غالباً أهل الكهف فقط هم من كانوا يتصورون أن الفترة الحالية -الفترة دي ممتدة ربما لبضع سنوات- لن تشهد زيادات حادة في الأسعار بما يطلق عليه الاقتصاديون مسمى "التضخم" ..... الحقيقة أن هذا الأمر الحتمي ليس رهنا بنظام حاكم بعينه.... فالمؤشرات المحايدة المتخصصة الخاصة بمعدلات التضخم و البطالة و العجز المتنامي للموازنة و تراجع قيمة الجنيه ستفرض أمرا من اثنين.... اما إفلاس الحكومة أو زيادة حادة في تكلفة كل شيء لتعكس حقيقة الوضع الإقتصادي المتردي منذ 2009 على أقل تقدير
يمكننا أن نحكي في كتب عن الفساد و ضعف المجتمع الضريبي و سوء توزيع الدخول و الاقتصاد الريعي الخدمي الذي لا ينتج منتج حقيقي يستطيع المنافسة في أسواق تزداد صعوبتها كل سنة.... و لكن ذلك شأن مضى
الوضع الحالي -بصرف النظر عن رأس السلطة- خطير حقا و مجموعة القرارات التي ينبغي إتخاذها غالباً معروفة. و لكن -و ضع خط تحت كلمة لكن- هناك طرق مختلفة للتخلص قدر الإمكان من الآثار الجانبية لقرارات صعبة و مكلفة. و المسألة هنا مرهونة بإختياراتك
مثلاً.... في خلال شهر مضى حدثت زيادة مطردة في أسعار السلع الأساسية مثل الغاز المنزلي و الكهرباء و مؤخراً المحروقات بنسب تراوحت بين 40 % و 100 %.... لكن ما هو المقابل لهذه الزيادات؟
مثلاً.... حضرتك سحبت مني جزء من الدعم بما أدى لزيادة تكلفة الانتقال و مصاريف المدرسة و أسعار النقل عموماً. هل حضرتك هتضخ استثمار في وسائل مواصلات عامة -أتوبيسات، مترو، ترام.... إلخ - تخليني أقدر اسيب مراتي تتنقل بأمان بيها أو اني اروح شغلي من خلالها؟ الإجابة ﻷ. طب هل عندك خطة لعمل دة على عدد من السنوات؟ برضو ﻷ -إلا لو مخبي علينا يا لئيم-
حضرتك زودت عليا سعر الكهرباء..... هل حضرتك هتديني خطة لزيادة الإنتاج و قتل فجوة تكبر بين الإنتاج و الاستهلاك؟ هل هتعطي محفزات لتقليل الاستهلاك؟ هل هتقدر تقدم بالفلوس حلول مبتكرة من خلال البحوث و التطوير لزيادة الإنتاج أو أضعف الإيمان من خلال تقليل الفواقد و الهدر؟ أنا لم أسمع عن شئ زي دة.... لو حضرتك عندك قولي
من مجموعة قرارات سعادتك واضح إنك مقرر تضع عجز الموازنة كمؤشر للتحسن الاقتصادي.... طب هل هتكتفي بدة في ظل انكماش تضخمي؟ هتعمل إيه في وضع البطالة المرشح للازدياد في ظل تراجع الاستثمار المباشر؟
إنت هتاخد مني فلوسي و هتبطل تدفع اللي حضرتك كنت بتدفعه.... انا موافق..... بس انت هتعمل إيه يا جنرال؟
ارمي بياضك