السبت، 14 أبريل 2012

جزاء سنمار من 23 يوليو إلى 25 يناير

تم نشر هذه المقالة بحسابى بموقع الفيس بوك بتاريخ 4 أبريل 2012

عجيبة قصة سنمار, ذلك المهندس الذى بنى قصرا لا مثيل له لملك زمانه, و بلغ عجب الملك به حدا أنه سقط فى هواه و حدثته نفسه المريضة بجنون العظمة ألا يسمح لأحد أبد بأن يمتلك مثل هذه الروعة و هذا الاتقان, فهداه شيطانه لقتل مهندسه المخلص بأن ألقى به (حسب الرواية الشهيرة) من شرفة نفس القصر الذى شهد ابداعه ليلقى مصرعه...................

و يبدو أن هذه القصة التى سارت مثلا لم تزل نبراسا و مثلا لكثير من الناس المرضى بأمراض الخيانة و نكران الجميل و المعروف و الاستعلاء على الحق و كراهية الموهبة و الموهوبين, فمهما كانت دوافع الملك لقتل سنمار إلا أنها لا شك دوافع مريضة سوداوية. يظن المرء أنه بمرور العصور و تداول الأزمنة فان أخلاق الناس و تصرفاتهم تصير أكثر اتزانا و حكمة, و لكنها للأسف على ما يبدو تصبح أكثر و حشية و سادية مما يجعل ملك سنمار مقارنة بها طفلا فى المهد.

ما دفعنى لكتابة هذا المقال هو مقارنة راق لى أن اجريها بين اثنين ممن خدما هذا الوطن باخلاص و تجرد نادرين, فلم يكن لهما من هذا الوطن الا الجحود و النكران.

أولهما شخص يسمى يوسف صديق, ان كنت لا تعرفه فهذا يلخص هدف هذا المقال بالكمال. يوسف صديق هو بلا أدنى جدل بطل انقلاب 23 يوليو. كان يوسف صديق ضابطا من الجيل الثالث فى عائلته بالجيش المصرى, حارب فى فلسطين و قبلها فى الحرب العالمية الثانية, قاد كتيبته بمهارة مشهودة و كان من رجال حرب 48 و له شريط من النقاط الحصينة احتله فى هذه الحرب قرب أشدود يعرف باسمه (شريط يوسف صديق). انضم إلى الضباط الأحرار قبل الإنقلاب بنحو العام و كان ممن ابلغوا بميعاد الإنقلاب الأصلى (منتصف ليلة ال23 من يوليو) فبل أن يتم تأخيره بساعة دون اعلامه. تحرك بقواته من معسكر الهايكستب فى الموعد الأصلى و اعتقل اثنان من قادة الجيش فى طريقه الى مقر قيادة الجيش. و كان موعد الإنقلاب قد تسرب للملك و قيادة الجيش فبدأوا فى إتخاذ إجراءات لوأد التمرد فى مهده. و قابل جمال عبد الناصر يوسف صديق فى طريق الثانى الى مقر قيادة الجيش و حاول الأول اثنائه عن التقدم إلا أن يوسف صديق رفض و أصر على استكمال الطريق و اقتحم بقواته مقر القيادة و اعتقل قائد الجيش الموجود هناك بعد تبادل لإطلاق النار أسفر عن اصابات فى صفوف الفريقين. و كان تحرك يوسف صديق سببا مباشرا و أساسيا فى نجاح الانقلاب العسكرى الذى أصبح ثورة و سيطرة الضباط الأحرار على مقاليد البلاد و ما تبع ذلك من طرد للملك و اعلان الجمهورية و جلاء القوات الإنجليزية عن مصر. و كان جمال عبد الناصر قد اعترف بفضل الرجل على الثورة فى خطاب له عام 62 بعد 10 أعوام على مرور الثورة.
فى خلال هذه الأعوام العشرة, هل كان يوسف صديق قائدا للجيش, أو وزيرا أو سفيرا أو حتى ضابطا عاديا بالجيش مثلا ؟؟ لا, كان قد اعتقل لمدة عام بالسجن الحربى و افرج عنه و حددت اقامته ببلدته الصغيرة ببنى سويف و ظل بها حتى مات فى هدوء عام 72. لماذا؟ ربما خان الوطن و الثورة أو تخابر مع الإنجليز و اليهود و ايران و قطر و السلفادور......., لا. انما لانه أرسل يطلب عودته للخدمة بالجيش فرفض طلبه ثم أخذ على "الثوار" أنهم لم يوفوا بعهودهم فى الديمقراطية و طلب عودة الحياة النيابية و الأحزاب و أن يعود الجيش جيشا مهنيا, فما كان من "رفاق السلاح" الذين يدينون له بنجاحهم و ربما بما هو أكثر الا ان اعتقلوه و أسرته و حددوا اقامته. (راجع مذكرات كل من يوسف صديق, أحمد حمروش و خطاب جمال عبد الناصر فى عيد الثورة العاشر)

لا أرمى الا ان كل ما حدث فى ذلك الوقت هو منسوب الى ذلك الرجل, فإن كان جمال عبد الناصر هو عراب ثورة 23 يوليو بلا شك و راعيها من المهد (إلى اللحد أيضا) فإن يوسف صديق هو بلا شك بطل إنقلاب 23 يوليو

فما الذى دفعنى لتذكر هذا الأمر الان, و لماذا أربطه بثورة 25 يناير؟؟ لأن الأمر نفسه تكرر مع اختلاف الشخوص و الأسماء فى الثورة (إلا ربع) التى قام بها الشعب المصرى...................كيف؟

فى العاشر من ديسمبر من العام 2010, ظهرت رسالة تداولها نشطاء على الانترنت من شخص إدعى أنه ضابط مخابرات مصرى, وصلتنى هذه الرسالة بعد كتابتها ب11 يوما, قرأتها مثل غيرى كثير و رأيت فيها ما رأه الكثير من الصدق و الحزن و الأسى على حاضر هذا الوطن المبتلى بالكثير من حكامه بل و أبنائه. كان هذا هو ثانيهما....... المقدم أيمن سالم.

تنازعتنى فى هذا الوقت مشاعر من الشك و التردد تجاه الرسالة, هل من الممكن أن يكتب ضابط مصرى فى القوات المسلحة مثل هذا الكلام؟ و لم تمر سوى ساعات الا و انتبهنا إلى ما يحدث قرب حدودنا الغربية فى تونس ثم تلقيت أول دعوة على الانترنت للمشاركة فى مظاهرات حدد لها موعد يوافق يوم عيد الشرطة...............الثلاثاء 25 يناير 2011.

عدت لقراءة الرسالة ثانية و ثالثة.....هل يمكن ذلك حقا؟.........هل حان الوقت أن نصبح أحرارا و نملك مصيرنا مثل باقى خلق الله؟؟

حاولت الدخول على الموقع الإلكترونى الموجود بالرسالة و كما كان الحال أول مرة فشلت, كان من الواضح أن الموقع قد تم رصده و منعه لعدم تداول الأمر على نطاق واسع و لكن هيهات..........فقد سبق السيف.....و انتشر الأمر.

أيمن سالم هو ضابط مخابرات مصرى, من خريجى الكلية الفنية العسكرية و هو ضابط متميز و ذو سجل خدمة ممتاز. يترأس وحدة بالمخابرات الحربية تتعلق بالاتصالات و يمتلك مدخلا للكثير من المعلومات المتداولة فى أروقة المخابرات بحكم عمله. هاله ما وقع تحت يديه من معلومات و مستندات تؤكد بنا لا يدع مجالا للشك أن مصر مستباحة, ليس فى ذلك لوم على العدو و انما على الحارس الذى فتح الباب للأعداء لكى يعيثوا فسادا فى الأرض التى ذكرها الله فى كتابه الكريم....ثم يتجرأ الحارس الخائن على ما هو أكثر, فتفيض خيانته على ما حولنا من البلدان و يبدأ فى عرض خدماته القذرة على أعداء إخوتنا و بنى جلدتنا بتعليمات من أعداء البلد بداعى (التعاون المخابراتى). ووقع أيمن سالم فى الجدلية الكبيرة....نداء الواجب أم نداء الوطن؟؟

اختار أيمن سالم أن يفضح الخونة, و يرسل رسالته مدعومة بوثائق (متاح بعض منها) استطاع تصويرها بحكم عمله.  لو كان الأمر توقف عند ذلك الحد لما كان علم بالأمر أحد و لكان نسب للرجل الجنون و الاعتلال النفسى (و هو ما حدث بالضبط, حيث أعتقل الرجل بمستشفى القوات المسلحة بالمعادى-قسم الأمراض النفسية و ترك فى دور كامل وحيدا دون أنيس سوى جلسات الكهرباء اللعينة)................. و لكن المدهش أن الثورة قامت و نفذت جل الخطة التى رسمها أيمن سالم بنفسه فى رسالته, بل و "ساندها" الجيش بزعمه و أزاح الرئيس و أسس لشرعية الثورة الجديدة. يظن المرء أن ذلك يعنى أن الرجل الذى خطط و رسم و حرض سوف يناله نصيب من الثناء و الشكر, أو لا يشار إليه مطلقا و يكتفى باطلاق سراحه أو حتى بتكديره لمخالفته متطلبات وظيفته و تسريحه من الجيش.....إلا أن ذلك كله لم يحدث و أختفى المقدم المخلص لوطنه عن الأعين و اتهم بالجنون (أوليس ذلك اتهام لكل من قام بالثورة) و عولج بالكهرباء و عزل عن الناس و ظل رهن محبسه شهورا تحت تصرف الجيش الذى "حما" الثورة.

المفدم أيمن سالم الذى فضح تواطئ بعض من المخابرات المصرية مع أوغندا و سرب لها معلومات عن تسليح القوات السودانية (أوغندا ليست أكثر من سمسار لتمرير المعلومات إلى اسرائيل و هناك تعاون معلوماتى ملحوظ و فى مجالات أخرى بينهما بينها مياه النيل الذى نشرب منه) طلبا لرضا السادة فى واشنطن و امتثالا لتعليماتهم, الرجل الذى فضح خيانة البعض, عذب و اعتقل و اختفى من وجه البسيطة و من فعل ذلك يترشح لمنصب الرئاسة لاستكمال أعماله على مستوى أعلى!!!!!!!

ربما لم تصلكم رسالة المقدم أيمن سالم فى موعدها, ربما يكون الرجل قد اعتقل و عذب على مدى شهور طوال و ربما لم يبق منه الا شبح............و لكن الكلمة لا تموت, حق عليكم (و هو أقل شئ) أن تقراوا و تعوا ما قاله هذا الرجل و دفع ثمنه غاليا جدا حتى على الأقل تعلموا من هو سنمار الجديد, فحذارى أن نكون نحن الملك الذى ألقى بسنمار من عل

و لله الأمر من قبل و من بعد.........................رسالة المقدم أيمن سالم إلى الأمة كما نشرت فى 10 ديسمبر 2010 قبل الثورة ب 46 يوما و الذى لا يزال بعضه صالحا للان

بسم الله الرحمن الرحيم يا شعب مصر، أنا المقدم/ أيمن أحمد سالم، مواطن مصرى وضابط مهندس بالقوات المسلحة. أنا باشتغل فى المخابرات الحربية من سنة 1993 حتى الآن. أنا ببعت لشعب مصر، رسالة صادقة من القلب علشان نصلح بلدنا، ملخص الرسالة إن بلدنا متباعه من عشرات السنين، وسوف أثبت لكم فى رسالتى بمستندات رسمية من المخابرات المصرية إن بعض عناصر حكومة الرئيس مبارك مُجبرة على الخيانة بأوامر عُليا، وإن اللى مش حايخون حيبقى ليه حساب عسير .. وحاعرض عليكم فى رسالتى مفاجأتين كبار عن الفساد فى مصر، الأولى عن موضوع الخيانة إللى ذكرته، والثانية عن نوع آخر من الفساد بتصدر به تعليمات من المسئولين الكبار والتعليمات دى بتكون شفوية فقط ولا تُكتب علشان ماحدش من المسئولين يجرؤ إنه يتحمل مسئوليتها أمام الشعب. وطبعاً الشعب الغلبان مايعرفش حاجة عن الأنواع دى من الفساد. وبعد ما حاعرض ا لمفاجأتين بالإضافة لبعض أنواع الفساد الأخرى المعروفة حاعرض عليكم مخطط لإصلاح البلد من الفساد، مخطط يشترك فى تنفيذه كل المصريين، ونحن موقنين بالنجاح بإذن الله ... مش عايزين نفضل سلبيين أو مقهورين لحد ما البلد تنهار على دماغ أولادنا ويدعوا علينا علشان سكتنا على الفساد فى عصرنا، وسيبنا لهم البلد منهارة. شعب مصر شعب عريق ومن أعظم شعوب العالم. شعب مصر ليس تركه تورث لإبن الحاكم ليستمر فى الحكم 30 سنة أخرى. شعب مصر ليس قاصر ويحتاج وصايةشعب مصر بكافة فئاته سوف يخرج يوم الجمعة الموافق 10 ديسمبر من أمام كافة مساجد وكنائس مصر بعد صلاة الجمعة، ويتجه لقصر الرئيس بمصر الجديدة ويقول للرئيس "شكراً، أنت طلعت معاش"شعب مصر سوف يختار مجلس رؤساء لرئاسة الدولة يتكون من نخبة من القيادات الحكيمة من صفوة ما أنجبت مصر من خبراء وعلماء تميزوا على مستوى العالم. وسوف تتولى هذه النخبة أمورنا بدلاً من جلالة الملك مبارك وإبنه، ودون إنتظار لإنتخابات دستورية أو أية حلول وسطى أو بديلة. وسوف تلتزم هذه النخبة بالإستماع لمشاكل الشعب ومطالبُه يوم ياً من خلال التليفون، مع الإلتزام بإذاعة المكالمات على الهواء مباشرةً، وسوف تقدم للشعب أفضل الحلول التى يستحقها، وذلك حتى يعلم كل مسئول فى مصر أن الشعب قادر على توصيل شكواه للرئيس مباشرةً دون وسيط، وأن الرئيس حريص على حل مشاكل الشعب. وسوف تقوم هذه النخبة بإتباع أحدث أساليب علوم الإدارة فى إدارة شئون البلاد. ونحن شعب مصر سوف نتحد ونلتزم جميعاً بنظام وتعليمات مجلس رؤساء الدولة الجديد ولن نقبل حدوث خلافات معهم أو حدوث إنقسام فيما بيننا ولن نستجيب لأى فتن خارجية للإيقاع بين طوائف شعبنا كما حدث فى العراق. وسوف يكون شعارنا فى هذا العصيان المدنى الكبير "الله أكبر"، وهو نفس شعارنا فى حرب أكتوبر عام 1973. وسوف نردد هذا الشعار معاً بصوت مرتفع جداً مع كل تكبـيرة أثناء صلاة الجمعة وذلك لتحفيز الهمم، ثم نكرر التكبير فور إنتهاء صلاة الجمعة وطوال الطريق إلى قصر الرئاسة بحى مصر الجديدة، وذلك بالنسبة لسكان القاهرة ومن يستطيع القدوم من المحافظات الأخرى، وكذا طوال الطريق إلى مبنى المحافظة لسكان المحافظات الأخرى، وأمام سفاراتنا فى الخارج للمصريين المقيمين فى الخارج فى كافة دول العالم. وسوف نلتزم جميعاً بكافة مبادئ التحضر والخلق الحسن مثل عدم تخريب ممتلكات الشعب من سيارات ومواصلات ومبانى وخلافة، وكذا عدم التلفظ بالسباب والشتائم، وسوف يشترك فى هذا العصيان المدنى السـاحـق كل من يحب مصر من الشعب والجيش (بملابسهم العسكرية) والشرطة والأجهزة الأمنية، بما فى ذلك طلبة المدارس والجامعات والمسنين فى دور المسنين، والأيتام فى ملاجئ الأيتام، وكافة فئات الشعب مسلمين ومسيحيين، كلهم متحدين، أيديهم فى أيدى بعض، سعياً لنهضة مصر وسعياً لإنقاذها من المزيد من التدهور والفساد، مع التأكيد على مراعاة إلتزام كافة العاملين بالخدمات الرئيسية والطوارئ بالتواجد بأماكن عملهم ... وإحذروا الفتنة، خاصة بين المسلمين والمسيحيين والتى سوف يسعى إليها الفئة المستفيدة من الفساد. وإعلموا أنكم الأقوى مهما فعلوا، وإعلموا أن مصر تستحق التضحية فإستعدوا لذلك، وأخيراً أقول لجيش مصر "أنتم الأمل فى مساعدة الشعب فى إجتياز محنته وحمايته وإنقاذ مصر من الإستمرار فى الإنهيار"، وأقول للشرطة والأجهزة الأمنية أن "من تواجهون هم إخوانكم وآبائكم وأبنائكم، فكونوا أمناء"، وليكن يوم الجمعة 10 ديسمبر هو يوم تفوق شعب مصر، وبداية عصر جديد يسعى فيه كل مسئول إلى نهضة مصر وإلى إرضاء الشعب بدلاً من السعى لإرضاء رؤسائه على حساب الشعب، ونحن جميعاً واثـقون من النصر على الفئة الفاسدة الحاكمة ومن قدرتنا على إصلاح مصر ونهضتها حيث يقول الله تعالى "ولينصرن الله من ينصره"، والله الموفق. (ملحوظة: فى حالة عدم النجاح من أول مرة لأى سبب "وهذا إحتمال مستبعد بإذن الله" يتم الإستمرار فى تكرار العصيان المدنى الساحق دون توقف وذلك فى كافة أيام الجمعة التالية فى نفس التوقيت لحين تحقيق النجاح) ... كل ما سبق ذكره هو ملخص لرسالتى لكم. إحرصوا على قراءة النص الكامل للرسالة والمتضمن المفاجأتين المذكورين فى الملخص السابق ومفاجآت أخرى وتفاصيل مجلس رئاسة الدولة الجديد وذلك فى الصفحات التالية أو من على موقعى على الإنترنت وعنوانه www.aymansalem.com (أيمن سالم دوت كوم) أو من الموقع التبادلى على الفيس بوك وعنوانه  

http://www.facebook.com/profile.php?id=522951738&v=wall وفور دخولك على الموقع قم بتسجيل نسخة من محتوياته على جهازك قبل أن يتم حذف الموقع بواسطة المخربين، وقم فوراً بنشر محتويات الموقع على مواقع أخرى تبادلية عديدة أوعلى كل من تعرف من خلال الإيميل أومن خلال طباعة نسخة ورقية من الملخص وتوزيعها على من لا يجيد إستخدام الحاسب (قبل نفاد الورق من الأسواق)، وقم بنشر عنوان الموقع من خلال رسائل التليفون المحمول، وكذا يقوم بعضنا بتوثيق كافة الأحداث من خلال تصويرها فيديو ونشرها على مواقع الفيديو مثل يوتيوب والقنوات الفضائية، وفى حالة إعلان الدولة حظر التجول يتم نزول كافة أفراد الشعب إلى الشارع متحدين هذا القرار ومجبرين من أصدره أن يلتزم هو به، وفى حالة إعلان إيقاف ا لدراسة يتم التجمع يومياً بواسطة الطلبة فى كافة المدارس والجامعات فى مواعيد الدراسة اليومية. وإعلموا أن أى تعديل أو حذف فى رسالتى بموقعى أو أى كلام ينشر بإسمى أو حتى بصوتى به تعارض أو تعديل فى ما ذكر برسالتى الأصلية فيعتبر تزوير تم بواسطة الفئة المستفيدة من الفساد، فلا تعديل فى الرسالة، ولا إضافة تاليه لها، ولا تراجع عن إصلاح مصر ولا خضوع للفساد، وكما ذكرت لن نقبل حلول وسطى أو بديلة، ولن نقبل إعطاء الحكومة فرصة جديدة. ويستمر العمل بهذه الرسالة بلا رجعة سواء كنت حياً أم ميتاً، حراً أم معتقلاً، فإن إصلاح مصر يعتمد على إصرار وعزيمة شعب وليس على حياة فرد "مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً". والله على ما أقول شهيد. مع خالص تحياتى لكم يا شعب مصر العظيم.

مقدم مهندس/أيمن أحمد سالم، ضابط مهندس بالقوات المسلحة المصرية. الرقم القومى:26904030100331 
الـنــــــص الكــــــــــــــــــــــــــامل للرســــــــــــــــــــــــــــالة

فى البداية أحب أفكركم إن زى ما كلنا عارفين إن المواطن المصرى بيعانى من نقص شديد فى أبسط أنواع حقوق الإنسان، وبيعانى من الظلم، والقهر من أصحاب السلطة، وضياع الحقوق، وإنتشارالفساد لأقصى درجة لم يعهدها الشعب من قبل، حتى قبل أيام ثورة 23 يولو سنة 1952. ودخل الفساد فى كل مجالات الحياة، فى الصحة والتعليم وحتى المحاكم، وأصبح المواطن علشان يَحصُل على كثير من حقوقه لازم يعتمد على الرشوة أو الواسطة. وأصبحت أخر حا جة بتفكر فيها الحكومة هى راحة المواطن، لدرجة إن كتير من شوارعنا مافيهاش رصيف سليم يقدر المواطن يمشى عليه بأمان وأصبح المواطن الذى لا يملك سيارة وبيمشى على رجله فى الشارع مُعرّض يومياً للموت لإن الحكومة فشلت فى وضع نظام آمن لعبور المشاه زى الدول المتقدمة، وفشلت حتى فى وضع نظام صحى لجمع القمامة لدرجة إن مستوى النظافة فى كتير من الأحياء أصبح أسوأ ما يمكن. ومستوى الأخلاق لكتير من شعبنا إنحدر وإنتشرت صفات سيئة مثل الأنانية والعصبية والإهمال ولكن طبعاً كلنا شايفين إن موضوع إنحدار الأخلاق ده مايهمش الحكومة. والديموقراطية فى مصر أصبحت ديموقراطية هيكلية ومفيش ديموقراطية حقيقية. والإقتصاد المصرى تدهور، والدولار اللى كان بـ85 قرش فى بداية حكم مبارك وأصبح الآن بـ 5 جنيه ونصف. وأصبح رئيس جمهوريتنا مش حاسس بينا، ومش عايش معانا وكأنه رئيس دولة غيرنا، ومسئول عن شعب تانى غير الشعب المصرى، وبرئ من أى تدهور وصلت له مصر. وأصبح إستغلال نفوذ أصحاب السلطة شئ زايد حده، وكرامة المواطن المصرى أصبحت شئ تافه، فالمواطن المصرى أصبح بـيُـهان إهانه شديدة من أقل واحد من أصحاب السلطة، وأصبح ممكن يُضرَب ويُعذب، وفى بعض الأحيان يحصل له حاجات تانية أسوأ زى إللى حصلت فى سجن أبو غريب، ولا صوت يعلوا فى مصر الآن إلا صوت الفئة المستفيدة من الفساد. كل اللى قولته ده مش غريب، ومش محتاج منى أى إثبات أو دليل، لأننا كلنا شايفينه وعارفينه وبنعانى منه، وعندنا 80 مليون مصرى شاهد على الفساد. لكنهم للأسف 80 مليون مقهور، مطلوب منهم يتكلموا .. لكن بحدود، علشان نظهر أمام العالم كأننا دولة ديموقراطية، وفى النهايه كلامنا محدش من المسئولين بيسمعه، وكأننا بنهوهو، وده بيحصل لإن محدش بيحاسب حد، إلا قليل، وكل واحد حـر يعمل مايشاء حتى لو حيضر الشعب


ومحدش من الشعب يجرؤ يقول "إنت فين يا ريس، إنت فين يا ريس، أنت ليه ساكت على الفساد ده كله، هو مش إنت مسئول عن رعايتنا، والا إحنا فاهمين غلط وإحنا المسئولين عن رعايتك" لإن إللى حايجرؤ إنه يقول كده حيتبهدل من الأجهزة الأمنية أو زى ما كلنا بنقول "حايروح ورا الشمس"، والمواطن المصرى أصبح مواطن غلبان، عايز يجيب أكل يومه ويربى ولاده. 


كل إلى قلته حتى الآن معروف، وننتقل الآن للمفاجآت إللى إتكلمت عنها. المفاجأة الاولى هى نوع من الفساد له درجة سرية "سرى جداً"، بتقوم به الأجهزة الأمنية تحت رعاية الرئيس مبارك، والنوع ده هو خيانة جيراننا من الدول الإسلامية، أكررها تانى، خيانة جيراننا من الدول الإسلامية. مرفق برسالتى ليكم التى أرسلتها عن طريق الإنترنت وبموقعى على الإنترنت www.aymansalem.com صورة أحد المستندات الرسمية الصادرة من المخابرات المصرية المكونة من سبعة صفحات بتثبت أن مخابرات مصر بتدى معلومات سرية وخطيرة جداً عن تسليح القوات المسلحة لدولة السودان الشقيقة لمخابرات أحد الدول الإفريقية التى تبعد آلاف الكيلومترات عن السودان. وعلشان الأجهزة الأمنية تحلل إللى بتعمله، فبدل ما يسموه "خيانه"، سموه "تعاون مع المخابرات الصديقة". مع العلم بأن السودان لا تشكل أى تهديد لهذه الدولة الإفريقية والمعلومات الـتى أخذتها من مصر ماتهمهاش فى أى شئ، ولكن هذه الدولة الإفريقية دولة وسيطة تأخذ المعلومات من مصر وتوصلها لدول أخرى يهمها السودان ويهمها دول منابع النيل علشان تهدد أمن مصر من الجنوب. والمستند المرفق برسالتى على الإنترنت إللى أنا باتكلم عنه والصادر من المخابرات الحربية بيُمثل أقل مستند موجود عندى، أما باقى المستندات ففيها فضايح أكبر، ولو الشعب عرفها حيكون رد فعلة أعنف وحيكون العصيان المدنى ليس له حدود، ولكن أنا لا أقبل إنى أعلنها للشعب حرصاً على سمعة مصر والتى أضاعتها الحكومة بسكوتها على الفساد، ولكنى سوف أضطر أنشر كل المستندات لو النظام الحاكم إستمر فى قهر الشعب وإجباره على عدم التعبير عن رأيه بحرية تامة أو لو حصل أى نوع من الإيذاء لشعب مصر أو لأسرتى بهدف الضغط عليا. وأتمنى إنى ماضطرش أعلن عن باقى المستندات وأكتفى بهذا المستند فقط. 


أما المفاجأة التانية إللى مايعرفهاش الشعب فهى نوع آخر من الفساد بتقوم به حكومة الرئيس مبارك، وزى ما قلت بتصدر به تعليمات شفهية فقط، تنطق ولا تكتب فى أوراق رسمية، لأن محدش من المسئولين القائمين بتنفيذها يجرؤ يكتبها أو يواجه الشعب بإنه بيعملها. والنوع ده هو محاربة حجاب المرأة سراً فى مصر. وده بيتم كالآتى: بتقوم المخابرات الحربية المصرية سنوياً بترشيح ما يزيد عن 35 ضابط من القوات المسلحة برتب مابين رائد وحتى عميد للعمل فى سفاراتنا فى الخارج فى وظيفة ملحق عسكرى أو مساعد ملحق. وأنا كنت أحد المرشحين لهذه الوظيفة سنة 2004. طُلب منى ومن جميع المرشحين حتمية خلغ الحجاب لزوجاتنا كشرط أساسى لدخولنا إختبارات القبول، وده رغم إن إحنا إللى حنتعين فى الوظيفة مش زوجاتنا. وقال لى المسئول ماتحاولش تتقدم طالما زوجتك مصرة على عدم خلع الحجاب حتى لوكنت حتتعين فى السعودية أو أى دولة عربية فضرورى تقدم ليها صورة بدون حجاب وبعد كدة زوجتك تشارك فى الحضور فى كافة الإختبارات والتأهيل الذى يسبق السفر بدون حجاب وإلا مافيش فايدة، مش حتاخد حقك فى الحصول على الوظيفة، وكمان ممنوع إنها تتحجب بعد السفر وإلا حترجع مصر ويتم توقيع عقوبة عليك لو لبست ا لحجاب هناك ... قلت للضابط المسئول أنا مش عايز أسافر، فقال لى ماينفعش إنت إسمك إتبعت لينا خلاص. لازم تكتب لينا جواب إعتذار عن قبول الترشيح وتكتب فيه سبب الإعتذار ويكون السبب أى حاجة تانية غير الحجاب. وبالفعل عملت جواب الإعتذار وقلت إن السبب هو إن عندى إمتحانات ماجستير فى نفس توقيت الترشيح للسفر. والمشكلة إللى حكيتها بتتكرر سنوياً منذ قرار خلع حجاب زوجات الملحقين العسكريين ومساعديهم عام 1993. ومنذ عام 1993وكل الملحقين العسكريين إما إنهم يُجبرو زوجاتهم على خلع الحجاب علشان يحصلوا على حقهم فى الوظيفة أو يتم رفضهم وترشيح من يقبل ذلك. وإسئلوا ضباط الجيش من ذوى الرتب الكبيرة إللى تم ترشيحهم فى الأعوام السابقة علشان تتأكدو أو إسئلوا الملحقين العسكريين الموجودين الآن فى سفارات مصر بالخارج. ومن عام 1993 حتى الآن، أى منذ 17 عام ولم يستطيع أحد التدخل وإصلاح هذا الموضوع، وكذلك لم يحدث أى إستثناءات لأى فرد إلا لحوالى 3 حالات فقط منهم مدير المخابرات الحالى ورئيس فرع الملحقيين الحربيين إللى رفضوا تنفيذ قرار خلع الحجاب لزوجاتهم لما جه دورهم فى الترشيح للسفر، رغم أنهم مُجبرين على فرض تنفيذ هذا القرار على غيرهم، ولكن نظراً لعلاقتهم الكبيرة بوزير الدفاع تم إستثنائهم من القرار. و زى ما إحنا عارفين هناك جهات حكومية أخرى تطبق نفس المبدأ، فلا نجد مضيفة جوية محجبة ولا مذيعة تليفزيونية محجبة. 


وفى يوم من الأيام قابلت ممرضة من القوات المسلحة برتبة ضابط بتبكى فى إدارة شئون الضباط لأنهم أصروا على قيامها بخلع الحجاب حتى يتم تصويرها فى كارنيه الجيش بتاعها، وقالت لى إن الحجاب عندهم ممنوع وإن لو واحد من المسئولين الكبار شاف ممرضة محجبة يعطيها عقوبة ويكتب إن سبب العقوبة هو "عدم إلتزامها بمفردات الزى العسكرى" لإنه مايقدرش يكتب السبب الحقيقى ... وعلى العكس تماماً، أنا شفت بنفسى فى دولة ديمقراطية بجد زى إنجلترا إن أى مواطن مطلوب منه يتصور علشان يستخرج كارنيه أو بطاقة شخصية فإن التعليمات المكتوبة عندهم والمعلنة للجميع بتنص صراحةً على عدم إرتداء أى غطاء للرأس أثناء التصوير إلا إذا كان سبب إرتدائه هو إعتقاد دينى. يعنى الإنجليز بيحترموا الأديان وبتسمح تعليماتهم علناً بالحجاب وكمان بيسمحو بحرية الرأى والمساواة بين جميع فئات الشعب، وحكومة مصر بلد جامعة الأزهر بتصدر تعليمات سرية بمنع الحجاب، ولم تراعى حرام أو حلال، مع العلم إن السيدة العذراء مريم التى يقدرها ويحبها المسلمين والمسيحيين على مستوى العالم واللى بيعلقوا صورتها فى كنائس العالم بتكون مرتدية غطاء للرأس وتلبس لبس محتشم ووقور مثل الحجاب الإسلامى، لبس يحترمة كافة الدول الأجنبية، أما حكومتنا فتخجل منه وتعاقب من يرتديه. 


دائما الريس يقول "ما كل بلاد العالم فيها فساد". ولا يتحرك لمقاومة الفساد، وكفاية تجارب لمدة تقارب 30 سنة من حكم مبارك. زهقنا من الشعارات والكلام الغير منطقى. هل هناك سبب منطقى عند مبارك لخيانة الدول الإسلامية التى ذكرتها فى رسالتى، أو لوضع شرط خلع الحجاب فى بعض وظائف الدولة، أو للسكوت على الرشاوى والإتاوات التى تؤخذ علناً فى بعض المصالح الحكومية، وهل دور الرئيس مبارك فى حرب أكتوبر عام 73 مبر ر كافى لتقبل الوضع الحالى والسكوت على هذا الفساد الذى نعيشه الآن؟ وهل من المقبول أن نصدق أن مبارك راجل كويس ومالوش ذنب لإنه مايعرفش الفساد اللى بيحصل علشان الناس المحيطة به مش بتقول له؟ وهل يستطيع الرئيس مبارك مواجهة الشعب فى التليفزيون على الهواء مباشرة وبحريه حقيقية لمدة إسبوع واحد، ويعطى كل مواطن عشرة دقائق فقط لمدة ساعتين يومياً وخلال المواجهة يرد على إستفساراتهم التليفونية بشأن ما يواجهوه من فساد بشرط عدم تعرض تليفوناتهم للمراقبة وعدم القبض عليهم لاحقاً وعدم التحكم فى الإتصالات بحيث إن الرئيس يتسئل أسئلة مُعدة مسبقاً من ناس معروفين. 


وأخيراً وقبل قيامى بعرض الحل للتغلب على هذا الفساد، أريد أن أطلعكم على ما نشرته صحيفة "كل العرب" الإلكترونية التى تصدر فى إسرائيل عن مصر، والذى لم ينفيه أى مسئول إسرائيلى رغم خطورته. لقد نشرت الصحيفة على لسان مدير المخابرات الحربية الإسرائيلى أثناء تسليمه منصبه للرئيس الجديد ما يلى "وأضاف الل واء يادلين وفقاً لما نقلته مواقع فلسطينية ولبنانية عدة: «لقد أحدثنا الاختراقات السياسية والأمنية والاقتصادية والعسكرية فى أكثر من موقع، ونجحنا فى تصعيد التوتر والاحتقان الطائفى والاجتماعى، لتوليد بيئة متصارعة متوترة دائماً، ومنقسمة إلى أكثر من شطر في سبيل تعميق حالة الاهتراء داخل البنية والمجتمع والدولة المصرية، لكى يعجز أى نظام يأتى بعد حسنى مبارك في معالجة الانقسام والتخلف والوهن المتفشى في مصر»" ووذكرت المقالة إيضاً إعتراف اللواء يادلين بدور إسرائيلى واسع فى مساعدة الحركات الانفصالية بجنوب السودان،... هل هذا الخبر تافه ولا يستدعى رد من الحكومة للشعب؟ أم أن الشعب لا يستحق الرد؟ هل نحن نشعر فيما نراه من حولنا بصدق هذا المقال المنشور أم كذبه؟


يا شعب مصر، لحد إمتى حنسيب مصر تنهار؟ لحد ما نبقى زى الصومال! ياشعب مصر عايزين أولاً نتفق على رأى واحد، ونتحد كلنا على تنفيذه لمصلحة مصر، زى ما بنتحد فى ماتش ات الكورة فقط، لإن الحكومة سمحت لنا نتحد فيها ونقول رأينا فيها بصراحة، أما لو قولنا رأينا بالنسبة لسكوت الرئيس على إنتشار الفساد فى بلدنا فهذا يعتبر إرهاب أوتطرف. يا شعب مصر عايزين نتفق على هدف واحد محدد، ويصمم على تنفيذه 80 مليون مصرى. والهدف ده هو إصلاح مصر من فوق، يعنى تغيير رئيس الجمهورية دون الوقوع فى خلاف فى الرأى بشأن مين هو الرئيس التالى. 


أنا حاعرض عليكم مخطط للإصلاح يؤدى بإذن الله لتحقيق هذا الهدف، وأرجو أن يتفق عليه الشعب كله بدون خلافات أو جدل، حتى لو كان المواطن مقتنع فقط بـ 70% منه. لأن مصر بتـنهار ومافيش وقت عندنا للخلاف، ولابد من الوحدة فى الرأى والسرعة والحزم فى التنفيذ والتغاضى عن الأمور الصغيرة لتحقيق النجاح الكبير فى التغيير وإصلاح البلد. ومخطط الإصلاح ينقسم إلى تسعة بنود وهى كالآتى: 

أولاً: اليوم هو الجمعة 3/12/2010 وهو يوم نشر رسالتى عليكم، بعد سبعة أيام من الآن يعنى يوم الجمعة الموافق 10/12/2010 يتم عمل إنقلاب شعبى كبير يتمثل فى عصيان مدنى ساحق يشترك فيه كل شعب مصر، وسوف يكون عشرات بل مئات أضعاف قوة ثورة 23 يولو، وسوف يبدأ العصيان المدنى فى التحرك من أمام كافة مساجد وكنائس مصر بعد توقيت إنتهاء صلاة الجمعة مباشرة ويتجه إلى مقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة (وبالإسلوب المذكور فى ملخص الرسالة) وتطالب الرئيس بالتخلى عن الرئاسة والمكوث فى أحد قصور الرئاسة بأمان. ويقول الشعب للرئيس "شكراً، أنت طلعت معاش" ويكون شعارانا أثناء الإنقلاب "ألله أكبر" والذى كان شعارنا فى حرب أكتوبر. 

ثانياً: فى حالة عدم النجاح لأى سبب يتم تكرار الإنقلاب كل يوم جمعة فى نفس التوقيت حتى ي علن الرئيس تركه للحكم ويتم التسليم الفعلى لمجلس الرئاسة الجديد. 

ثالثاً: بدلاً من إنفراد رئيس واحد جديد لمصر بالحكم ويتكرر ماحدث من فساد، يتم تشكيل مجلس رؤساء للدولة يتكون من مجموعة من الرؤساء متساويين فى الحقوق والواجبات، ويتم تعيين أحدهم رئيس لمجلس الرؤساء، ولا يُصدر أى قرار بشكل منفرد من رئيس مجلس الرؤساء بل يصدر بالأغلبية ومُوقع من غالبية الرؤساء. ويستمر عمل مجلس رؤساء الدولة لفترة إنتقالية لا تزيد عن سبعة سنوات يتم فيها تشكيل مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية على أسس سليمة كما يتم إعادة صياغة مواد الدستور ثم يرد الأمر إلى الشعب لإختيار رئيسه التالى وحكومته عن طريق إنتخابات حرة نزيهة مما يمثل أفضل وسيلة لتداول السلطة، ثم يؤخذ رأى الشعب فى مدى إستمرار مجلس الرؤساء فى القيام بالرقابة والمتابعة أو المشاركة مع الرئيس التالى. 

رابعاً: مجلس الرؤساء الذى إنتـقـيـته لكم لرئاسة مصر يتك ون من السبعة رؤساء الآتيين وأرجو إنهم جميعاً يوافقوا على تحمل هذه المسئولية لو الشعب إختارهم ويتنازلو عن ما لديهم من وظائف وخير من أجل الحصول على خير أكبر وهو نهضة مصر: 

(1) الدكتور البرادعى: أستاذ القانون الدولى والمدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، لأنه خاطر بنفسه ووضع نفسه أمام المدفع من خلال عمله مع الجمعية الوطنية للتغيير، وبادر بمحاولات الأصلاح السياسى بمصر ولم يخشى المواجهة مع مبارك والأجهزة الأمنية. 

(2) الدكتور فاروق الباز: عالم الجيولوجيا والفضاء المصرى الشهير، حيث قام بدراسة ثروات مصر الطبيعية من خلال صور الأقمار الصناعية والعديد من الأبحاث العلمية لمدة تزيد عن 30 سنة وأعلن فى وسائل الإعلام أن مصر لا يمكن أن تكون دولة نامية لما تمتلكه من ثروات غير مستغلة. 

(3) الدكتور زويل: العالم المصرى الشهير الذى حاول رفع المستوى العلمى لمصر وبدأ فى إنشاء مشروع وادى التكنولوجيا فى سيناء إلا أن فساد الأنظمة الحاكمة بمصر أدى لعدم إكتمال المشروع.

(4) الدكتور أحمد أبو النور: خبير وأستاذ إدارة الموارد البشرية والإقتصاديات الحرجة وإدارة الأزمات بجامعة وست ستراث موور بكاليفورنيا وخبير التقييم و إعادة هيكلة المؤسسات وعضو دولي بمنظمة العـفـوالدولية وخبير إنمائيات الأمم المتحدة. 

(5) الدكتور عمرو خالد: الذى حقق نجاح كبير على مستوى الوطن العربى فى إصلاح أخلاق وفكر الشباب وإستغلال طاقاتهم وتشغيلهم فى مشروعات نافعة ونجح فى تطوير العمل الخيرى فى العالم العربى كله وهو على دراية كبيرة بمشاكل الشعب من خلال آلاف الرسائل التى تصل له على موقعه على الإنترنت. وقد أدى ضغط الأجهزة الأمنية عليه إلى توقفه عن برامجه التليفزيونية التى كان يقدمها من مصر ثم إضطر لترك مصر والسفر لإستكمال العمل من الخارج بعد إست مرار وزيادة ضغط الأجهزة الأمنية عليه. 

(6) الدكتور ميلاد حنا: الشهير بإسم مهندس الفقراء، والذى قدم العديد من الأبحاث فى مجال حل أزمة الإسكان وأساليب بناء منازل منخفضة التكلفة للفقراء ومحدودى الدخل والذى قضى عمره سعياً لحل مشكلة الإسكان بمصر.

(7) مقدم دكتور مهندس/ أيمن التاجر: ممثلاُ عن القوات المسلحة ومن أبرز علماء الإلكترونيات بها، والذى نجح فى تنفيذ العديد من البحوث والمشروعات المتقدمة داخل وخارج مصر، والذى يمثل قدوة حسنة ومتميزة خلقاً وعلماً داخل القوات المسلحة، ويعمل أستاذاً بالكلية الفنية العسكرية، مع مراعاة أن صغر رتبته لا يعوق توليه هذا المنصب لأنه منصب سياسى بمجلس الرئاسة وليس منصب عسكرى يشترط فيه مراعاة الأقدمية.

غالبية الرؤساء السبعة المذكورين حققوا نجاح كبير فى العديد من الدول الأوروبية والأمريكية وإكتسبو هناك خبرات عديدة بعد ما حدثت لهم معاناه كبيرة فى مصر وإضطرهم الفساد الإدارى بمصر إلى ترك البلد. وبالتالى هم من أكثر الناس إحساساً بمشاكل البلد نظراً لمعاناتهم بها، وليسوا معزولين عن مشاكلها. 

خامساً: يتم تعيين الدكتور البرادعى رئيساً لمجلس الرؤساء لكونه أكبر المرشحين سناً وكونه أستاذ فى القانون الدولى ولكونه واجهة عالمية معروفة ويكون له الحق فى إصدار كافة قرارات رئاسة الجمهورية وله الحق فى طلب المعاونة من كافة المؤسسات المدنية والجمعيات الأهلية والنقابات. وعلى جميع فئات الشعب والعاملين بالحكومة الإلتزام بقرارات الرئيس الجديد والإلتزام بوحدة الرأى وعدم الخلاف. ويكون المقر المختار لمجلس الرؤساء ومعاونيهم هو مبنى مجلس الشعب لما يمثله من دلالة على أن السلطة قد عادت فعلياً لشعب مصر، وإن أعضاء مجلس الرؤساء قد أتو من صفوف الشعب ومن أجل الشعب. 

س ادساً: فور إستقرار الأوضاع فى مصر، يقوم يومياً مجلس الرؤساء بفتح خط تليفون لمدة ساعة يومياً على الأقل مع الشعب ويستمع للمطالب والشكاوى من الشعب مباشرة وتذاع المكالمات على الهواء مباشرةً. حتى يشعر كل مسئول فى البلد إن الشعب قادر على توصيل شكواه للرئيس، وإن الرئيس يهمه معرفة مشاكل الشعب وإصلاحها، ويتم تسجيل كل شكوى فى قاعدة بيانات لمتابعة الشكاوى يتم إنشائها وتتاح رؤيتها للجميع من خلال شبكة الإنترنت، ويُعطى كل مواطن رقم للشكوى التى قدمها ويتم متابعتها بواسطة مجلس الرؤساء لحين حل المشكلة على مستوى الدولة ككل وليس على مستوى مقدم الشكوى فقط. 

سابعاً: على كل وزير أو مسئول موجود حالياً فى مصر أن يستمر فى آداء وظيفته دون تغيير، والوزير أو المسئول الذى يترك وزارته يحل محلة من يليه فى الأقدمية، وذلك حرصاً على إستمرار العمل وعدم الإخلال بمؤسسات الدولة أثناء هذه الفترة الإنتقالية. 

ثامناً: عدم إنتظار إن تخابات الرئاسة المخططة فى نوفمبر عام 2011 نظراً لفساد قوانينها وتفشى التزوير وعدم قبول عمل إستفتاء أو حلول وسطى أو حلول بديلة يتم عرضها من الحكومة. 

تاسعاً: يكون الإنقلاب فى أيام الجمعة فقط طبقاً للتوقيت المحدد، وباقى أيام الإسبوع يستمر كافة المواطنين فى عملهم ودراستهم بصورة طبيعية، خاصة العاملين فى الخدمات الرئيسية مثل الكهرباء والمياه والصحة وغيرها. وبعد نجاح الإنقلاب نترك قيادة مصر لمجلس الرؤساء الجديد ونلتزم بتعليماتهم ونثق فيهم ولا ينتظر أحد مقابل مادى أو تعيين فى منصب أو خلافه نظير ما قدمه فى الإنقلاب، فإن كل من قدم شيئاً قد قدمه لبلده ولكى يرى أبنائه عائد ما قدم فى الأعوام القادمة.


ياشعب مصر ماتخافوش من الأجهزة الأمنية، ربنا بيقول فى القرآن الَّذِينَ قَالَ لَهُم ُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء وإتبعوا رضوان الله". ياشعب مصر لازم كلنا نضحى علشان بلدنا مصر تتصلح بدل ما تنهار. وأنا برسالتى دى ضحيت بنفسى وخاطرت بأسرتى كلها علشان إصلاح بلدنا من الفساد وعلشان يكون عندنا ديمقراطية وعدالة حقيقية تعم كل الشعب وتسمح للجميع بالتعبير عن رأيهم والحصول على حقوقهم رغم إنى كان عندى عـز وخير ومنصب كبير يتمناه أى إنسان، وأرجو ألا يتخلف مواطن مصرى واحد عن المشاركة فى الإصلاح. 


يا شعب مصر إللى خايف يشترك فى الإنقلاب علشان خايف على أولاده فربنا بيقول فى القرآن " وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً" يعنى إللى خايف على أولاده الضعاف يتقى الله ويقول الحقيقة وما يـبقاش ضعيف وجبان وسلبى... لازم نتقى الله فى بلدنا مصر ولا نرضى لبلدنا الفساد والتدهور إللى إحنا وصلنا له. مصر تستحق إنها تكون أحسن من كده بكتير. مصر كانت دولة عظيمة وبمشاركتكم وإتحادكم حتبقى أعظم وأعظم. إياك تكون سلبى ولا تعبر عن رأيك ولا تشترك فى إنقاذ مصر وإلا سوف تكون ممن ينطبق عليهم قول الله "إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ".


ولوحصل تدخل من دول أجنبية فى شئون مصر الداخلية وبصفة خاصة من دولة ما تعشق إضعاف مصر وتفشى الفتن، بهدف إجبار الشعب المصرى على إختيار الرئيس الذى يحقق مصالح الدولة الأجنبية، سواء كان هذا التدخل بشكل مباشر أو غير مباشر، فأنا جاهز ل لرد على هذه الدولة بإسلوب جديد ليس فيه إرهاب أو عنف أو إستخدام سلاح، ولكنه إسلوب حيكلفها تكلفة مالية تفوق ميزانية الدولة علشان تزيل آثاره.


ياشعب مصر أنا ضحيت بنفسى علشان مصر وعلشان شعب مصر وخاطرت بأسرتى وتركتها لوحدها فى ظروف صعبة، ممكن الأجهزة الأمنية تستغلها فى الضغط عليا. وأنا واثق إنكم تستحقوا التضحية دى. ياشعب مصر أسرتى أمانة فى رقبتكم . أسرتى عنوانها 3 ب شارع إسماعيل الفنجرى – حى الألف مسكن، بمواجهة باب رقم 4 لنادى الشمس (أول يسار من شارع أحمد عصمت من ناحية شارع جسر السويس، ثانى منزل على اليسار). أنا تركتهم وحدهم فى حماية الله من خلال قيامكم بنشر رسالتى ومن خلال توجه أعداد كبيرة من المخلصين منكم ومن وسائل الإعلام للتجمُع حول منزلهم بدأً من الآن ولحين إستقرار الأوضاع"إضغط هنا لإظهار خريطة العنوان" 

يا جيش مصر، أنا منكم، وأنا وأنتم من الشعب. والجيش سبق أن قام بإنقلاب عظيم يوم 23 يوليو سنة 1952 علشان يحارب الفساد، رغم إن الفساد كان أقل من دلوقت بكتير. ومن بعد ما الإنقلاب نجح حتى الآن أصبح جميع العاملين فى الجيش ممنوع يستخرجوا بطاقة إنتخابية يعبروا بيها عن رأيهم فى إنتخابات الرئاسة، هل مقبول إن رأينا يتلغى ونحن كنا من قبل أصحاب قرار ثورة 23 يوليو. لابد أن تكون لنا كلمة، ولابد أن نتفق تماماً مع إرادة ورأى الشعب وأن ندعمها ونحميها مش نقهرها ونهدمها وإلا سوف يحدث إنقسام كبير وخسائر وحرب أهلية مثل ما حدث فى لبنان وما يحدث فى العراق والصومال. أرجوكم إنقذوا مصر بالإتحاد مع شعبها ودعمه وحمايته أثناء قيامه بالتعبير عن رأيه ولا تقوم وا بتنفيذ خطط فض الشغب أو حظر التجول للضغط على الشعب. وإلتزموا بحماية مصر من الخارج وتأمينها من المخربين فى الداخل اللى ممكن يتسللوا وسط الشعب أثناء الإنقلاب ويعملوأ أى أعمال تخريب لتفشل عملية الإصلاح، لذلك على كل العسكريين المتواجدين بالتشكيلات والوحدات المحيطة فقط بالمنطقة المركزية العسكرية والمنطقة الشمالية العسكرية مشاركة الشعب فى الإنقلاب بملابسهم العسكرية وبسلاحهم الشخصى لحماية الشعب من أى متسلل وذلك أفضل مشاركة منكم للشعب فى موقفه الموحد وهذا سيكون لمصلحة أولادنا جميعا ولن تنجح الفئة المستفيدة من الفساد من مواجهتكم. 


يا شرطة مصر، رغم إن كتير منكم يتعرض لضغط ومعاناه ومشاكل كبيرة بسبب الفساد الإدارى فى وزارة الداخلية وفى البلد، لكن واجبكم الإلتزام بالهدوء التام ومشاركة الشعب وعدم إعتراضه وحسن معاملته وحمايته وتأمينه بشكل كبير خاصةً فى هذه الفترة الإنتقالية حتى يعود الخير علينا جميعاً وتكونوا محل إحترام وتقدير من الشعب. 


يا شعب مصر، تغيير رئيس الجمهورية فقط مش كفاية لإصلاح البلد، لازم نقف كلنا وقفة ونغير من أنفسنا، فلابد أن نتغير قبل أن نُغير، ربنا بيقوا (إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم). لازم نبقى متحضرين ونتصف بالهدوء وحسن الخلق وعدم التعصب والعنف ونحسن معاملة بعض ونرحم بعض ونبتسم فى وجه بعض ونيسر على بعض ونحافظ على نظافة أحيائنا وشوارعنا، ونلتزم بآداب المرور، وأصحاب السيارات يعطوا الفرصة للمشاه لعبور الشارع بأمان ويسر، الرسول بيقول "يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا" ويقول "إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق". لابد إننا نتحد كلنا علشان نرفع من شأن مصر وننسى أى مشاكل أخرى صغيرة أو كبيرة، وكل إثنين متخاصمين أو زوجين منفصلين يتنازلوا ويسامحوا بعض ويتحدوا ويكون هدفهم الرئيسى هو رفعة شأن مصر من أجل مصلحة أولادهم، ويقول الرسول أيضاً "خيركم من يبدأ بالصُلح" فلا تستعلوا أو تستكبروا عن البدء بالصلح والتنازل للآخر فى سبيل ذلك والإتحاد معنا

وزارة العميل رقم صفر

نشرت هذه المقالة على حسابى بالفيس بوك فى 19 مارس 2012

و بعد...........................؟؟!!

راحت السكرة و جاءت الفكرة  و حان الوقت لتشكيل الحكومة الجديدة, حكومة الثورة التى تأتى بعد انتخاب السيد إكس رئيسا للجمهورية و بعد تشكيلها من قبل العميل رقم صفر الذى اتفقت عليه القوى "الوطنية" ليسوق ميكروباص الأمة فى المرحلة القادمة على خط المرج حلوان.

أفاق العميل رقم صفر على صوت أفكاره و هو يبحث مع ميمو البرنس رئيس حزب وداد جلبى الفائز بالانتخابات تشكيل الحكومة الجديدة, حين باغته البرنس قائلا:
-         و بعدين يا صفر...مين اللى هيجى معانا الوزارة, الله يخرب بيت أهلك يا حسنى, دة كان ماشى بأستيكة على أى دماغ فى البلد
-         على قولك يا برنس, بس انشاء الله مقضية, أنا عندى ميعاد مع إكس علشان نتكلم فى الليلة دى
-         بس وحياة خالتك سلملى على إكس و قوله اننا نفسنا نشوفه
-         حاضر

انصرف العميل رقم صفر و افكاره تتصارع, فهو بعد أن اتصل بخيرة عقول البلد  لا يزال ينقصه عددا من الوزارات الحيوية, التى يجب ملئها لتنفيذ برامج التنمية المستدامة و و البدء بمشروع البقرة الحلووب: أمل ملايين المصريين فى القفز بالبلاد إلى أفاق جديدة. كل ذلك بالإضافة إلى مشروع جعل مصر مركزا لصناعة المانيكير و قبلة العالم فى انتاج الحلاوة الشعر. كان لديه فكرة محددة و كان يحتاج إلى موافقة إكس عليها.

وصل التوكتوك إلى مقر عشة رئيس الجمهورية بمقره الصيفى برأس البر, و ترجل رئيس الوزراء من التوكتوك , كان رئيس ديوان السيد إكس فى انتظاره. و بعد البروتوكول التقليدى, بدأ نهيق الحمير ابتهاجا بوصول العميل رقم صفر.

دخل العميل رقم صفر إلى البهو بمنتصف العشة و كان جالسا فى انتظاره السيد إكس................كان السيد إكس وسيما بهى الطلعة رغم قصره الواضح و كرشه المترهل أمامه على فخذيه, بالإضافة إلى سقوط شعره و كثافة حاجبيه مما منحه منظرا وسيما حقا أشبه بنجوم السينما من عينة دانى دى فيتو و جو بيسكى

و بادره إكس قائلا:
- أهلا بيك يا زيرو, و ازاى المودام و الأولاد............عجبتك استراحة رئيس الوزراء فى جمصة حاجة يت كلب قوى..........................
- عفوا معاليك أنا كنت جاى فى موضوع مهم
- خير يا رب, شكلك قافش قوى......فى حد مزعلك؟
- لا يا ريس, انا بس موحول فى موضوع الوزارة دة و مش عارف أروح و لا أجى
- ليه؟
- مش لاقى وزرا ينفعوا, احنا اتعملنا عملية تجريف منظمة على مدى 60 سنة, دة حتى فى انتخابات الرئاسة كل اللى اتقدموا كانوا عاهات و.......................
قاطعته نظرة ملتهبة من عين السيد إكس مما جعله يردف قائلا:
-         لكن المولى وفقنا بحكمته لفخامتك
-         صحيح صحيح, طب و بعدين
-         أنا عندى اقتراح لو فخامتك قبلت
-         ايه هو؟
-         بس هو خارج عن المألوف شوية فأرجو ان صدر حضرتك يتسع له
-         مالكش دعوة بصدرى.....اخلص و متبقاش رزل
-         آسف فخامتك

و بدأ العميل رقم صفر يشرح اقتراحه و بدأت أعين السيد إكس تزداد اتساعا أكثر و أكثر و أكثر...........................................

على باب العشة (المقر الصيفى للرئيس) و قف السيد إكس مودعا لرئيس وزرائه و على ثغره بسمة اعجاب و لسان حاله يقول (يا ابن اللعيبة..............................)

فى اليوم التالى, كانت هناك حركة غير عادية بالمركز الإعلامى بمقر رئاسة الوزراء بآخر فيصل, حيث دعى الصحفيين من مختلف الصحف و الوكالات الأجنبية لمؤتمر صحفى دون إعلان مسبق, و فى الوقت التى تنتظر فيه الكرة الأرضية إعلان الحكومة الثورية الجديدة وقف مندوب مجلة ماجد يسأل رئيس تحرير ميكى:
-         ايه الموضوع يا باشا, هما ليه جابونا على ملا وشنا كدة؟
-         يظهر انهم شكلوها
-         تقصد الحكومة؟
-         أكيد, اومال استدعونا ليه كدة على عجل, عموما العميل رقم صفر رجل قليل الكلام و بتاع شغل و مدام جبنا كلنا كدة بربطة المعلم, يبقى أكيد عنده حاجة مهمة
-         و تفتكر..........

قاطعه صوت مدير المركز الإعلامى معلنا عن وصول رئيس الوزراء..........................دخل رئيس الوزراء منفردا و بدا انه شديد التركيز فيما يود قوله و أشار بيديه محيا الصحفيين و أشار لهم بالجلوس..........
-         سوف نقوم بالقاء بيان على حضراتكم و سوف تتسلمون نسخا مكتوبة منه, أرجو أن تتفهموا دقة الظرف و ضيق الوقت لذا سوف نلقى البيان و ننصرف فورا دون تلقى أسئلة.......

سرت همهمات اعتراضية بين الحضور قاطعها العميل رقم صفر
- رجاء الهدوء, أنا فى منتهى الإرهاق و بسبب هذه الوزارة المشئومة لم أغير لباسى منذ عشرة أيام

سكت الجميع تقديرا لتضحيات رئيس الوزراء خصوصا و أن رائحة عرقه قد عبأت المكان و بدأوا فى الإستماع للبيان:

-         أيها الشعب العظيم, منذ عهد الينا الرئيس إكس بتشكيل الوزارة و نحن فى حيرة تامة, فرغم أن مصر لا تزال حبلى بخيرة عقول العالم إلا أن التجريف المنظم و الممنهج من قبل نظام حكمنا بالحديد و النار طوال عقود ست لم يكن على استعداد ليشارك أى أحد فى مكاسبه مما دفع أصحاب المواهب دفعا إلى الهجرة إلى الخارج, أو أسوأ, إلى الداخل, داخل أنفسهم فى عوالم اليأس و الظلام. هذا التجريف جعل مهمة تشكيل الوزارة بالطرق المعتادة مستحيلة, و عليه كان لابد لنا من أن نلجأ للحلول غير التقليدية, و قد تقدمنا بحل غير تقليدى للسيد إكس و تفضل فخامته بالموافقة عليه بحكمته المأمولة. و يقتضى هذا الحل دمج عددا من الوزارات لتقليل الكلفة. فيما يلى سوف أعلن على سيادتكم أسماء وزراء الحكومة الجديدة من التكنوقراط حيث أن هؤلاء هم من تحتاجهم البلاد للتقدم و النجاح. يمكنكم التعرف أكثر على هؤلاء الوزراء من خلال موقع جوجل.كوم:
-         رئيس الوزراء: العميل رقم صفر
-         وزير الصناعة و التجارة: عبد الغفور البرعى
-         وزير الداخلية: تشارلز برونسون
-         وزير الدفاع و المخابرات: أدهم صبرى
-         وزير الصحة و السكان: دكتور فيل
-         وزير التربية و التعليم و التعليم العالى: أبلة حكمت
-         وزير القوى العاملة و الهجرة و شئون النقابات: كارل ماركس
-         وزير البيئة: اسرائيل عياد
-         وزير الزراعة و استصلاح الأراضى: محمد أبو سويلم
-         وزير الخارجية: الكبير قوى
-         وزير الثقافة و الفنون: توجو مزراحى
-         وزير الشباب و الرياضة: كابتن ماجد
-         وزير الإعلام و الإتصال: محمد باكوس
-         وزير الأوقاف و الشئون الدينية: العز بن عبد السلام
-         وزير الأثار: أحمس
-         و الاتصالات و المعلومات: ستيف جوبس
-         وزير الطيران المدنى: الطيار المثالى للعام الحالى فى ماكدونالدز
-         وزير الإقتصاد: عم دهب
-         وزير المالية: وارين بوفيت
-         وزير التعاون الدولى: فايزة أبو النجا

اللوغاريتم المصرى

نشرت هذه المقالة بصفحتى بموقع الفيس بوك فى 18 مارس 2012

منذ كنت صغيرا لدى شغف و انبهار بالرياضيات, و للإخوة ذوى الأصول الأدبية أعنى علوم الحساب و ما نشأ منها من جبر و تفاضل و تكامل و خلافه. هذه العلوم تمثل المنطق على إطلاقه و هي ببساطة (واحد زائد واحد يساوى اثنين)

و كنت منبهرا بكبار علماء الرياضيات من أول فيثاغورس مرورا بالخوارزمي و انتهاء بجون ناش, و كنت أرى فيهم دائما رمز العقلانية و الخضوع لثوابت الكون و محاولات الاستكشاف و الفهم أكثر من محاولات فرض وجهة النظر و الرأي.

طب ما الفائدة من هذا اللت و العجن؟ ...................................لماذا لا نجرب مقاربة جديدة للوضع في مصر, خالية من العواطف (قدر الإمكان) و حاسبة فقط لحساب الوقائع و ما يمكن إثباته و ليس ما نتمنى وجوده؟ سأحاول عمل ذلك مستلهما روح عظماء الرياضيات...................و نبدأ العك:

مبدئيا لنراجع ما لدينا من حقائق:
  • وقعت في مصر في الخامس و العشرين من يناير هبة شعبية وصفت في حدها الأدنى بأنها انتفاضة أو حركة إصلاحية و في حدها الأقصى بأنها ثورة
  • اختلفت المسميات لأن تعريف الثورة (في أغلب الأراء المعتد بها) تتطلب حدوث تغيرات سياسية و اقتصادية و اجتماعية للوصول إلى مستوى الثورة. و الخلاف بالأساس يقع على مستوى التغييرات التي ترتبت و ليس على حدوثها من عدمه. (في قناعتي الشخصية هى ثورة حسب التعريف السابق الا ان موجاتها الحادة انتهت و بدأت موجاتها الناعمة)
  • سقط رأس النظام (و ليس رأس الدولة) و معه الصف الأول من طبقة الحكام (عائلته و المنتفعين المباشرين منه...........قديمهم و جديدهم)
  • بقيت بنية الدولة على حالها بلا تغيير يذكر من الناحية التنظيمية و الهيكلية و لكن بتغييرات واضحة (سلبية) من ناحية الأداء. فبقى رؤساء الجامعات و السفراء و ووكلاء الوزارات و بعض من الوزراء.....(باختصار, كل من يدير دولاب العمل في مصر). و كان ذلك أمرا بديهيا, فان كانت الثورة أسقطت الدستور فهي لم تسقط القانون, و بالمثل أسقطت الثورة رأس النظام و حواشيه الأساسية و لكنها أبقت على جلد النظام و عظامه و دمائه و أمعائه (و فايزة أبو النجا طبعا).
  • أزالت الثورة النقاب عن (و لم تخلق) مدى رخاوة الدولة في مصر و عجز نظام يوليو و شيخوخته. فبسقوط رأس الدولة, بدا بوضوح ما كان حقيقة مستترة من انهيار مؤسسات الدولة الأساسية, و بدا أن الشرطة و القضاء و الحكومة بل و الجيش في حالات متفاوتة من الضعف و بدت مصر (الدولة و الشعب) أشبه ما تكون بدولة المماليك أو السلاجقة في اواخر ايامها عندما زالت بلفحة هواء بارد, و ظهر أن ما بدا أنه دولة في القاهرة ليس أكثر من نكتة في سيناء أو قنا أو الوادي الجديد
  • أصبح واضحا مدي فقدان الثقة المتبادلة بين الشعب و مؤسساته كافة بل و بين أفراده أنفسهم, لدرجة أن البعض يحاول أن يعثر على اى نموذج (تركي, باكستاني, سعودي, تونسي......بل و أفغاني) لتطبيقه و السلام و هو أمر مفهوم في ظل حالة غياب الهوية الوطنية و الرؤية و لكنه غير مفهوم في ظل التراث الشعبى المصري القوي. عموما هذه النقطة تحديدا هى نهاية طبيعية لنظام تعليم مصرى معوق (بفتح الواو و كسرها)
  • رغم عظمة ما حدث في مصر و تفرده إلا انه و ياللعجب لم يفرز قيادات وطنية ثورية من الشارع ذات ثقل شعبي و ما هو ما لا يمكن تفسيره في ظل المعطيات الحالية إلا بأن الشعب قد تحرك ضد () أكثر مما تحرك مع ()
  • المجلس الأعلى للقوات المسلحة بشخوصه و القوات المسلحة بعمومها بدأت الأحداث بمكاسب تقارب ما حصدته في 73 و أنهته بخسائر تقارب ما حدث في 67 (حسب بعض الأراء من داخل الجيش و أنا أراها صحيحة). و بدا أن المجلس العسكري يتردد بين خيبة الأداء و الشك في النوايا.
  • أمسى المجتمع منقسما داخل الحكومة و البرلمان و الجيش و القضاء و البيت, ليس انقسام احترام الرأى و الرأى و لكن انقسام الاقصاء و التخوين و التكفير في الوقت الذى يقبع فيه المخلوع في غرفة أنيقة مكيفة يضحك ملئ فيه على (هبلنا)

طب و ايه يعنى الخلاصة من العكننة دى؟ نلم العدة و نطلع على البرازيل زى ما قال واحد صاحبى النهاردة؟؟!

نرجع للرياضيات و المعادلات............................

الرياضيات هى الواقعية في ثوبها المطلق و هى أحد وجوه القانون الذى عرفه أرسطو بأنه (المنطق, متحررا من العاطفة). و عليه سنلجأ لتحليل هذا الوضع من خلال الوقائع السابقة و بالمعادلات.

المعادلة الرياضية هى جانبين من المجاهيل بينهما علامة يساوى, المشكلة في مصر في تقديرى أن قيم المجاهيل في هذه المعادلة لازالت غير معرفة لنا (و في بعض الأحيان لهم أنفسهم)

المجاهيل في المعادلة حتى الأن (مع اختلاف أوزانهم النسبية) هم القوات المسلحة, الإخوان, السلفيين, اليسار المصرى و النقابات و العمال, الحركات الاحتجاجية في الشارع (6 ابريل, كفاية......), فلول النظام و المتضررين بصورة مباشرة من الثورة, الرئيس القادم....................و هم هكذا دون ترتيب. جميع هؤلاء يتحالفون و يتصارعون على بقية الشعب

لا شك في اعتقادي أن اللاعب الأكبر فيهم في الفترة القادمة هم القوات المسلحة و الإخوان و الفلول و الرئيس, الباقون سوف يقومون بالظهور في مشهد أو مشهدين حسب الضرورة و منهم من سيظهر في مشاهد كثيرة و لكن في زاوية الكادر دون تأثير حقيقي. فمثلا السلفيين سوف يستقتلون في معركة الدستور لتغيير المادة الثانية حسب رغبتهم و يتركوا الباقي طمعا في استخدام ذلك لتغيير ترسانة من القوانين لتناسب تفسيرهم الخاص لنصوص الشريعة و كفاحهم الخيالى لهداية المجتمع بالجذمة. بينما ستظهر قوى الشارع الشبابية (و خصوصا اليساري منها) في مشاهد احتجاجية كثيرة بدون أثر حقيقي على الأرض (إلا في حالة فوز حامدين صباحي بالرئاسة أو بمنصب نائب الرئيس فربما تتغير الخريطة)

القوات المسلحة الان في حالة ترتيب الاوراق و تستيف الشنطة, الخروج باقل الخسائر من مرحلة انتقالية عبثية و مؤلمة لمرحلة انتقالية جديدة غامضة (ايووون, احنا رايحين على مرحلة انتقالية جديدة بعد انتخابات الرئاسة, لو معترض.....اشتكي), وزير الدفاع الجديد القادم (مراد موافى؟؟؟!!!) عليه مهمة ثقيلة جدا في تقديري. سيكون هناك عملية خروج جماعى و احلال و تجديد في الصفوف العليا بالجيش, خصوصا اذا لم يفز مرشح بخلفية عسكرية (بالطبع في هذه الحالة ستضمحل لدرجة الاختفاء مناصب المحافظين و رؤساء الهيئات و رؤساء الاحياء التى كانت تمثل مكافأة نهاية الخدمة لكثير من الضباط) و ستكون هناك محاولات مستميتة لاعادة بناء صورة الجيش التى اهتزت في تقديرى

الاخوان, افضل من يلعب (و يفهم أيضا) سياسة في مصر بكل حيلها و توازناتها وصفقاتها و قذاراتها أحيانا. الاخوان يميزهم ميزتان عن باقى القوى..............طول البال و قوة التنظيم. الاخوان حريصون على وحدة صفهم لعلمهم بأنها سر قوتهم. كما أنهم بعد سبعين عاما مدركين تماما لحجم قوتهم و ان كانت لا تزال اعينهم لم تعتاد على أضواء السلطة. يعيبهم حتى الان (كما يعيب الباقين) شطط بعض شيوخهم ممن خبروا السجون اكثر مما خبروا بيوتهم و لا يزالون يتصرفون كما تتصرف المعارضة و ليس الاغلبية. في اعتقادى ان الاخوان لا يريدون الرئاسة حقا (و هم لذلك اقصوا ابو الفتوح) فهم يريدون التدرج في الامر رويدا رويدا. و اعتقد ان كل ما يشغلهم الان بعد ضمان رحيل العسكر هو الدستور و النجاح الباهر لحكومتهم فيما بعد الانتخابات في النواحى الاقتصادية و الأمنية ليثبتوا للجميع (و لانفسهم) انهم على حق.

الفلول, و هم شماعة كل المصائب و قد يكونوا كذلك أحيانا و أحيانا أخري لا. أنا لست من المؤمنين بنظرية المؤامرة الكونية الكبرى لانى لا اعتقد بتفوق عدونا علينا و انما اعتقد في خيبتنا التقيلة القوية. الفلول و امريكا و اسرائيل و تلك الكيانات الخرافية التى تملك قدرات إلهية ترفعها لمراتب سماوية في مخيلتنا نحن فقط, ليس معنى ذلك انهم طيبون و ولاد حلال, و لكنهم يعملون لمصلحتهم فقط و لا ينبغي ان نطلب غير ذلك, الدور و الباقي على من اختار ان يخلق عدوا و يمنحه قدرات سوبرمان و سبيدرمان و باتمان معا ثم يجلس لينتظر كابتن ماجد لينقذه من كل هؤلاء. صدق الدكتور معتز عبد الفتاح حين ذكرنا بالمثل القائل (اذا كان عدوك يدمر نفسه, فلا تقاطعه). الفلول لا يحاولون اعادة مبارك, بل يلعنون سلساله. انهم يحاولون ضبط ايقاع اللعبة فقط لمصلحتهم

الرئيس......................اللغز القادم. يشبه الوضع كثيرا مسرحية (في انتظار جودو) لبيكيت, لسان حال الناس اننا في انتظار نبى و ليس رئيس. النتيجة المتوقعة أن نحصل على بني ادم و لكن هل سيقبله الجميع؟؟؟ بالطبع لا و هذا شأن طبيعى و لكن المترتب على ذلك هو اللغز. من المبكر للغاية الحكم على من هو صاحب الحظ الأوفر, ففي اعتقادي أن الانتخابات إن أجريت اليوم ستكون نتائجها مختلفة تماما عما سيحدث في مايو. الرئيس القادم مؤقت, لان الملفات المنتظرة تحتاج الى شخص يتم حرقه شعبيا ثمنا للهدوء و الاستقرار املا في بداية الاصلاح (الحقيقي) بعد الفترة الرئاسية القادمة (التى قد تكون بنظام دستوري مختلف). كلمة السر في الرئيس القادم ليست من هو, و انما من هم مستشاروه و مساعدوه و طاقمه. هؤلاء هم الحكام, و هؤلاء هم من سيصنعون الفارق. و هؤلاء هم من عليهم العبء الأكبر (أرجو أن يقرأ الدكتور معتز هذه المقالة)

انتهاءا (اذا كان قلبك جابك تفضل تقرا لحد هنا), انا أعتقد ان المثالية في مصر لا تزال فوق الواقعية (و انا شخصيا اعانى من هذا الامر بس باحاول اتعالج) و لكن اعتقد ايضا ان هذه الشعب له صفات عجيبة مدهشة.................عجينة كدة من الفطنة و الفهلوة و الطيبة مع الشر اللذيذ تجعله لينا فلا يكسر و صلدا فلا يعصر



.......................و الايام بيننا

يوم25 يناير....بشرطة

تم نشر هذه المقالة بصفحتى بموقع الفيس بوك يوم 25 يناير 2012

 أرجو ألا يخطئ أحد "بحسن أو سوء نية" قراءة العنوان, فانا أعنى "بشرطة" بفتح الشين.............

اليوم هو 25 يناير 2012, لابد أنك تعرف و لم تنسى, أو تعرف و قررت انك "تستعبط".............اليوم هو ذكرى مرور عام على ثورة الشعب المصرى

هذه المقالة أيضا بناءا على طلب أحد أصدقائى المقيمين خارج مصر, أكتبها محاولا وصف ما رأيت اليوم فى مظاهرات الإسكندرية و أن أنقل لإخوتنا المقيمين خارج مصر ما حدث لنقلل عنهم بعدهم المكانى عن قلب الحدث.

 بدأ الأمر بتليفون بالأمس من أحد الأصدقاء للاتفاق على اللقاء و صلاة الظهر بجامع ابراهيم و لنرى ما سيحدث, و اتفقنا على ذلك بالفعل.

لاحظ أن معظم الناس التى نزلت اليوم و التى تقدر فى جميع أنحاء الإسكندرية بما لا يقل عن ربع مليون "تقدير شخصى من مشاهداتى", نزلت لنفس الهدف................لترى ما سيحدث. مصر بلد لطيف حقا, حين يفرض حظر التجوال, ينزل الشعب كله ليراقب الحظر و حين تأتى المظاهرات, ننزل أيضا لنرى ما سيحدث......

اتصل بى ذلك الصديق فى الصباح"هو صديق لى من عدة أشهر و لم أره من قبل أبدا!!!", اتصل ليؤكد على موعدنا و قد أكدت له ذلك و لكن حبسنى شئ ما فقلت له أنى سوف أدركهم بعد اتمام الصلاة. و بالفعل وصلت عند جامع القائد ابراهيم حوالى الساعة الواحدة ظهرا, فى نطاق الجامع حوالى 8-10 ألاف شخص, ليست مظاهرة بالمعنى المفهوم, هى أقرب إلى احتفال أو حفل شواء فى العراء حضره الكثيرون......عربات التصوير و القنوات و المصورين من مصر و خارجها متناثرون هنا و هناك, أحد مهندسى البث الإذاعى جالس فى ظل شجرة أمام أجهزته العديدة يأكل السميط.....باعة الأعلام و التذكارات يبدون أكثر شغفا باليوم من التواجدين أنفسهم!!!!!

التقيت بالأصدقاء الذين لم أرهم من قبل, كنت قد إصطحبت أخى الأصغر معى ووقفنا جميعا معا بجوار الجامع فى زحام أقل مما تحدثه صوانات العزاء بالجامع الشهير حتى أتى الجميع و قال أحدهم أن علينا التحرك الى ميدان الجندى المجهول و لم أعرف لماذا, هناك أخبار تتناثر هنا و هناك أن المظاهرة قد تحركت فى شارع بورسعيد باتجاه قيادة المنطقة الشمالية العسكرية, و أخر يقول انه لا يحب التوجه فى المظاهرات للمنطقة الشمالية لان المواجهة مع الجيش غير ذات موضوع......

صورة تقليدية لبداية يوم كهذا, تشعر انك لا تعرف ما سيحدث و الكل يدلى بدلوه.

تحركنا فى اتجاه محطة الرمل بهدوء, نزلنا باتجاه البحر و اذ بنا نجد المظاهرات تسير بعرض الكورنيش..................ألاف و ألاف من البشر تمر من أمامك فى مجموعات صغيرة أو كبيرة........وقفنا نشاهد و الناس تمر من خلالنا كما لو كنا غير مرئيين, أخى يلح فى الانضمام الى أى من المظاهرات و أنا بعد أراقب و أتفرج. و بعد حوالى عشر دقائق تحركنا لا إراديا وسط الجماهير وراء إحدى السيارات التى ركبها عدد من الشباب و معهم ميكروفون و يهتفون "يسقط يسقط حكم العسكر, احنا الشعب الخط الأحمر" و " الشعب يريد اعدام المشير" و "ارحل يا مشير" و أيضا أخر صيحات من العام الماضى "عيش, حرية, عدالة إجتماعية" و "الشعب يريد اسقاط النظام". بين ذلك و ذاك يرتجل قائد الهتاف كلمات قصيرة مقتضبة حول أن الشعب لا يمكن أن يضحك أحد عليه و أشياء من هذا القبيل.

بعد بضع دقائق اكتشفنا اننا نسير فى قلب مظاهرة الحزب الشيوعى المصرى و ان كل ما ينقصنا الان هو أن نأخد عدة صور مع تمثال لينين!! و لكن من الواضح أن المسيرات المختلفة المتتابعة قد تداخلت فالسلفيين يمشى بعضهم بجوارنا بجوار علم نجمة لينين و هو ما يعد دربا من العبث, وقفنا قليلا على جانب الطريق نشاهد المظاهرات تمر و نرى مدى التباين بين المتظاهرين........ أثناء المرور بظهر حديقة الخالدين كان المتظاهرين من حركة السادس من أبريل و الإشتراكيين الثوريين ينادون الإخوان و السلفيين الموجودين بجوار جامع القائد ابراهيم للانضمام إليهم

أمهات و أهالى بعض من شهداء الإسكندرية يسيرون بجوارى مع صور أبنائهم...........و لكم فى القصاص حياة يا "أولى الألباب"......

وصلنا عند المكتبة و قرر رفاقى الانتظار قليلا بينما استمر أخى مع المظاهرة, بعد حوالى نصف ساعة اتصلت به و أخبرنى أن المظاهرة فى شارع بورسعيد و يبدو أن الأعداد كانت كبيرة حقا.....تحركنا بعد قليل و كانت المظاهرات كلها مرت و توجهنا إلى كعبة كل المظاهرات التى التقت عليها كل الإرادات......................قيادة المنطقة العسكرية

وصلنا بالمواصلات عند جدارية مصطفى كامل, المدخل مغلق بسيارة ملاكى و البشائر تقول أن الأعداد فى ازدياد و الساعة الثالثة ظهرا............وصلنا عند بوابة مستشفى القوات المسلحة و الأعلام نراها ترفرف أمامنا و مالا يقل عن 20-30 ألفا يهتفون فى هتافات منفصلة!! الناس من مختلف الأعمار و الخلفيات و المستويات, حضور واضح للسيدات و الآنسات و الأسر و كذلك الأطفال الرضع!! شباب الكلاب هاوس و شباب بيشم الكولًًة جنبا إلى جنب.

بعض من السلفيين يتوسط المظاهرة على منصة صغيرة و يهتف "الجيش و الشعب إيد واحدة" و الباقى يهتفون ضدهم "أنزل...إنزل".............تستمر هذه الملاسنة و المغالبة دقائق و تنتهى ب "الشعب يريد اعدام المشير". واضح أن الجماعات ذات الخلفية الدينية تريد الا تقول شيئا ضد الجيش بعينه و لكن التيار الغالب عكس ذلك

يصل إلى المشهد فجأة نائب برلمانى عن حزب النور و هو أيضا وكيل مجلس الشعب, يرفعه أحد أنصاره فيما يبدو أنه محاولة لتوجيه كلمة للمتظاهرين و لكن هتاف "إنزل...إنزل" يطرحه أرضا, لا أظن أن الكثير يعرفه و لكن هناك حالة احساس عام أن هولاء يريدوننا أن "نلم الدور" و ان المتظاهرين قرروا أنهم لن يفعلوا ذلك!!

أحاديث جانبية بين الناس عن الكثير من الأمور.......البعض يأخد صورا تذكارية و البعض احتدت مناقشته مع الأخرين لحد اعلاء الصوت و الصراخ

لا أريد أن أبدو عنصريا و لكن سمت "البعض" يفضح انتماءاتهم, فهذا يبدو من الإشتراكيين الثوريين "الأناركيين" بكوفيته و ذقنه الطويلة و سمرته البادية من "رزعته فى الشارع طول الوقت" و فتياتهم الجميلات "أحلى بنات مع الأناركيين بصراحة.....ربنا يوفقهم" ذوات التسريحات البسيطة و الملابس العملية. و هولاء يبدون من الإخوان بتنظيمهم و مظهرهم, دائما ما أجد الشاب الإخوانى يحمل معه "كيسا" و لا أعرف لماذا و لكن تقديرى أن ذلك من خبرة سابق الأيام و استعدادا لأى اعتقال محتمل, فربما يكون به ملابس أو طعام أو ما شابه. السلفيون ايضا معظمهم واضح السمت............يمكنك تقسيم انتماءات من هم بجوارك و لكن لا أظن انه يمكنك فصلهم عن هدف يجمعهم.

الأعداد تزيد, لابد اننا الان 50 الفا أو نزيد, محاولة استخدام المحمول هى محاولة عبثية الان فلا يمكن ذلك مع هذه الأعداد الجبارة, و ما يغيظك حقا أن غالبتهم يضع المحمول على أذنه و يتكلم و لا أعرف كيف يستطيع الاتصال أصلا.

الساعة الان الرابعة و النصف و أخيرا تمكنت من العثور على أخى ثانية

تنشق الأرض عن سيارة ملاكى نوبيرا تقودها سيدة عجوز قادمة ببطء شديد من قلب المظاهرة و الكل يسأل "هى الولية دى جاية منين؟؟؟!!!!!!!!!!" و واضح انها صممت على المرور وسط المظاهرة على اعتبار اننا من الممكن أن "نساع بعضينا"

قررنا أن نبدأ التحرك فى اتجاه منازلنا و ان كان باقى المتظاهرين لا يبدو عليهم أى نية للرحيل, بصعوبة شديدة شققنا طريقنا وسط المظاهرة وصولا إلى الجانب الأخر, ووجدنا رائحة الكبدة تغلف الجو "عربة كبدة الثورة واقفة وسط المظاهرة!!". أخيرا خرجنا من الزحام ومشينا إلى المنزل.

كل ما سبق هو "الحقائق" و ما بعد ذلك "رأيي الشخصى". لا شك عندى أن الثورة لم تمت لان الثوار لازالوا متيقظين, اليوم لم يكن احتفالا بالنسبة للناس و لكنه لم يكن أيضا مظاهرة خالصة, و لعل ذلك سببه أن الناس لم تعد تخشى المظاهرات بل أصبح ذلك أشبه بالطقس العائلى المستحب. عادت التجمعات التى تجمع صاحب مصنع السبرتو و من يشرب السبرتو معا, الغنى و الفقير و العامل و المدير فى مظاهرة واحدة وحيدة الهدف...........أى حاكم مستقبلى لمصر لا يستطيع أن يقدم لشعبها مشروع قومى يجمعهم هو ببساطة شخص غبى و مغفل لأن من تجمعهم كراهية الحاكم و حب الوطن من الممكن بسهولة أن يجمعهم حب الوطن فقط.

رغم وحدة الهدف الآنى, الا أن حجم الخلافات بين التيارات الفكرية و السياسية فى مصر...................أوسع مما يجب.......و لا أحد يسمع الأخر أبدا

الناس تفهم الفرق بين الجيش و المجلس العسكرى بأفضل مما نظن, و لكنهم أيضا لا ينوون أن يفعلوا مع المجلس ما فعلوه مع مبارك......مجرد احساس!

المظاهرات لم تعد تقلق الجيران, بل ان المحلات فى شارع المشير أحمد اسماعيل لم تغلق أبوابها و هى على بعد 40 مترا من المنطقة العسكرية, لقد أيقنوا متى يكون الوضع آمنا و متى لا يكون كذلك

الشباب ما بين العشرين و الأربعين سيحكمون مصر فى خلال 5 أعوام, و سيغيرون وجه الحياة فيها

لم يعد من المريح أو  المربح أن تكون سياسيا فى مصر, هذه المهنة أصبحت تحت المجهر, كذا المناصب الكبيرة فقدت كل الرهبة فى قلوب المصريين, فلم يعد هناك رهبة من مدير الأمن و لا النائب العام و لا غيره بعد انهيار الرهبة ممن هم أكبر و أهم.....لن يبقى إلا من "يحترمه" الناس و هم قليل.....................باختصار "لاأهل تلم و لا حكومة تهم"

رئيس مصر القادم, ايا كان................أمه داعية عليه

لقد سقط حكم العسكر كما سقط مبارك............التفكير فى الخطوة التالية فريضة واجبة على أصحاب "العقول" فى هذا البلد, فلقد تركوا البلد لأصحاب "العجول" بما يكفى.

المقص

تم نشر هذه المقالة بصفحتى على الفيس بوك يوم 26 نوفمبر 2011


تبدو أحيانا الأمور فى بلدنا غامضة و مريبة و ملتفة حول نفسها, و فى بعض الأحيان تبدوا واضحة بصورة ممجوجة. و فى الحالتين يوجد عشرات الأراء المختلفة المتطاحنة التى تكفر و تلعن بعضها البعض من كل شخص يدعى "وهو صادق الى حد بعيد" انه يفعل ذلك لحب البلد و بدافع الوطنية. كل هذه الامور المتضادة تشبه علاقة حدى المقص, فكلما اقتربنا من بعضنا زادت احتمالات الوقيعة......

حسنا, كفانا فلسفة فارغة و لندخل فى لب الموضوع, ماذا يحدث الان و ماذا سيحدث بعد؟؟

أولا أنا لا أؤيد الفكرة التى تقول بأن المجلس العسكرى خائن, ليس لتعففه و لكن بسبب طبيعة العمل العسكرى و العقيدة التى تربى عليها هؤلاء الضباط فى عقود عملهم التى تصل بالبعض الى 5 عقود من الخدمة المتصلة فى سلك القوات المسلحة. هم يعتقدون انهم على حق, وهذه فى الحقيقة سمة مصرية أصيلة من  رفض المعارضة و لعن الاختلاف و تكفير الخصم أو فى أفضل الأحوال تتفيهه و تقزيمه و سحب المهين و المشين من الصفات عليه. المجلس يفعل ذلك مع الثوار و فئات الشعب المختلفه بالتجاهل و التكبر بينما يجلس مع اناس من عينة "رفعت السعيد" و "السيد البدوى" الذين يستحقون العزل السياسى أكثر بكثير من شخص مثل الجنزورى, السلفيين و بعض من ينتمون لتيار الدين السياسي يفعلون ذلك بتكفير البعض أو تجهيله ليتمكنوا هم من السيطرة و الركوب على عقولهم و ظهورهم. حتى عوام الناس يفعلون ذلك بصورة أو بأخرى, كلنا ذلك الرجل فهى عادة مصرية أصيلة و متأصلة فى رفض و قمع الاختلاف أو الاكتفاء –ان كنت مهذبا- بتجاهله و الترفع عنه.

اذن نعود للمجلس, هم يعتقدون عقيدة يقينية لا تقبل الشك انهم على صواب و حق, حتى و ان قالوا بغير ذلك, فهم مضطرون ايضا للحفاظ على الشكل العام بادعاء حب الديمقراطية و قبول قواعدها و لكنهم يعلمون ان الديمقراطية فى الجيش خروج على الضبط و الربط. تخيل معى موقف الحلاقين لو أن كل الشباب قرروا ان يصبحوا خنافس, ماذا تتوقع منهم, سوف ينعتون الكل بانهم اصبحوا شواذا و لن يعتبرونها حرية راى. نفس الأمر مع العسكر. أضف الى ذلك عنصرا ثانيا مهما و هو عنصر السن, الجيش تكوين هرمى بنفس القواعد الأساسية للحياة العسكرية منذ أقرها بسمارك و جيشنا أيضا فى مجتمع هرمى يقدس الكبير و لو كان مخرفا و يستبعد الصغير و لو كان نابها, راجع حياتك أنت و ستجد عشرات الأمثلة التى تم استبعادك أو على أقل تقدير السخرية من أفعالك و أراءك بسبب سنك . نتاج كل ما سبق أن المجلس الأعلى يقوم بما يقوم به بيقين انه الوحيد الذى يعلم و الباقى جهال دهماء يجب حمايتهم و بالأخص من أنفسهم و ينطبق عليهم مقولة أن "الحرية أغلى من أن نتركها للعبيد يفعلوا بها ما شاءوا". يزيد من هذا الأمر حجم السلطات التى توفرت فى يد هؤلاء الأشخاص التى لم تتوفر فى يد جهة واحدة من قبل على مدى التاريخ من أيام الملك الإله, فهم ينفذون و يشرعون و يصدرون دساتير و يعدلوها و يسنون قوانين و يلغون أخرى بدون العودة حتى للشعب الذى تحول –و يالسخرية- بعد الثورة الى درجة أقل مما كان قبل الثورة دستوريا. يفعلون كل هذا و يفشلون –بالادعاء الكاذب- فى وقف الاعتداءات على الثوار فى محمد محمود.

المجلس العسكرى ليس خائنا –وأكرر ذلك عن قناعة-, المجلس العسكرى متعالى و متكبر و مشروع ناجح حتى الأن لديكتاتور أسوأ من مبارك, المجلس هو فؤاد المهندس فى سك على بناتك حين كان يسأل أحمد راتب "تقعد هنا و لا هنا؟؟ تأخد نادية و لا سوسو؟؟......إلخ" و هو لا يسأل الا ذرأا للرماد فى العيون, فالقرار صدر و للمعترض الحق الكامل فى العض فى البلاط. و هو فى ذلك يشبه الأخ الكبير الذي لا يمنح الميراث للإخوة الباقين حتى لا تتفتت الثورة أو الأرض, فرغم ما يقد يظنه البعض من نبل الهدف الا انه يظل عملا حقيرا ملتويا

المجلس ليس وكيلا عن الشعب فى هذه الثورة و انما المجلس –الذى أعتقد أنه حقا كان يكره جمال مبارك و كان ضد التوريث- وكل الشعب فى الانقلاب على قيادته ثم قرر ان يأخد اللعبة من يد الطفل قبل أن "يشبط" فيها.

اذن هل المجلس "وحش"؟ ليس بالضرورة, الحقيقة أن المسألة تعود كلية الى الطريقة التى تنظر بها للأمور و كذلك الى نظرتك الحقيقية للثورة بصرف النظر عما تصرح به للناس. الحقيقة التى أؤمن بها ان هناك الكثير على أكثر من مستوى مادى و اجتماعى لا يرى الثورة على أنها عمل جيد مطلقا. و على عكس ما يظنه البعض, انا أعتقد أن أصحاب هذا الرأى من الطبقات العليا من المجتمع أكثر بكثير من هؤلاء الموجودون فى الطبقات الدنيا, و أن هذه الثورة قد تؤثر سلبا –ان نجحت, فهى لم تنجح بعد- على الطبقات فوق المتوسطة و العليا أكثر من غيرها. قد يدهشك مدى العدد الذى حقيقة لا يرى الثورة على أنها خير أو حتى حق مشروع. على رأس هولاء الناس, المجلس الأعلى

لاستكمال وجهة نظرى, ما يحدث الان أراه كالاتى, المجلس لا يحترم- قد يحب من باب الأبوة و طيبة القلب و لكنه لا يحترم-الثورة و الثوار, يراهم صداعا و زوائد يجب تهذيبها بالحسنى أو بغيرها. و يرى أن طول المدة ستنبه الغافل لقلة أدب هولاء من وجهة نظره. و المجلس لا ينتوى الاستيلاء على السلطة و لا حتى اعادة النظام القديم و انما ينتوى عمل نظام جديد –ليس بالضرورة ما أريده أنا أو أنت- يكون الجيش فيه حاميا للشرعية و مقيما لما هو شرعى و ما هو غير ذلك , و لتذهب كل وثيقة السلمى للجحيم و لتبقى المواد 9 و 10 بأى مسمى لحماية الدولة كما يرونها هم. راجع تصريحات اللواء ممدوح شاهين اليوم للتأكد مما سبق. الجيش يريد تركيا عام 1980-1990

كيف عرفت؟ هذا تقييمى من قراءة المعطيات و قد أكون على حق تماما أو جزئيا أو حتى قد أكون مخرفا تماما.....المهم ما تعتقده أنت و ليس ما أعتقده أنا.

السؤال التالى, هل فى حال نجاح المجلس فى عمل ذلك ستصبح مصر دولة متخلفة؟؟ ليس بالضرورة. هل من الممكن أن ينزلق الى تزوير الانتخابات لعمل ذلك؟؟ صدقا, لا أعتقد أنهم من الممكن أن يفعلوا ذلك و لكن لا شئ مستبعد.

اذن, المجلس الأعلى ليس عدو الشعب و لا الثوار, و لكنه قطعا عدو الثورة, لذا فهو يقفز على القانون و الدستور الذى وضعه رغما عن الشعب و مع ذلك فهو لا يساوى فى نظره الحبر الذى كتب به, و يبقى على حالة طوارئ عاهرة كسيف مسلط وقتما احتاج اليه

إذن ما الحل؟؟

هل أملك الحل السحرى, بالطبع لا, فانا صاحب وجهة نظر و هى أدنى درجات الانجاز الانسانى, اما الفعل فهو لمن يغيرون التاريخ فعلا.

ولكن وجهة نظرى هى أن المجلس يخشى من أشياء 3 و باستخدامها نتمكن من كسبه لصف الثورة (و لا أقول اجباره, فلا زال ممكنا استقطابه لصف الثورة قليلا)

أولا: المجلس يخشى وحدة الناس على قلب رجل واحد, و الان مصر بها حزب و ائتلاف لكل مواطن و هذا من قبيل الخرف السياسى, الاتجاهات السياسية الانسانية الاساسية لا تزيد على 4 أو 5 و يمكن ان يمثل كل اتجاه بحزب واحد تتعدد داخله الاتجاهات, اما كل هذا العدد من الانقسامات فهو لا يخدم الا المجلس و المجلس فقط. و على هذا فان غياب رمز أو قيادة للثورة الان لا يعد سوى مذبح نقدم عليه الثورة لمن يريدون قتلها. لو ظهرت الان قيادة موحدة تتكلم و تتفاوض باسم الثورة-حتى ولو لم تحظى باجماع 100%- فسوف تخطو الثورة خطوة لا تقل عما تحقق فى 11 فبراير.

ثانيا: انضباط الوضع الأمنى. نعم, المجلس لا يريد أن يصبح الأمن كما يريد المواطن فهذه هى الدمية التى تشغل الناس و الفزاعة التى تلم كل الثعابين فى جحورها. انضباط الوضع الأمنى لن تتحقق الا باصلاح الشرطة و هو ما لن يحدث الا باجراء جراحة فى رأس الجهاز لم تتم حتى اليوم و نقل مسئوليته و قيادته لشخص من خارج الجهاز مع اجراءات حازمة جدا تشتمل على احالة عشرات و عشرات من كل الرتب للاستيداع و تغيير كلى لفلسفة عمل الجهاز و نقل تبعيته للبرلمان أو القضاء. و هو شئ أيضا لا يريده المجلس الذى داس القانون و الاعلان الدستورى بحذائه العسكرى الثقيل و لكن لم يقم برفت الضباط المتهمين بقتل الثوار بدعوى ان القانون لا يسمح.

ثالثا: العصيان المدنى, هذه هى كلمة السر وراء نجاح خلع مبارك و هو سلاح قوى للغاية و لكن يجب استخدامه بحرص بالغ لانه من الممكن ان يكون له نتائج عكسية.

مما سبق أرى أن الحل الوحيد هو تكوين قيادة للثورة, ارى ان تكون قيادة "ليست" صغيرة السن ليتم أخذها على محمل الجد فى المجلس و أمام الجماهير و تكون ذات ثقل دولى "شخصيات مثل الباز, زويل, البرادعى.......خلقت لهذه المهام "تذكروا محمد نجيب فى 52 مع فارق النهايات" لتصبح مفاوض الثورة بمعاونة عدد من شخصيات الصف الثانى. يجب الضغط بكل قوة ممكنة لاصلاح الوضع الأمنى و السيطرة على اسم الوزير الذى سيمسك بحقيبة الداخلية القادمة, اصلاح الشرطة مسألة حياة أو موت. يلى ذلك التفاوض على المطالب واحدة واحدة ياستخدام ضغط التظاهر و الاعتصام و العصيان المدنى الشامل اذا دعت الضرورة. مع الوضع فى الاعتبار ان التفاوض يعنى الصبر و كذلك بعض التنازلات مع وضع الهدف الأسمى قيد النظر, و كلما نجح المفاوض فى الحصول على مكاسب أكثر كلما ضعف تماسك المجلس امام الثورة, وفى الوقت المناسب يمكن للمفاوض أن يعرض بعض المزايا الخاصة على المجلس من اعفاء من اى ملاحقة قانونية او ما شابه و هو ما لا يساوى اى شئ قياسا على النتائج المطلوبة.

أخيرا, لا يمكن للثورة تحت "اى" ظرف-بما فيها التزوير- الاعتراض على نتائج الانتخابات. لو حدث ذلك ستخسر الثورة اكثر مما نتصور و هو ما لا يجب ان نسمح بحدوثه. لو جاءت نتائج النتخابات على غير هوى الثورة فتأكدوا ان العيب ليس فى الانتخابات او الشعب و انما العيب فى الثورة و عندها يقع عبء الاصلاح و تغيير الذات علينا لنصبح خيار الشعب المفضل فى الانتخابات التالية........و سوف يكون هناك انتخابات تالية انشاء الله

و الله من وراء القصد.