السبت، 20 سبتمبر 2014

عما قريب....................

الزحام كثيف غير أن الجو به لسعة هواء محببة....... تسير السيارات الهوينى منتظرة فرج ما.... لا يوجد ما يبرر فى الأفق هذا التكدس

جلس في سيارته يراقب الموقف و يتحرك للأمام كلما بدا ذلك ممكنا..... خلفه سيارة نقل جماعي تركب على ظهر سيارته تقريبا.... سائقها ينفحه من عطر ألة تنبيهه نفحات شديدة كل 3 ثواني....

دراجة بخارية عليها ثلاثة أفراد أكبرهم في الخامسة عشر..... يستمتعون برسم طبوغرافيا جبال البحر الأحمر بين السيارات..... بطريقة ما نجح ثلاثتهم في استخدام ما يبدو أنه نوع نادر من أنواع الكلَة للصق شعر كل منهم بصورة جعلتهم أشبه ببعض سكان الجبلاية.... مروا من جواره بسرعة شديدة مشركين المارة و الراكبين رغما عنهم في سماع أدنى أنواع الموسيقى المثيرة للقئ و أثناء مروره خبط يده التي أخرجها من شباك سيارته... نظر الشيء الذي يركب خلف زميليه إليه ثم ودعه بنظرة استهانة ضاحكة

سيارة النقل الجماعي في الخلف تطلق ألة التنبيه بسرعة خمسة و عشرين مرة في الثانية

يخرج يده مهدئا للسائق خلفه و مطالبا إياه بالصبر..... لم يك يملك سوى هذا فالسيارة التي أمامه متوقفة و كذا التي أمامها و هكذا دواليك

في مسافة 25 سنتيمترا مر "توكتوك" بينه و بين السيارة الملاصقة عن يمينه يقوده طفل في الثامنة يلبس بيجاما فاتحا طريقه عنوة بين السيارات...... و استمع لصوت حكة جسم التوكتوك في سيارته في موضعين و هو يكاد يبكي


سيدة سبيعينية تمسك بيدها ما بدا أنها حفيدتها تحاول عبور الطريق المتوقف أصلا منذ دقائق و تفشل.... و قد حاصرتها المركبات في نهر الطريق قاطعة العودة عليها.....


سيارة النقل الجماعي تطلق ألاف من ألات التنبيه فيما لا يبدو أنه مطالبة بشيء.... فقط دفعا للملل ربما

يتوقف مشيرا بيده للسبيعينية و الطفلة طالبا إياهم بالمرور الهادئ....... يأبى السائق في سيارة النقل الجماعي و يطلق ألة تنبيهه بلا توقف كما لو أن حياته تعتمد على ذلك ...... يقوم بتحريك سيارته المسكينة بصورة موجية ..... السيارة تئن و تتحرك للأمام رغما عنها.... تندفع مترا فتقوم بصدم الطفلة المارة صدمة خفيفة مع صوت صراخ الجدة..... سائق النقل الجماعي يطلق ألة التنبيه مرة أخري بلا توقف.....

ينزل من سيارته...... ينظر له سائق النقل الجماعي بسخرية, و يلتفت نحوه راكبو الدراجة النارية و التوكتوك الذين أعيتهم السنتيمترات عن الحركة على بعد 3 أمتار و هم يضحكون.....


لا زال سائق النقل الجماعي يطلق ألة تنبيهه


بصعوبة شديدة يفتح شنطة سيارته و يخرج لفة قماش بدت مهملة..... بهدوء بالغ يفك اللفة و يخرج جسما أسودا ذا مشط طويل..... يشد أجزاءه.... مع شدة الأجزاء تخفت الأصوات فجأة.....

يلتفت إلى السائق فى سيارة النقل الجماعي..... أين ذهبت نظرة السخرية.... يتسائل..... يجذب الزناد براحة شديدة....... يسمع صوت ضجيج و أزيز

يستدير و يطلق دفعة أخري للدراجة النارية و التوكتوك.... أصاب هدفه بدقة بالغة.....

يسير لمقدمة سيارته و يقيل الطفلة من الأرض..... يشير لها بعبور الطريق.... يركب سيارته و يتحرك.... لقد إنفتح الطريق


لا زالت الجو لطيفا و الهواء منعشا.............