رأيت فيما يرى النائم أنني قد تعينت في الحكومة في وظيفة "أغبى موظف في الحكومة" حيث تقتضي وظيفتي أن أؤدي عملي بالحد الأدنى الممكن من الفهم و العقل بالدرجة التي تقيني فقط أن أُصنف من ضمن ذوات الأربع
و قد عُهد إلى بعمل دراسة عما حدث و لا زال يحدث في الإسكندرية, حيث أنني ولدت و عشت كل حياتي فيها, و ذلك لتتمكن الحكومة من إتخاذ القرارات المناسبة و ليتمكن البرلمان من مراقبة الحكومة رقابة فعالة.
و عليه قررت تشغيل الحد الأدنى من مفهومية الشخص الطبيعي و أن أحاول أن أتعرف إلى ماهية المشكلة... وجدت عدة أسئلة تحتاج لإجابات
هل الإسكندرية تغرق؟
لماذا تغرق الإسكندرية؟
هل ستستمر الإسكندرية في الغرق؟
هل هناك حل لغرق الإسكندرية؟ توصيات للتخفيف من حدة الكارثة؟
بدأت بالسؤال الأول... هل تغرق الإسكندرية؟
من وجهة نظر الأمطار, لا أجد ذلك منطقيا... بمعنى أن معدلات سقوط الأمطار تبدو لي طبيعية و متسقة مع ما أذكره عن الإسكندرية طوال حياتي... أذكر في الثمانينات و أوائل التسعينيات وجود بعض الأماكن و الشوارع في الإسكندرية مثل الإبراهيمية مثلا حيث كان دائما ما يحدث بها إنسداد في قنوات تصريف الأمطار و كان يأتي رجال الصرف لتسليك بالوعة الشارع فتجري المياه مندفعة نحو قنوات التصريف -مع إتجاه ميل الطريق حيث كان الطريق مصمما بحيث تكون البالوعات في أوطى نقطة- و ينتهي الأمر في خلال ساعات محدودة... بمعنى أن المشكلة كانت في نقطة الإتصال بين الشارع و قنوات التصريف و بمجرد فتح هذه النقطة كانت المياه تندفع في مسارها الطبيعي للتصريف
"تقديري" أن معدل سقوط الأمطار في السنوات القليلة الماضية كان أقل من معدله الطبيعي و لكن ربما هذا العام اقترب من معدلاته الطبيعية
و لكن من وجهة نظر الأرض... الأمر مختلف تماما.... نعم الإسكندرية تغرق
سقطت 3 موجات أمطار على الثغر البئيس منذ بدء الخريف "لم يبدأ فصل الشتاء بعد بالمناسبة", و في الموجات الثلاث التي اختلفت درجتها و شدتها غرقت أنفاق المشاه و السيارات و الجراجات و الكورنيش و أماكن أخرى و إن كان الأمر بدرجات متفاوتة في كل مرة....
لم تمطر السماء و لا مرة هذا العام بدون أن تغرق الأرض... و لا مرة.....
طيب ما هو تعريف "معدل الأمطار"؟
هناك معدل سقوط للأمطار متعارف عليه لكل منطقة في العالم و هناك تعريف لمناخ كل منطقة يتم طبقا لكود كوبن للمناخ. تقع الإسكندرية طيقا لكود كوبن "و هو نظام تم تأسيسه أواخر القرن ال19 لتقسيم العالم لمناطق مناخية" تحت الكود "BWh" و هو الكود المستخدم للمناطق الصحراوية الجافة متماسة مع "BSh" بما يعني أن الإسكندرية تستقبل مناخيا قدرا من الأمطار أعلى من معدل المناطق الصحراوية إلا أنه لا يزال أقل من المناطق شديدة الأمطار
الإسكندرية و رفح هما أكثر مدينتين تستقبلان أمطارا في جميع أنحاء جمهورية مصر العربية.... و يتم قياس المطر ببساطة بقسمة كمية حجم الأمطار "بالمتر المكعب" السنوي أو الشهري على مساحة الأرض "بالمتر المربع" لنخرج بطول يساوي معدل المطر السنوي أو الشهري لهذه البقعة من الأرض و يتم تعريفه الميليمتر أو بالبوصة طبقا لنظام القياس المتبع
متوسط الأمطار السنوي في الإسكندرية حوالي 200 مم و إن كان يزداد في بعض السنوات لحوالي 420 مم سنويا أي بمتوسط 18 مم شهريا وصولا إلى 38 مم شهريا في بعض السنوات و لكن تلك الزيادة نادرة
هل ذلك المعدل كثير أم قليل؟
السيد مدير الإدارة الهندسية في شركة الصرف الصحي بالثغر البئيس صرح في التلفزيون - و سمعته بنفسي- لمندوب برنامج وائل الأبراشي "أن الأرصاد الجوية أفادت بإستقبال الإسكندرية ل3.2 مليون متر مكعب ماء خلال النوة التي وقعت الأسبوع الماضي" ... مساحة الإسكندرية طبقا للويكيبديا 2679 كم مربع "اقسم حجم المطر دة على مساحة الأرض مضروبة في مليون لتحويلها للمتر المربع" يصبح الناتج 1.2 مم تقريبا و بفرض 4 مرات أمطار خلالا الشهر بنفس المعدل يكون الناتج 4.8 مم/شهر من الأمطار و هو في الحقيقة أقل بكثييييير جدا من معدل المطر الطبيعي للمدينة في شهر نوفمبر و يصل طبقا لموقع worldclimate.com إلى 34 مم/شهري... مش قادر أحدد أيهم أسوأ... هل الحكومة تكذب أم هي مصدقة لما تقوله و هي فقط منعدمة الكفاءة بحيث لا تدرك حجم حماقتها؟
بإختصار و لمن ينفر من الحسابات... معدل المطر حتى الآن في كل المرات التي غرقت فيها الإسكندرية هو أقل من متوسط المطر الطبيعي للمدينة على مدار سنوات القرن العشرين
طيب إذن لماذا تغرق الإسكندرية؟؟
الحقيقة لا أحد يعرف على وجه الدقة... و لا أحد عموما في مصر يعرف شيئا ما على وجه الدقة... زمان, كنت أعتقد أن الحكومة تميل لإخفاء المعلومات عن الشعب و العامة حماية لنفسها بسبب الفساد او الإهمال أو خلافه... مؤخرا هجرت هذا المعتقد إلى معتقد آخر... الحكومة مش مخبية... الحكومة لا تعرف... مش بس لا تعرف.. هي لا تعرف و لا تعرف أنها لا تعرف و تفخر بذلك... الحكومة حمارة... الحقيقة أن ذلك يبدو كلاما أكثر معقولية
المعلومات التي ذكرتها أعلاه ليست نتيجة دراسة سنوات و إنما نتيجة بحث إستغرق مجموعه حوالي 10 دقائق على الإنترنت... هل متخذ القرار لديه هذه المعلومات؟ هل هو مهتم أصلا أن يكون لديه معلومات؟ لا أعرف.... و غالبا هو أيضا لا يعرف
هناك تخمينات - هي كل ما نملكه للأسف - لأسباب الغرق, تدور حول التغير البيئي و انسداد الشنايش و ضم شبكة المطر للصرف... بل إن البعض طبعا حمَل الإخوان السبب و هو مبرر يصلح لكل شيء و أي شيء بدءا من التغير البيئي مرورا بالإرهاب وصولا لسقوط الأندلس و هزيمة طراودة أمام الإغريق.
قد تكون هذه الأسباب كلها مجتمعة و لكن الحقيقة أن الأكثر قربا من - أستغفر الله العظيم- المنطق هو مسألة ضم شبكتي الصرف و المطر و لهذا قصة أخرى
الإسكندرية من أكثر المحافظات التي وقعت بها مخالفات بناء صارخة و متحدية, و قد وقعت بتواطئ كامل و توافق و موافقة من الحكومة -من أوسخ موظف حي لحد المحافظ ووزير الحكم المحلي و رئيس الوزراء و رئيس الجمهورية- كلهم اتفقوا جنائيا -بقصد أو من غير- على الموافقة و التسهيل لهذه المخالفات التي ألقت في أقل تقدير 26000 مبنى - مش وحدة سكنية- على مرافق المدينة المهترئة في ظرف أقل من 10 سنوات. حين تم ضم شبكتي الصرف الصحي و المطر في "تخريجة" عبقرية لأحد رجال المحافظة في ذلك الوقت -أتمنى أن تكون غرفة نومه قد غرقت بماء المطر اليوم- مع حمل المباني الجديدة, لم يعد هناك مكان في شبكات الصرف -بفرض أنها تعمل بكفاءة أصلا- لقبول كميات المياه الداخلة من المطر... و لم يعد هناك حل أمام الماء سوي التكدس و الإنتقال للأماكن الأقل ضغطا - تنتقل الموائع من الضغط المرتفع للضغط المنخفض بس مصر مكنتش عارفة- فترى تلك المناظر في كل منطقة منخفضة أو ذات ميول عكسية في محافظة الإسكندرية
هل ستستمر الإسكندرية في الغرق؟؟
بإختصار و بهدوء و بوضوح... نعم
رد فعل المحافظة هذه المرة كان أفضل قليلا من المرة الماضية و تحركهم كان أسرع قليلا و لكن سيظلون خلف المطر بخطوة أو إثنين
على أقل تقدير سيكون هذا الشتاء كما شهدناه حتى الآن في شتوات ثلاث... ستغرق الشوارع و سينزل المحافظ أو من ينوب عنه ليقف في الشارع يزعق في التليفون لشخص ما وهمي عن أسباب تجمع المياه و سوف تجف المياه قليلا بعد يوم أو اثنين و ستشرب الأرض الباقي حتى النوة التالية و ستغرق سيارات شفط المياه في المياه و سيموت الناس غرقا أو صعقا او دفنا تحت أسقف بيوت مهترئة
لن يستطيع أحد إنقاذنا هذا الشتاء و ستلجأ الحكومة لحلول مسكنة تدعي بها كذبا انها قضت على المشكلة من رفع كفاءة طلمبات محطة الرفع لخطوط الصرف الصحي و ستنكشف الكذبة أول ما المطر يتقل إيده شوية أو الكهرباء تنقطع خلال المطر أو بعده قتتوقف الطلمبات أو يمر عام أو أقل و تقل قدرة الطلمبات عن رفع الصرف و المطر الداخل فوق أحمال الشبكة
هل هناك حل؟؟
نظريا نعم.... نحتاج لتطوير شبكة الصرف و فصلها فورا- كما كانت من قبل- عن شبكة تصريف الأمطار.... كم التكلفة؟
أكيد مش ال75 مليون اللي أقرهم مجلس الوزراء لحل المشكلة الشتاء القادم - من خلال حل رفع كفاءة الطلمبات اللي قولتلكم عليه-
دة مشروع يحتاج لمليارات كثيرة... بس طبعا مفيش فلوس - للحاجات دي-
هل أنت واثق من كل ما ذكرته؟؟
من معظمه... و لكن في الحقيقة أنا أثق بنسب أكبر فيما قلت من ثقة أي مسؤول حكومي فيما سيصرح به في ها الشأن.... الجكومة ليس لديها حل و ربما ليس لديها علم هو إيه المشكلة أصلا اللهم غير بدعاء حكومي شهير "ربنا يعدي الشتواية دي على خير"
#إسكندرية_بتغرق
#الموج_الأزرق_في_صالة_بيتك
و قد عُهد إلى بعمل دراسة عما حدث و لا زال يحدث في الإسكندرية, حيث أنني ولدت و عشت كل حياتي فيها, و ذلك لتتمكن الحكومة من إتخاذ القرارات المناسبة و ليتمكن البرلمان من مراقبة الحكومة رقابة فعالة.
و عليه قررت تشغيل الحد الأدنى من مفهومية الشخص الطبيعي و أن أحاول أن أتعرف إلى ماهية المشكلة... وجدت عدة أسئلة تحتاج لإجابات
هل الإسكندرية تغرق؟
لماذا تغرق الإسكندرية؟
هل ستستمر الإسكندرية في الغرق؟
هل هناك حل لغرق الإسكندرية؟ توصيات للتخفيف من حدة الكارثة؟
بدأت بالسؤال الأول... هل تغرق الإسكندرية؟
من وجهة نظر الأمطار, لا أجد ذلك منطقيا... بمعنى أن معدلات سقوط الأمطار تبدو لي طبيعية و متسقة مع ما أذكره عن الإسكندرية طوال حياتي... أذكر في الثمانينات و أوائل التسعينيات وجود بعض الأماكن و الشوارع في الإسكندرية مثل الإبراهيمية مثلا حيث كان دائما ما يحدث بها إنسداد في قنوات تصريف الأمطار و كان يأتي رجال الصرف لتسليك بالوعة الشارع فتجري المياه مندفعة نحو قنوات التصريف -مع إتجاه ميل الطريق حيث كان الطريق مصمما بحيث تكون البالوعات في أوطى نقطة- و ينتهي الأمر في خلال ساعات محدودة... بمعنى أن المشكلة كانت في نقطة الإتصال بين الشارع و قنوات التصريف و بمجرد فتح هذه النقطة كانت المياه تندفع في مسارها الطبيعي للتصريف
"تقديري" أن معدل سقوط الأمطار في السنوات القليلة الماضية كان أقل من معدله الطبيعي و لكن ربما هذا العام اقترب من معدلاته الطبيعية
و لكن من وجهة نظر الأرض... الأمر مختلف تماما.... نعم الإسكندرية تغرق
سقطت 3 موجات أمطار على الثغر البئيس منذ بدء الخريف "لم يبدأ فصل الشتاء بعد بالمناسبة", و في الموجات الثلاث التي اختلفت درجتها و شدتها غرقت أنفاق المشاه و السيارات و الجراجات و الكورنيش و أماكن أخرى و إن كان الأمر بدرجات متفاوتة في كل مرة....
لم تمطر السماء و لا مرة هذا العام بدون أن تغرق الأرض... و لا مرة.....
طيب ما هو تعريف "معدل الأمطار"؟
هناك معدل سقوط للأمطار متعارف عليه لكل منطقة في العالم و هناك تعريف لمناخ كل منطقة يتم طبقا لكود كوبن للمناخ. تقع الإسكندرية طيقا لكود كوبن "و هو نظام تم تأسيسه أواخر القرن ال19 لتقسيم العالم لمناطق مناخية" تحت الكود "BWh" و هو الكود المستخدم للمناطق الصحراوية الجافة متماسة مع "BSh" بما يعني أن الإسكندرية تستقبل مناخيا قدرا من الأمطار أعلى من معدل المناطق الصحراوية إلا أنه لا يزال أقل من المناطق شديدة الأمطار
الإسكندرية و رفح هما أكثر مدينتين تستقبلان أمطارا في جميع أنحاء جمهورية مصر العربية.... و يتم قياس المطر ببساطة بقسمة كمية حجم الأمطار "بالمتر المكعب" السنوي أو الشهري على مساحة الأرض "بالمتر المربع" لنخرج بطول يساوي معدل المطر السنوي أو الشهري لهذه البقعة من الأرض و يتم تعريفه الميليمتر أو بالبوصة طبقا لنظام القياس المتبع
متوسط الأمطار السنوي في الإسكندرية حوالي 200 مم و إن كان يزداد في بعض السنوات لحوالي 420 مم سنويا أي بمتوسط 18 مم شهريا وصولا إلى 38 مم شهريا في بعض السنوات و لكن تلك الزيادة نادرة
هل ذلك المعدل كثير أم قليل؟
السيد مدير الإدارة الهندسية في شركة الصرف الصحي بالثغر البئيس صرح في التلفزيون - و سمعته بنفسي- لمندوب برنامج وائل الأبراشي "أن الأرصاد الجوية أفادت بإستقبال الإسكندرية ل3.2 مليون متر مكعب ماء خلال النوة التي وقعت الأسبوع الماضي" ... مساحة الإسكندرية طبقا للويكيبديا 2679 كم مربع "اقسم حجم المطر دة على مساحة الأرض مضروبة في مليون لتحويلها للمتر المربع" يصبح الناتج 1.2 مم تقريبا و بفرض 4 مرات أمطار خلالا الشهر بنفس المعدل يكون الناتج 4.8 مم/شهر من الأمطار و هو في الحقيقة أقل بكثييييير جدا من معدل المطر الطبيعي للمدينة في شهر نوفمبر و يصل طبقا لموقع worldclimate.com إلى 34 مم/شهري... مش قادر أحدد أيهم أسوأ... هل الحكومة تكذب أم هي مصدقة لما تقوله و هي فقط منعدمة الكفاءة بحيث لا تدرك حجم حماقتها؟
بإختصار و لمن ينفر من الحسابات... معدل المطر حتى الآن في كل المرات التي غرقت فيها الإسكندرية هو أقل من متوسط المطر الطبيعي للمدينة على مدار سنوات القرن العشرين
طيب إذن لماذا تغرق الإسكندرية؟؟
الحقيقة لا أحد يعرف على وجه الدقة... و لا أحد عموما في مصر يعرف شيئا ما على وجه الدقة... زمان, كنت أعتقد أن الحكومة تميل لإخفاء المعلومات عن الشعب و العامة حماية لنفسها بسبب الفساد او الإهمال أو خلافه... مؤخرا هجرت هذا المعتقد إلى معتقد آخر... الحكومة مش مخبية... الحكومة لا تعرف... مش بس لا تعرف.. هي لا تعرف و لا تعرف أنها لا تعرف و تفخر بذلك... الحكومة حمارة... الحقيقة أن ذلك يبدو كلاما أكثر معقولية
المعلومات التي ذكرتها أعلاه ليست نتيجة دراسة سنوات و إنما نتيجة بحث إستغرق مجموعه حوالي 10 دقائق على الإنترنت... هل متخذ القرار لديه هذه المعلومات؟ هل هو مهتم أصلا أن يكون لديه معلومات؟ لا أعرف.... و غالبا هو أيضا لا يعرف
هناك تخمينات - هي كل ما نملكه للأسف - لأسباب الغرق, تدور حول التغير البيئي و انسداد الشنايش و ضم شبكة المطر للصرف... بل إن البعض طبعا حمَل الإخوان السبب و هو مبرر يصلح لكل شيء و أي شيء بدءا من التغير البيئي مرورا بالإرهاب وصولا لسقوط الأندلس و هزيمة طراودة أمام الإغريق.
قد تكون هذه الأسباب كلها مجتمعة و لكن الحقيقة أن الأكثر قربا من - أستغفر الله العظيم- المنطق هو مسألة ضم شبكتي الصرف و المطر و لهذا قصة أخرى
الإسكندرية من أكثر المحافظات التي وقعت بها مخالفات بناء صارخة و متحدية, و قد وقعت بتواطئ كامل و توافق و موافقة من الحكومة -من أوسخ موظف حي لحد المحافظ ووزير الحكم المحلي و رئيس الوزراء و رئيس الجمهورية- كلهم اتفقوا جنائيا -بقصد أو من غير- على الموافقة و التسهيل لهذه المخالفات التي ألقت في أقل تقدير 26000 مبنى - مش وحدة سكنية- على مرافق المدينة المهترئة في ظرف أقل من 10 سنوات. حين تم ضم شبكتي الصرف الصحي و المطر في "تخريجة" عبقرية لأحد رجال المحافظة في ذلك الوقت -أتمنى أن تكون غرفة نومه قد غرقت بماء المطر اليوم- مع حمل المباني الجديدة, لم يعد هناك مكان في شبكات الصرف -بفرض أنها تعمل بكفاءة أصلا- لقبول كميات المياه الداخلة من المطر... و لم يعد هناك حل أمام الماء سوي التكدس و الإنتقال للأماكن الأقل ضغطا - تنتقل الموائع من الضغط المرتفع للضغط المنخفض بس مصر مكنتش عارفة- فترى تلك المناظر في كل منطقة منخفضة أو ذات ميول عكسية في محافظة الإسكندرية
هل ستستمر الإسكندرية في الغرق؟؟
بإختصار و بهدوء و بوضوح... نعم
رد فعل المحافظة هذه المرة كان أفضل قليلا من المرة الماضية و تحركهم كان أسرع قليلا و لكن سيظلون خلف المطر بخطوة أو إثنين
على أقل تقدير سيكون هذا الشتاء كما شهدناه حتى الآن في شتوات ثلاث... ستغرق الشوارع و سينزل المحافظ أو من ينوب عنه ليقف في الشارع يزعق في التليفون لشخص ما وهمي عن أسباب تجمع المياه و سوف تجف المياه قليلا بعد يوم أو اثنين و ستشرب الأرض الباقي حتى النوة التالية و ستغرق سيارات شفط المياه في المياه و سيموت الناس غرقا أو صعقا او دفنا تحت أسقف بيوت مهترئة
لن يستطيع أحد إنقاذنا هذا الشتاء و ستلجأ الحكومة لحلول مسكنة تدعي بها كذبا انها قضت على المشكلة من رفع كفاءة طلمبات محطة الرفع لخطوط الصرف الصحي و ستنكشف الكذبة أول ما المطر يتقل إيده شوية أو الكهرباء تنقطع خلال المطر أو بعده قتتوقف الطلمبات أو يمر عام أو أقل و تقل قدرة الطلمبات عن رفع الصرف و المطر الداخل فوق أحمال الشبكة
هل هناك حل؟؟
نظريا نعم.... نحتاج لتطوير شبكة الصرف و فصلها فورا- كما كانت من قبل- عن شبكة تصريف الأمطار.... كم التكلفة؟
أكيد مش ال75 مليون اللي أقرهم مجلس الوزراء لحل المشكلة الشتاء القادم - من خلال حل رفع كفاءة الطلمبات اللي قولتلكم عليه-
دة مشروع يحتاج لمليارات كثيرة... بس طبعا مفيش فلوس - للحاجات دي-
هل أنت واثق من كل ما ذكرته؟؟
من معظمه... و لكن في الحقيقة أنا أثق بنسب أكبر فيما قلت من ثقة أي مسؤول حكومي فيما سيصرح به في ها الشأن.... الجكومة ليس لديها حل و ربما ليس لديها علم هو إيه المشكلة أصلا اللهم غير بدعاء حكومي شهير "ربنا يعدي الشتواية دي على خير"
#إسكندرية_بتغرق
#الموج_الأزرق_في_صالة_بيتك