نشرت هذه المقالة على صفحتى بموقع الفيس بوك فى 20 فبراير 2011
الموضوع الأكثر إثارة للحديث فى الأيام الأخيرة هو علاقة الشرطة بالشعب و كيفية إصلاحها. و ليس هدفى من هذه المقالة هو عمل "تسخين" للجو المشتعل أصلا و لكن إرجاع الأمور لأصلها حسب ما أراها من وجهة نظرى.
بداية, أنا لست ضابطا و لا أذكر أنى تعرضت بصورة شخصية لاعتقال سابق, و ان كنت أعرف أشخاصا تعرضوا لسخافات من الشرطة بدرجات متفاوتة من قبل. كما لا أنكر صعوبة مهمة الشرطة عموما من مطاردة المجرمين و تطبيق القانون بصورة عامة. و أنا أحاول تبيان وجهة نظرى بقدر ما أمكننى من حياد.
أولا: هناك نقطة سأستخدمها كقاعدة انطلاق لرأيى, و هى أن الشرطة و الشعب ليسوا طرفى علاقة متساوية فى رأيى و لكنها علاقة عمل خدمية بالأساس, بمعنى أن الشعب فى هذه العلاقة هو بمثابة نوع من أنواع رب العمل بينما الشرطة بأفرادها و أجهزتها بمثابة العامل. و دليلى فى ذلك أن الشرطة تتلقى رواتبها و ميزانيتها من ضرائب الشعب و ليس من معونات خارجية. و عليه فإن وجود الشرطة فى خدمة الشعب ليس مجرد شعار و انما هى حقيقة يجب أن تكون على الأرض.
كذلك أرى ان فكرة "الشرطة و الشعب" كما لو كانوا من جانبين منفصلين لن تخدم الهدف الأساسى من هذه المصالحة المطلوبة. فالشعب هو الكل و الشرطة مثلها مثل الصحة و الجيش و غيرهم هى جزء, و لا يستوى الطرفان إلا بمقدار تأدية كل منهم لوظيفته على أكمل وجه.
كذلك لدى يقين أن عقيدة الشرطة فى العمل فاسدة إلى حد كبير و عليها أن تتغير
ثانيا: إن مشكلة الشرطة لم تبدأ مع الشعب فى ثورة يناير, بل هى بكل تأكيد سابقة على ذلك بسنين طوال, ويمكن لمعظم الناس من كل الطبقات رواية حكايات و حكايات عن مواقف يمكن وصفها بأوصاف عدة بين المستفزة و حتى المهينة وقعت من ضباط و أمناء و مخبرين شرطة. و برغم من أن الفساد داء مستشرى فى كل الأجهزة المصرية إلا أن فساد الشرطة أكثر إثارة للغضب و المرارة لحساسية عملها. فإن كان الجيش هو حصن الوطن فمن المؤكد أن الشرطة هى الجدار الذى يستند عليه الشعب و هى ذراع القانون القوى التى يعول عليها الضعفاء و غير ذوو الحيلة لحمايتهم و الحصول على حقوقهم. و ربما بسبب ذلك الأمر فإن غضب الناس و مرارتهم من هذا الجهاز على القدر الذى هو عليه.
ثالثا: يجب على جهاز الشرطة و بالأخص السادة الضباط الشرفاء فى السلك الشرطى أن يتنبهوا لنقطة هامة, حيث أنه يقال دائما أن من فعل كذا و كيت من أفعال الفساد هم من الضباط الفاسدين و أن الشرفاء موجودون, و ما أود أن أقوله فى هذه النقطة هو أن كل من يرتدى البزة الشرطية هو بصورة أو بأخرى يعبر عن جهاز الشرطة بأكمله, وأن عبء الكشف عن فساد الشرطة و تطهيره _فى رأيى_ هو بالأساس مسئولية الشرطة و هو ما يجب أن يتم علنا و على رؤوس الأشهاد و أن تحرص الشرطة بشرفاءها على تنفيذه إبراءا لذمتها.
رابعا: بالنسبة لما هو مطلوب من الشرطة فى تقديرى:
- اعتذار علنى من الشرطة عما بدر من منتسبيها فى خلال الثورة و ما قبلها من تعذيب و تلفيق قضايا و فساد وتبرأها من هؤلاء الفاسدين.
- إعلان سريع عن مجموعة من المحاكمات لعدد من القيادات الفاسدة فى الداخلية و هم قطعا معروفين بالإسم أو على الأقل عدد منهم.
- نزول الشرطة الفورى لمواقعها, حتى لو كانت هناك شبهة خطورة من غضب الجماهير فإن هذا من أعباء المهنة, فمهما كان هذا الغضب فإن طابعه العتاب للشرفاء و الإنتقام من الفاسدين و القذرين من الضباط لذا فلا لوم على الناس إذا زاد سخطهم على غياب الشرطة و هى "أى الشرطة" المسئول الأول و الوحيد عن هذا الغياب.
حينما يتم هذا كله, فلن يتأخر الشعب فى الغفران و التعاون بل و فى حمل ضباط الشرطة على أعناقهم كما فعلوا مع زملائهم من أصحاب الزى الكاكى.
هذا رأيى و أرجو أن يعلم الجميع أن الله من وراء القصد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق