الأحد، 22 يونيو 2014

المحافظ جاي ورايا

النهاردة حصلي موقف من أطرف المواقف اللي حصلتلي في حياتي

كنت ماشي بالعربية و جنبي بلال إبني و مراتي قاعدة ورا و ماشي في سموحة على الترعة قدام البوابة الرئيسية بتاعة شركة لورد و فوجئت بالمكان كما لو كان تحول إلي المقلب الدولي لمخلفات البناء مع إنه من كام يوم بس كان زي الفل.....

و بالضبط أمام بوابة شركة لورد ﻷمواس الحلاقة لقيت عربية نقل نمرها بحيرة بتفضي شحنة من أجود أنواع الردم. أصابني غيظ شديد فتوقفت بالسيارة أمامه بينما هو يهم بالسير..... و نظرت ناحيته فإذا به يبدو مضطربا و بيحاول يزوغ بالعربية.

شاورت من جوة بمعنى "توقف" -ملحوظة جانبية: كنت لابس نضارة شمس سوداء و حالق رأسي زيرو- ...... المدهش أنه توقف فعلا و بيشير بيديه بما بدا لي أنه "معلش يا بيه".....

الحق أنني في هذه اللحظة لم يكن لدي تصور عما سأفعله. سيارتي في منتصف الشارع مغلقا الحركة أمامه و الساعة 3 عصرا.

نزلت من السيارة و نزل هو و معه 3 رجال آخرين يبدون كحمالين. أخذت أمعن النظر في لوحته المعدنية و ارددها بصوت. جاءني و دار الحوار الآتي:

أنا: ارجع
هو: إيه يا باشا؟
أنا (بحزم مستمد من غيظي و تراجعه أمامي): قدامنا حل من اتنين..... يا اخدك اعملك محضر يا تلم الحاجة دي فوراً. تختار ايه؟؟
هو: مش انا اللي رميت كل الحاجات دي يا باشا..... حاضر حاضر يا باشا

بدأ الشيالين اللي معاه يتوجهوا بتكاسل واضح نحو مؤخرة السيارة

هو:خلاص يا باشا حاضر والله. معلش يعني

مرت سيارة من خلفي بصعوبة و بطء بها 4 رجال فتحوا جميعاً شبابيكهم محيين مجهودي الأمني البالغ صارخين بحماس نساء اللجنة الانتخابية "الله ينور يا باشاااااا. أيوة كدة"

انتفخت اوداجي حتى صارت اعرض من رفارف البيتلز و صرخت في الشيالين: يالااااا يا إبني انت و هو .... المحافظ جاي ورايا!!!!!

بدأت أنظر ناحية السيارات التي أخذت تمر واحدة واحدة و هي تحييني بحماس cheer leaders و بعضهم يصقف!!!

اخدتني الجلالة أكثر و بدأت أشير للسيارات لتعبر بسرعة كأي لواء مرور عظيم

و أردت إضفاء مزيد من الخطورة على شخصي الفظيع فاخرجت تليفوني المحمول و صورت السيارة و لوحتها المعدنية فجاءني السائق مفزوعا خائفاً: ما خلاص يا باشا أهو و الله

صعب عليا أن القيه في حجز شخصيتي الوهمية فقلت بقدر عظيم من القرف: أنت منين؟
هو: من البحيرة يا باشا
أنا: أيوة يعني منين من البحيرة؟
هو:أبو المطامير
أنا: و إيه اللي جابك هنا؟
هو: شقة اخويا يا باشا و جاي أنضفها....
أنا (بتلقائية): تنضفها و توسخنا احنا؟!!

هو (مستظرفا دمه): لا طبعا يا باشا
انا (بلهجة تهديد): طب اخلص..... و مش عاوز اشوف وشك هنا في المنطقة تاني..... ساااامع؟!
هو: حاضر يا باشا.....

توجهت ﻷركب سيارتي وسط حفاوة بالغة من المواطنين لدرجة أن السيارة اللي كانت أمامي فتحت الطريق و أخرج سائقها ابهامه بارتفاع 4 أدوار هاتفا "الله ينور آآباشاااا"

انتهى الموقف كما حدث و لي عدة تعليقات سريعة

* بقدر صعوبة فرض القانون على الإرهابي و المجرم فإن المواطن العادي مجبول على طاعة النظام. كل ما يحتاجه النظام هو أن يظن المواطن انه يراقبه و أنه سيتصرف معه لو خالف القانون بحزم
* هذا الشارع تحديداً كان نظيفا قبل أيام بسيطة. كيف أصبح قذرا هكذا و هو يقع أمام البوابة الرئيسية لجامعة فاروس و شركة لورد و كلاهما به أمن على مدار 24 ساعة؟؟؟ أليست النظافة من الإيمان؟ ألن تثابوا عليها كما أو أكثر من ورقة "هل صليت علي النبي اليوم؟ " التي يضعها البعض برو عتب؟ انتوا ليه معفنين؟!!!!

* السلطة المطلقة مفسدة مطلقة...... و كذلك غياب السلطة المطلق

*انت تقدر تغير...... أحياناً
:D


ثورة سيزيف

امبارح كان في وقفة عند قصر الاتحادية مكونة من بضع عشرات من الشباب للمطالبة بإلغاء قانون التظاهر. انتهت الوقفة بالقبض على معظم المشاركين فيها و تناثرت أخبار عن دهس أحد المشاركين و أن لم تتأكد هذه الأخبار بما يجعلها أقرب لعدم الصحة.

و هنا لابد من التعليق علي عدة نقاط......

* وزارة الداخلية المصرية تنتهك قانون التظاهر المعيب. حتى على عيوبه و علاته العديدة في تقديري فإن وزارة الداخلية التي تمتلك قدرا ضئيلا الحقيقة من الحرفية و اللياقة و قدرا أقل كثيرا من الذكاء لا تطبق القانون و الحقيقة انها بالورقة و القلم تنتهك قانون تنظيم الحق في التظاهر أكثر بكثير من المتظاهرين أنفسهم

*المتظاهرين أنفسهم لا يفوقوا الداخلية ذكاءً. التظاهر السلمي - وقد كان سلمياً حقا- حالياً في تقديري هو إستعراض و فقط. لماذا.....؟ لأن المحكمة قد أحالت القانون للمحكمة الدستورية قابلة الدفع بعدم دستورية هذا القانون -و هو غير دستوري في رأيي- و الحكم سيصدر في خلال أسابيع بما يعني إمكانية إلغاء القانون برمته رغم أنف واضعيه في خلال وقت نذير. إذن هدف التظاهر الآن هو في أحسن الأحوال هو إثبات أنني صاحب حق لا آبه بالقانون أو الأحكام. و هو ما أجدني ضده على طول الخط مع بغضي لقانون التظاهر بنصه الحالي

* الداخلية لا تكتفي حالياً بفض المظاهرة. و لا حتى بضرب الغاز و إنما تتعمد القبض و التنكيل بأكبر قدر ممكن من الحضور و المشاهدين من باب اضرب المربوط، و الحقيقة أن هذا الأمر متوقعاً من الداخلية بناءاً على ما جاء في النقطة الأولي و بناءاً على أن المتظاهرين الآن هم أعداء الداخلية الحقيقين بعد أن انفض سامرهم.

مرة ثانية..... لا يفسر بالدهاء ما يفسر بالغباء. معركة الغباء الدائرة بين أغبياء التظاهر و أغبياء الداخلية تهدد الهدوء النسبي الحذر. اهدوا شوية يا حضرات

كما تسأل صديقي الكاتب "هل من الذكاء أن أموت في سبيل من مات و أسجن في سبيل من سجن؟؟"