السبت، 4 أغسطس 2012

مشكلة الكهرباء, الأسباب و العلاجات


لا معنى أن نسرد ماهية مشكلة الكهرباء التى كانت محسوسة فى مصر على مدى 4 سنوات مضت و أصبحت صارخة جاحظة هذا العام, و لكن هناك أسئلة كثيرة تتعلق بلماذا و و كيف و كم و غيرها...............

الحقيقة المبدئية أن مشكلة الكهرباء فى مصر لا تختلف عن جل مشاكلنا الأخرى, من حيث حقيقة ارتباطها بكوارث فى التخطيط و الرؤية و رد الفعل على المشاكل و هو نفس ما يمكن قوله مع حذف كلمة الكهرباء و وضع كلمة الخبز, الوقود, السولار, المرور,,,,,,,,, أو ما شئت

بداية, ما هى طبيعة المشكلة؟

أرقام الاستهلاك المصرية تختلف من مصدر لأخر و هى ككل الأرقام فى مصر.....سرية و مبهمة, و لكن التوقع هنا قد يكون قريبا من الحقيقة بصورة مقبولة. فمتوسط الإستهلاك المصرى سنويا حوالى 24 الى 26 جيجا وات (من 24000-26000 ميجا وات سنويا) و هو رقم يشكل مجموع الاستهلاكات الكهربائية  المنزلية و الصناعية و الترفيهية و غير ذلك. بطبيعة الحال و على العكس من أوروبا, يزداد هذا الرقم فى فترة الصيف و فى شهر رمضان, لأسباب واضحة خاصة بازدياد الاستهلاك و كذا غياب الرشد عن هذا الاستهلاك فى صوره الخاصة و العامة. يقابل أرقام الاستهلاك السابقة, أرقام انتاج فى حدود 24000 جيجا وات مما يخلق حالة عجز طفيفة ما بين الانتاج و الاستهلاك يمكن علاجها فى الأحوال العادية بعدد من الحلول منها:

* الربط الكهربى بدول الجوار: لكل منطقة زمنية على الخريطة قمم استهلاك فى أوقات معينة, فمثلا يمكن أن نقول أن السعودية و قطر تبلغان ذروة استهلاك شبكتيهما الكهربيتان فى وقت معين خلال اليوم يكون فى الاستهلاك فى الشبكة المصرية أقل من ذلك, فيمكن للشبكة المصرية أن تعطى فائضها فى هذه الساعات لتغطية الزيادة لدى الجار لحين مرور ساعات الضغط عند الجار و انتقالها الينا فتعود الفوائض و معها فوائض الشبكات المجاورة لتغطية الضغط فى الشبكة المصرية. هذا الحل كان قيد التنفيذ بالفعل حسب علمي فى السنوات السابقة.

* انشاء محطات انتاج كهرباء جديدة (بخارية, مائية, نووية, شمسية........ إلخ)

اذن ما سبب تفحل المشكلة هذا العام؟؟!!!!!!!!!!!!!!

السبب  هو ما ذكرنا من غياب الرؤية المخزى لدى واضع السياسات و صانع القرارات, فمعدلات زيادة الاستهلاك المصرية فى الكهرباء كبيرة جدا و أسرع بكثير من كل ما تم انجازه, فكما قلنا أن تقييم الاستهلاك ب 24-26 جيجا وات, الا أن واقع الأمر أن الاستهلاك قد وصل إلى تقديرات بحوالى 30 جيجا وات أو أكثر و هو ما يتسبب فى فشل الشبكة فى مقابلة الحمل المطلوب. و هذا بالطبع ما لا يلام فيه الناس و انما يلام كل اللوم "المخطط" الذى تقضى أبسط قواعد وظيفته أن "يستقرء الأحداث" ليتمكن من التخطيط بدقة.

السبب الثانى أن كثير من المشروعات التى كان مخططا لها الدخول فى الخدمة تأخرت كثيرا نتيجة معوقات مختلفة تمويلية أو فنية بسبب النقص فى إمدادات الغاز, مما يؤدى إلى التشغيل باستخدام المازوت و هو ما يؤثر على عمر المحطة و كفاءتها و بالتالى انتاجيتها, مثال محطات العين السخنة, شمال الجيزة, بنها, نويبع, السويس و ديروط

السبب الثانى هو سبب قديم و لكنه ظهر بشدة بعد انهيار النظام السابق و هو غياب الرشد عن طبيعة الاستهلاك المصرى, ليس معنى ذلك أن زيادة استهلاك بالضرورة هى مؤشر سئ و لكن عندما ترى الأنوار فى الطرق السريعة و البطيئة منيرة بالكامل نهارا و ترى أجهزة التكييف تعمل باستمرار فى غرف خالية و غيره من مظاهر الاستهلاك السفيهة التى تزداد شهرا بعد شهر تدرك حجم المشكلة.

إذن ما هى الحلول فى مثل هذه الحالات؟؟

عموما مسألة تدوير القطع الكهربى هى الحل الأول و الأسرع, و ان كان يتم استخدامه بصورة خاطئة, فلابد من اعلان أصحاب الشأن (المستهلك) بتوقيت و زمن القطع و أظن ان الناس ستتقبل الأمر طالما أنه الحل الوحيد و أنه يطبق على جميع مناطق الاستهلاك العالى بدون استثناء لمنازل أصحاب الشأن أو الوزراء أو حتى قصر الرياسة.

الحل الثانى هو تدبير موارد فنية (الغاز الطبيعى) و مالية لانشاء محطات جديدة (علما بأن المحطة تنتج ما بين 0.75 و 3 جيجا وات (و هو حل استراتيجى طويل الأمد, و ينطبق تحت هذا البند أيضا حسم مسألة المحطة النووية).

الحل الثالث يتضمن تغيير أنماط الإستهلاك للأفضل بفرض ضرائب اضافية على استهلاك اللمبات العادية و منح خصومات و مزايا لاستخدام اللمبات الموفرة, و كذا منح خصومات ضرائبية و جمركية لاستخدام الطاقات الجديدة (كالشمسية مثلا) و هذا أيضا حل سريع الأمد.

الحقيقة أن هذه المقالة بلا هدف سوى توعية الناس بطبيعة المشكلة و محاولة نشر فكرة ايجاد نمط استهلاكى أفضل و ايجاد رأى عام ضاغط فى سبيل حل جذرى للمشكلة..............زأرجو أن أكون وفقت و شكرا لكم