تتميز البنوك في مصر بكونها جزء من المشكلة و ليس جزء من الحل.... يعني بالبلدي كدة, البنك مش هيحللك مشكلتك, و لكن هيخلقلك مشكلة لحلك
لو إنت شركة, فمتتوقعش دعم حقيقي من البنك في صورة تسهيلات أو قروض أو خلافه... قاعدة البنك في مصر هي زيرو مخاطرة... و عليه البنك فقط يقرض من يمتلك ما يساوي أكثر من القيمة المقرضة -صعبة أنا عارف- يعني البنك هيديك مليون جنيه سلف لو انت معاك كاش أو ما قيمته مليون و متين ألف.... و لو انت محتاج مثلا تسهيلات -خطابات ضمان على سبيل المثال عشان تشتغل و تمشي تعاقداتك- فالبنك هيطلب منك في الأول تغطي 100 %, و بعد تعاملات مثلا 4 سنين و طلبات و أوراق هيغطيلك هو 50% مثلا, و لما تروح تطلب اصدار خطاب الضمان, هتلاقي البنك بيطلب منك مهلة أسبوع -عادة بتوصل لأسبوعين- عشان يطلعلك الخطاب لأن البنك بيعمل "تحرياته" عن العملية و الموقع و العميل و خلافه..... فطبعا تلاقي ان دة مستحيل فتروح مسدد كل الخطاب و الجزمة في بقك
لو إنت فرد و بتتعامل مع البنك بصورتك الفردية فغالبا الصورة مش هتختلف كتير..... لو حبيت تمول شراء عربية مثلا فغالباً الأوراق اللي هتجيبها هتكون خطاب من جهة العمل + توكيل ببيع السيارة + نسخة مفتاح+ توقيع على شيكات بقيمة السيارة و لا تستردها عند السداد و لكن في آخر المدة + حظر بيع على السيارة+ لا يمكنك تجديدها إلا بخطاب من البنك + لا يمكنك رفع حظر البيع إلا بعد ما تأخد خطاب من البنك بتمام السداد و الخطاب دة بيتأخر لأسابيع + غرامة لو دفعت اللي عليك بدري + مجموعة من الصور الفاضحة لك عشان تبقى تحت السيطرة :). دة مجرد مثال على تمويل السيارة.
أما لو انت عندك 50 مليون جنيه و أصلا مش محتاج و لا عاوز تمويل أو تسهيل بنكي "كريديت لاين" فهتلاقي مدير البنك بيكلمك كل يوم الصبح يسألك لو عاوز حاجة من تحت يجيبهالك, و بعدين هتلاقي مندوب البنك جايلك الحمام يمضيك على طلب خط إئتمان ب20 مليون و الفلوس تنزل حسابك قبل نهاية يوم العمل, و البنك هيفتح فرع في أودة الأولاد عشان لو احتاجوا حاجة... و بعدين انت تضرب على الفلوس و تهرب و موظفي البنك كلهم يدخلوا السجن....
بجد..... البنوك في مصر لا تدعم الإقتصاد و لا الإستثمار.... البنوك في مصر لا تبحث و لا يعنيها المستثمر الجاد في أي شيء.... البنوك في مصر تعمل على الحصول من الناس على ودائع تستخدمها في شراء سندات الخزانة و تقرض الحكومة و دمتم... و في المنتصف تقرض بعضا من مليارديرات البلد و مليونراتها عدة مليارات بسيطة من باب إنها "أحسن من قعدة القهوة" و ما بين هذا و ذاك ترسل مزيدا من المزز لبيع مزيدا من الكريديت كارد... أما دراسة جدوى مشروع بجد, تطوير و استثمار أموال في مشروع ناشيء ما و دعمه و تحقيق ربح لاحق, تقديم حتى مشورة صادقة أو التعامل بشفافية مع العملاء "هي غالبا العملاء دي هما يقصدوا بيها الجواسيس بس مش بيقولوا ع النت" فهذا من المستحيل
البنوك في مصر عدة أنواع....
البنوك الحكومية أو شبه الحكومية: و دي اللي الحكومة بتمتلكها بالكامل أو بنسبة كبيرة و دول زي الأهلي و القاهرة و قناة السويس و مصر و التعمير و الإسكان و التنمية الصناعية... و دول مش متتعاملش معاهم, دول متعديش من قدامهم أصلا.... دي بنوك الحكومة, بكل ما تتخيله عن معنى "الحكومة"... أذكر أحد أعضاء مجلس إدارة بأحد هذه البنوك قال لنا قبل عدة أشهر "كل الموظفين اللي عندي دول شوية ******, كلهم عارفين انهم لو مشتغلوش لمدة 40 سنة, هيأخدوا مرتباتهم و "حوافزهم" و "أرباحهم" حتى لو مجوش الشغل.... طب يشتغلوا ليه؟!!" أنا شخصيا تأكدت من كلام الرجل فيما يخص إنهم شوية ****** :)
البنوك الإستثمارية الضخمة: و دي البنوك اللي هتلاقيه إسمها فيه كام حرف كدة بالإنجليزي, زي CIB, HSBC, QNB,,,,, KFC و كدة :) ... دي بنوك مكيفة, أقل زحاما من الأولى و أكثر إبتساماً. تجد لديهم الموظفين الشباب الحلوة العريضة بتاعة الجيم و البنات الأمامير اللي بتشوفهم في مسلسلات رمضان. عموما البنوك دي بتبقى ريحتها حلوة... دول بقى مبيفرقوش في أي حاجة عن البنوك الأولانية غير إن لسانهم حلو و ريحتهم أحلى.... بس غير كدة النتيجة واحدة... دول لا يهتموا بك كعميل -فرد أو شركة- هو بيستهدف الناس اللي أصلا مش محتجاله
البنوك الإستثمارية الصغيرة: و دي البنوك اللي بدأت تشتغل في مصر في السنوات العشر الأخيرة من خلال شراء بنوك أخرى في السوق, زي مثلا الأهلي المتحد, بيريوس,,,, إلخ... معنديش تجربة معاهم لكن أتصور - و قد أكون بأخرف- إن قاعدة عملائهم أصغر و ربما يكون لديهم دافع أكبر لتقديم خدمة حقيقية... و قد لا يكون... معرفش
البنوك "الإسلامية": و دي بقها البنوك اللي بيحبها أصدقائي السلفيين و العائدين من السعودية. هي أقرب للنوع الأول غالبا بس عندهم زبيبة صلاة في مكان ظاهر. فعليا لا يوجد أي فارق بينهم و بين البنوك الوحشة "الربوية" بس دول بتوع ربنا يا ولاد ال****** و لديهم أسماء تسمى المرابحة و الإستصناع و الإستزراع و الرسوم الإدارية و لكن في حقيقة الأمر هم يأخذون فائدة و ربا عادي خالص بس بيسموه حمادة على إسم جده عشان محدش يزعل و أصلا نسبة فوائدهم أعلى من البنوك الربوية :)... بس هم فعليا بتقديري مش مختلفين في واقع الأمر عن أي من البنوك الأخرى... و برضو زحمة
عموما, البنك في مصر عاوز يكسب و دة طبيعي... بس مش عاوزك تفهم, و لا تتكلم, و لا تسأل, و تدفع من سكات فلوس متعرفش هي إيه و لما تحتاج دعم حقيقي... مش عاوزك تيجي ناحيته أصلا عشان هو بيقرف... و دة اللي مش طبيعي
على فكرة... غالبا المصريين أدركوا دة من زمان, ربما دة السبب اللي عشانه مصر اللي فيها 88 مليون مواطن و 90 مليون خط محمول فيها أقل من 7 ملايين حساب بنكي....
بإختصار.... البنك الكويس في مصر هو بنك الحظ.... لو ضروري يعني.... يبقى البنك اللي جنب بيتك و مش محتاج ركنة
ربما بعض ما ورد أعلاه فيه مبالغة من وجهة نظرك و ربما بعضه سيُغضب أصدقائي من العاملين بالبنك - و هم كثير- و لكنني أكتب الإنطباعات التي خرجت بها من تعاملاتي مع بنوك مختلفة و متعددة, و كل مثل مما ذكرت أعلاه أعرف أنه قد وقع فعلا معي أو مع أحد ممن أعرفهم جيدا
الخلاصة: شكسبير كان على حق في موضوع شيلوك
لو إنت شركة, فمتتوقعش دعم حقيقي من البنك في صورة تسهيلات أو قروض أو خلافه... قاعدة البنك في مصر هي زيرو مخاطرة... و عليه البنك فقط يقرض من يمتلك ما يساوي أكثر من القيمة المقرضة -صعبة أنا عارف- يعني البنك هيديك مليون جنيه سلف لو انت معاك كاش أو ما قيمته مليون و متين ألف.... و لو انت محتاج مثلا تسهيلات -خطابات ضمان على سبيل المثال عشان تشتغل و تمشي تعاقداتك- فالبنك هيطلب منك في الأول تغطي 100 %, و بعد تعاملات مثلا 4 سنين و طلبات و أوراق هيغطيلك هو 50% مثلا, و لما تروح تطلب اصدار خطاب الضمان, هتلاقي البنك بيطلب منك مهلة أسبوع -عادة بتوصل لأسبوعين- عشان يطلعلك الخطاب لأن البنك بيعمل "تحرياته" عن العملية و الموقع و العميل و خلافه..... فطبعا تلاقي ان دة مستحيل فتروح مسدد كل الخطاب و الجزمة في بقك
لو إنت فرد و بتتعامل مع البنك بصورتك الفردية فغالبا الصورة مش هتختلف كتير..... لو حبيت تمول شراء عربية مثلا فغالباً الأوراق اللي هتجيبها هتكون خطاب من جهة العمل + توكيل ببيع السيارة + نسخة مفتاح+ توقيع على شيكات بقيمة السيارة و لا تستردها عند السداد و لكن في آخر المدة + حظر بيع على السيارة+ لا يمكنك تجديدها إلا بخطاب من البنك + لا يمكنك رفع حظر البيع إلا بعد ما تأخد خطاب من البنك بتمام السداد و الخطاب دة بيتأخر لأسابيع + غرامة لو دفعت اللي عليك بدري + مجموعة من الصور الفاضحة لك عشان تبقى تحت السيطرة :). دة مجرد مثال على تمويل السيارة.
أما لو انت عندك 50 مليون جنيه و أصلا مش محتاج و لا عاوز تمويل أو تسهيل بنكي "كريديت لاين" فهتلاقي مدير البنك بيكلمك كل يوم الصبح يسألك لو عاوز حاجة من تحت يجيبهالك, و بعدين هتلاقي مندوب البنك جايلك الحمام يمضيك على طلب خط إئتمان ب20 مليون و الفلوس تنزل حسابك قبل نهاية يوم العمل, و البنك هيفتح فرع في أودة الأولاد عشان لو احتاجوا حاجة... و بعدين انت تضرب على الفلوس و تهرب و موظفي البنك كلهم يدخلوا السجن....
بجد..... البنوك في مصر لا تدعم الإقتصاد و لا الإستثمار.... البنوك في مصر لا تبحث و لا يعنيها المستثمر الجاد في أي شيء.... البنوك في مصر تعمل على الحصول من الناس على ودائع تستخدمها في شراء سندات الخزانة و تقرض الحكومة و دمتم... و في المنتصف تقرض بعضا من مليارديرات البلد و مليونراتها عدة مليارات بسيطة من باب إنها "أحسن من قعدة القهوة" و ما بين هذا و ذاك ترسل مزيدا من المزز لبيع مزيدا من الكريديت كارد... أما دراسة جدوى مشروع بجد, تطوير و استثمار أموال في مشروع ناشيء ما و دعمه و تحقيق ربح لاحق, تقديم حتى مشورة صادقة أو التعامل بشفافية مع العملاء "هي غالبا العملاء دي هما يقصدوا بيها الجواسيس بس مش بيقولوا ع النت" فهذا من المستحيل
البنوك في مصر عدة أنواع....
البنوك الحكومية أو شبه الحكومية: و دي اللي الحكومة بتمتلكها بالكامل أو بنسبة كبيرة و دول زي الأهلي و القاهرة و قناة السويس و مصر و التعمير و الإسكان و التنمية الصناعية... و دول مش متتعاملش معاهم, دول متعديش من قدامهم أصلا.... دي بنوك الحكومة, بكل ما تتخيله عن معنى "الحكومة"... أذكر أحد أعضاء مجلس إدارة بأحد هذه البنوك قال لنا قبل عدة أشهر "كل الموظفين اللي عندي دول شوية ******, كلهم عارفين انهم لو مشتغلوش لمدة 40 سنة, هيأخدوا مرتباتهم و "حوافزهم" و "أرباحهم" حتى لو مجوش الشغل.... طب يشتغلوا ليه؟!!" أنا شخصيا تأكدت من كلام الرجل فيما يخص إنهم شوية ****** :)
البنوك الإستثمارية الضخمة: و دي البنوك اللي هتلاقيه إسمها فيه كام حرف كدة بالإنجليزي, زي CIB, HSBC, QNB,,,,, KFC و كدة :) ... دي بنوك مكيفة, أقل زحاما من الأولى و أكثر إبتساماً. تجد لديهم الموظفين الشباب الحلوة العريضة بتاعة الجيم و البنات الأمامير اللي بتشوفهم في مسلسلات رمضان. عموما البنوك دي بتبقى ريحتها حلوة... دول بقى مبيفرقوش في أي حاجة عن البنوك الأولانية غير إن لسانهم حلو و ريحتهم أحلى.... بس غير كدة النتيجة واحدة... دول لا يهتموا بك كعميل -فرد أو شركة- هو بيستهدف الناس اللي أصلا مش محتجاله
البنوك الإستثمارية الصغيرة: و دي البنوك اللي بدأت تشتغل في مصر في السنوات العشر الأخيرة من خلال شراء بنوك أخرى في السوق, زي مثلا الأهلي المتحد, بيريوس,,,, إلخ... معنديش تجربة معاهم لكن أتصور - و قد أكون بأخرف- إن قاعدة عملائهم أصغر و ربما يكون لديهم دافع أكبر لتقديم خدمة حقيقية... و قد لا يكون... معرفش
البنوك "الإسلامية": و دي بقها البنوك اللي بيحبها أصدقائي السلفيين و العائدين من السعودية. هي أقرب للنوع الأول غالبا بس عندهم زبيبة صلاة في مكان ظاهر. فعليا لا يوجد أي فارق بينهم و بين البنوك الوحشة "الربوية" بس دول بتوع ربنا يا ولاد ال****** و لديهم أسماء تسمى المرابحة و الإستصناع و الإستزراع و الرسوم الإدارية و لكن في حقيقة الأمر هم يأخذون فائدة و ربا عادي خالص بس بيسموه حمادة على إسم جده عشان محدش يزعل و أصلا نسبة فوائدهم أعلى من البنوك الربوية :)... بس هم فعليا بتقديري مش مختلفين في واقع الأمر عن أي من البنوك الأخرى... و برضو زحمة
عموما, البنك في مصر عاوز يكسب و دة طبيعي... بس مش عاوزك تفهم, و لا تتكلم, و لا تسأل, و تدفع من سكات فلوس متعرفش هي إيه و لما تحتاج دعم حقيقي... مش عاوزك تيجي ناحيته أصلا عشان هو بيقرف... و دة اللي مش طبيعي
على فكرة... غالبا المصريين أدركوا دة من زمان, ربما دة السبب اللي عشانه مصر اللي فيها 88 مليون مواطن و 90 مليون خط محمول فيها أقل من 7 ملايين حساب بنكي....
بإختصار.... البنك الكويس في مصر هو بنك الحظ.... لو ضروري يعني.... يبقى البنك اللي جنب بيتك و مش محتاج ركنة
ربما بعض ما ورد أعلاه فيه مبالغة من وجهة نظرك و ربما بعضه سيُغضب أصدقائي من العاملين بالبنك - و هم كثير- و لكنني أكتب الإنطباعات التي خرجت بها من تعاملاتي مع بنوك مختلفة و متعددة, و كل مثل مما ذكرت أعلاه أعرف أنه قد وقع فعلا معي أو مع أحد ممن أعرفهم جيدا
الخلاصة: شكسبير كان على حق في موضوع شيلوك