائزون الحق

و لكن هل تنسينا غمرة الفرحة كيف وصلنا إلى هنا؟ هل ننسى أننا ندين بما نحن فيه لألاف من شباب و فتيات هذه الأمة الولود؟ هل ننسى محمد, أحمد, سالى, عماد, مينا, مصطفى, أميرة.......؟؟!! هل ننسى من فقدوا أرواحهم أو أعينهم أو قدرتهم على الحركة و الحياة؟ هل أنسى و أنا من اخترتموه من ساعدكم على ايصالى الى هذه الليلة؟؟

و الأهم, هل ننسى لماذا اضطروا الى تقديم هذه التضحيات العظيمة؟ هل ننسى كيف كنا و لما كنا؟

هل ننسى الظلم و الفساد و الفقر و المرض و التركة الكئيبة التى تركها لنا نظام غاشم جاهل و ديكتاتور؟

هل ننسى من باع و قبض الثمن من دمائنا و حيواتنا؟

أم نذكر؟ نذكر ليس للانتقام و التشفى فهذا يجعل مصيرنا أسوأ من مصير جلادينا, انما نذكر و نتذكر و نتذاكر لأجل أن نضمن ألا نقع فى مثل هذا مرة ثانية أبدا....... نذكر أن ذلك حدث لأننا تهاونا فى رقابة حكامنا, لأننا تهاونا فى الشد على أيديهم بالنصيحة الصادقة و القول الحق

نذكر لنعلم أن المصالحة و المصارحة هى سبيلنا و خيارنا الأوحد و هى طريقى منذ اليوم, و بدأت ذلك بدعوة كل المرشحين من الجولة الأولى للاجتماع غدا بالقصر الجمهورى لاستمع لهم مخلصا و باحثا عن الدعم و المشورة و التعاون

نذكر لنعلم أن مصر اليوم هى مصر الأصحاء و المرضى, المسلمون و المسيحيون, اليمينيون و اليساريون, الفقراء و الأغنياء.

نذكر أن العمل الجاد الدؤوب المحترف هو سبيلنا للوصول الى ما نبتغى, و جريا على نفسي, فلن أطيل عليكم فى حديثى, إنما أخص كل منكم بتهنئة حارة و أتوجه برسائل خمس أرى أنها أولى من أى كلام آخر أقوله فى مثل هذا الموقف

الرسالة الأولى...أخص بها نفسي, أقول فيها  بلهجة شديدة "تذكر من تحكم, تذكر أنك الان تقود الأمة المصرية, أمة عجزت أمامها السنون................. و أننى أمام تحد كبير لا أقدر على عبوره الا بمعاونة صادقة من بنى وطنى على اختلاف مشاربهم و قلوبهم

الرسالة الثانية إلى اخوتى خير أجناد الأرض.... درع الأمة و رأس حربتها, لهم أقول, تذكروا أنكم القوات المسلحة....المصرية. أنتم ملك الشعب بكل طوائفه, عليكم أن تعوا دائما أن توقعات و امال هذه الأمة فيكم عالية عالية, و انكم تمثلون و ستمثلون دائما منطقة اتفاق و قبول جميع التيارات

الرسالة الثالثة إلى جهاز الشرطة, الذى كان واقعا تحت ظلم مبين فى العقود الماضية نال من وظيفته و مهنيته إلى  أقصى حد, جعل منه رغما عنه جهازا لحماية النظام و هو مالا أقبل استمراره تحت أى ظرف من الظروف, اليوم أعلن عودة جهاز الشرطة للشعب, لخدمته و حمايته و الذود عن أمنه و سلامته.... سيستغرق ذلك وقتا و لكنه سوف يثمر كل دقيقة نستثمرها فيه زهر حرية هذا الوطن. انى أعتذر لجهاز الشرطة عن سوء استخدامه طوال هذا الوقت و أجعل هذا الاعتذار عمليا برده الى الناس ردا جميلا من خلال عدة قوانين سيتم تقديمها الى البرلمان لاقراراها فى غضون 30 يوم من الان

الرسالة الرابعة الى ميزان الأمة....قضاء مصر العظيم. اليكم أقول ان مقاومتكم و حرصكم على استقلالكم كان وتدا فى نصب خيمة الثورة حين جاء الوقت المناسب, و أن استقلالكم الحق سيكون أول قرار أصدره و أعد أن اكون بين ظهرانيكم فى الأسابيع القليلة جدا القادمة لأستمع منكم و أزف اليكم  سبل تحقيق هذا الأمر

الرسالة الخامسة, إلى كل التيارات و القوى السياسية, من عارضنى منها قبل من أيدنى, لكم أقول, أنتم مرآة المجتمع و أنا أتطلع بشدة للعمل معكم جميعا لوضع مؤسسات سياسية مصرية تبقى ملاذا لكل مصرى بصرف النظر دينه و نوعه ولونه و ميله السياسى و لتبقى هذه المؤسسات عقودا و عقودا.........

لم يبق لدى ما أضيف سوى أن أقرأ قول الحق عز و جل "اعدلوا هو أقرب للتقوى".....به أذكر نفسى و إياكم

هبوا الى العمل, هبوا إلى مصر يرحمنا و يرحمكم الله

رئيس مصر