الأحد، 30 ديسمبر 2012

الظاهر فى مشروع المنجد عبد الظاهر لتقييد التظاهر


بداية أنا مهندس.... فاكرين الراجل اللى اتقال عليه انه منجد وهو بيراقب على لجنة من لجان الدستور و بعدين طلع وكيل نيابة كما قال رئيس لجنة الإنتخابات؟؟؟ أنا بقة منجد فيما يخص القانون مش وكيل نيابة...............

بس كوني منجد لا يمنع كوني مواطن مصرى من أصل 90 مليون منجد تاني, بيتأثر بالقانون و ينتوى أن يطيعه و لو لم يتوافق مع نصوصه, لذا فإن منطقى يقول بأنني علىَ أن أعترض على ما لا يعجبني من القانون قبل إقراره خيرا من ألا أتقيد به بعد إقراره و لو من باب "إحترام القانون" الذى أراه أهم و أولى من أي شئ..............

لذا فما سأقوله هنا فى هذا المقال هو رأى قد يصيبه القليل من الصواب و الكثير من الخطأ و لكنه يظل فى النهاية..... رأيي

بداية, معلوماتي أن هناك جهات محددة لها حق إقتراح القوانين منها أعضاء المجالس التشريعية و الحكومة و رئيس الجمهورية (يعني باختصار مكتب الإرشاد J) و بعض الجهات الأخري ربما, و هو يسمي إقتراح بمشروع قانون حتي يتم إدراجه فى جدول أعمال المجلس التشريعي فيصبح مشروعا ثم يقر فيعرض على رئيس الجمهورية فيقره و ينشر فى الجريدة الرسمية ليصبح نافذا... هذا من المفترض أنه المسار الطبيعي لنشأة أي قانون...........

المقترح بمشروع و المنشور بجريدة المصرى اليوم ثم جريدة الحرية و العدالة مقدم حسبما فهمت من المجلس القومس لحقوق الإنسان و من وزارة العدل التى تتولى صياغة المشروعات المقدمة من الحكومة منشور بهذا الرابط http://www.almasryalyoum.com/node/1348896

و لى عليه مجموعة من الملحوظات باعتبارى منجد

·         من حيث المبدأ..... بعد شهور من غياب المجالس التشريعية و فى حالة إقتصادية رثة و أمنية غثة و بلطجة كثة...... كان أول مشروع مقدم للمجلس التشريعي التايواني بتاعنا (لحد ما يجيبوا مجلس تشريعي بجد) هو قانون ل"تنظيم" التظاهر؟... و ماله, أهو علشان عجلة الإنتاج.
·         لو لم تنشر جريدة المصرى اليوم أي أخطاء مطبعية من عندياتها (و هو شئ وارد الحدوث) فلا بد أن يحضرنا هنا سؤال مهم.......... هل مات كل مختصى اللغة العربية و الصياغة القانونية؟!! لماذا جاءت صياغة القانون و الدستور من قبله ركيكة لزجة متكسرة كلغة مذيعات ماسبيرو بصورة تجعلك تحار فى مقصد المواد.
·         فى نقاط محددة احترت و سألت نفسي, أليس هذا هو قانون "تنظيم" التظاهر الذى كان سيصدره اللورد كرومر؟ بألفاظه؟ هل لازالت فى مصر قوانين تطلق على الشرطة لفظة "بوليس" و تقول "أناشيد" ؟؟؟؟؟ أناشيد إيه!!

ما علينا... كل دة مش مهم لأن الأهم هو النية.............................

المشروع به بعض المواد الجيدة و بعض المواد المحايدة و بعض المواد المدهشة حقيقة (مدهشة سلبا), و سوف أذهب مباشرة إلى المواد التى لا تعجبني

Ø      مادة التعاريف: عرَفت المادة التجمهر بأنه ( تجمع عدد من الأشخاص في طريق عام أو مكان عام بصورة تهدد السلم العام، ورفضهم الانصياع للأمر بالتفرق) هذا ليس تعريفا, دي جريمة. أي تجمهر أصبح جريمة لأنه بالتعريف يهدد السلم العام. الإخطار (هو إجراء ضبطي الهدف منه إعلام السلطة المختصة لاتخاذ الاحتياطات اللازمة للتأمين والحفاظ على النظام العام.)... طب و حماية المتظاهرين أنفسهم, أليس بديهيا أن يكون هذا من أهداف الإخطار أيضا؟؟!!!! الإجتماعات العامة ( كل اجتماع في مكان أو محل عام أو خاص يدخله أو يستطيع دخوله أشخاص ليس بيدهم دعوة شخصية فردية).... يعني باختصار, أي شئ غير حفلات الزفاف (دة لو لسة فى حد بيطبع دعاوي). هذه التعاريف لا أدري من كتبها و لا من أين أتي بها و لكنه قطعا برأيي من ال90 مليون..... منجد
Ø      مادة 5: أنا مش فاهم, منظمو الإجتماع ملزمون بمواعيد محددة و منصوص عليها بينما جهة الإدارة تملك تقيد الحق الدستورى لأسباب "تراها" أو أسباب "خطيرة غير ذلك"!!! و كمان يعلق إعلان المنع عند المانع و لا يبلغ به منظم الإجتماع و أن ينشر "إذا ما تيسر ذلك"........يا سلاااام. إذن هذه المادة جعلت التنظيم بالإخطر يتحول ضمنا إلى التنظيم بالإذن.... هل هذا دستورى حتي مع الدستور الخرقة بتاعنا؟!
Ø      مادة 7: خلي بالك, رئيس أو اثنين على الأقل, نص رئيس ما ينفعش (هو ليه الشرط دة ما انطبقش على رئاسة البلاد؟.... ما علينا)....... يمنع كل خطاب يخالف الآداب العامة....... كويس, بس ما هو قصد المشرع بالأداب العامة؟
Ø      مادة 8: رجل الأمن يتواجد فى الحتة اللى تريحه, و ماله, تمام, و له أن ينهي الإجتماع لو حدث أشياء منها على سبيل المثال (الصياح) يعني الزعيق.... اللى صوته عالي هيتعلق................أو أنشدت أناشيد تدعو إلى الفتنة!!! مش بقولوكوا دة قانون جاي من أيام اللورد كرومر....... أناشيد؟
Ø      مادة 9: ضمَن ما يقع فى الأماكن الخاصة ضمن الإجتماعات العامة بشروط غير مفهومة بالنسبة لي!!! يعني أصبحت الإجتماعات فى الأماكن الخاصة تتطلب ما يتطلبه الإجتماع العام من تواجد الأمن "فى الحتة اللى تعجبه بقة" و جعل صفة الإجتماع عامة و لو عقد فى مكان خاص بسبب موضوعه أو عدد الدعوات (اللى هو كام, مش عارف!!!)أو أي ظرف أخر بنص المادة.....
Ø      مادة 10: دي من المواد المضحكة جدا, و من المواد المأخوذة من أفلام الأبيض و الأسود حين كان كاتب هذا القانون يري الفدائيين يهربون من جنود الإحتلال عن طريق عمل جنازة وهمية,,, و أدعوكم لقراءة هذا النص العبيط (فإذا نظم موكب من هذا القبيل بمناسبة تشييع جنازة فإن الإعلان الصادر من السلطة بمنع الموكب أو بتحديد سيرة يبلغ إلى القائمين بشئون الجنازة من أسرة المتوفي.)................. و نادى منادى.... مين صاحب الميت دة يا حضرات؟, إحنا لغينا الجنازة, ودوا المرحوم ع التلاجة لحد ما يجيلنا مزاج!!!!
Ø      المادة 11: تسمى الشرطة (البوليس)!!!! المفروض اللائحة التفسيرية لهذا الأستروبيا تحمل صورة أنور وجدي فى فيلم قلبي دليلي لتوضيح المقصود بالبوليس!!
Ø      رغم سخرية البعض من المادة 14, إلا أنني أراها معقولة
Ø      المادة 16: بجد بجد, إيه هو تعريف الأداب العامة؟!! أنا لا أحرض على السباب أو الإهانة و لكن ما هو التعريف القانوني لها؟؟... متي أكون معبرا تعبيرا حرا و متي أكون قد تجاوزت؟ متي يكون ما أقوله مقبولا لدي فلان و متجاوزا لدى علان؟؟؟ ما هو الخط الفاصل الذى من الممكن أن يتسبب فى تقييد حريتي؟؟
Ø      المادة 18: ما هي معايير استخدام القوة فى الفض مع التسليم بضرورة استخدامها أحيانا؟؟
Ø      المادة 25: العقوبة للتحريض (اللى هو أي واحد يشجع على التظاهر بما لا يراعى التراتيبية الواردة فى هذا القانون) هى الحبس وجوبا!!!!

السؤال المنطقي, ما هي صورة القوانين المنظمة للتظاهر فى دول العالم الأخرى؟؟ و ما هى البدائل العاقلة و المتسقة أيضا معنا و لا تنتمي لهذا القانون العجيب؟

عموما المنطق يقول بأن تنظيم التظاهر الذى هو حق للمواطن واجب على الدولة لحماية حقوق المواطن الأخر الذى لا يرغب فى التظاهر و لا ينبغي أن تتعطل حياته بسبب تظاهر البعض الآخر....... و لكن هل هذا الأمر لا يتم إلا بقانون جاءت نصوصه فيما يبدو من أرشيف قوات المحتل البريطاني؟ أرجو أن يعيد مجلس الشورى صياغة هذا القانون.... فليس هدف القوانين ,حسب علمي, هو وضع الناس حيث لا يريدون لتقنين عقوبتهم

و أخيرا ... عزيزي المتظاهر.... عزيزتي المتظاهرة.... لا تنسي طباعة دعوة تظاهرتك القادمة لدى هولمارك.... و نتمني للأطفال نوما هادئا