لا شك
عندي أن الثورة المصرية (ربنا يشفيها) ليست ال22 شهر الذين مروا فقط, فهى أكثر من
ذلك بكثير...............
ممتع أن
تتجاهل كل ما يحدث الآن من قوادة و قيادة باتجاه الترعة و تتحول إلى النظر للأمر
من منظور مستقبلى,,,, مهما كان جواك غيظ أو كمد أو هم فلو اعتبرت أنك الآن عام
2050 و تنظر إلى تاريخ الثورة المصرية, فسوف يهون هذا عليك الأمر كثيرا (أو هكذا
أرجو) و ترى الأمر مجردا كتاريخ و أيام و أحداث.... و تنزع منها اللمسة الشخصية
التى تكاد تقودنى إلى الجنون أو الهجرة.
بعد الثورة
كانت مجرد فكرة الهجرة بالنسبة إلى خيانة عظمى و هرتلة و خرف شيخوخة..... و الآن
يبدو أن الكنغر الأسترالى هو صديقى الصدوق............. ما علينا
إمبارح كنت
مشتاق أكتب, بقالى 6 أسابيع جاف جفاف الصحراء....بعد كتابة ربع مقال اكتشفت إن حتي
أنا شايفه أهبل....مسحته و دخلت اتخمدت.........................
قبل ما
أروح فى النوم جتلى الفكرة اللى فوق,,,,قررت أنكد علي نفسي و على أهاليكوا و أكتبه
أيام
الثورة المصرية كما جاءت فى كتاب التاريخ للصف الثانى الإعدادى للعام الدراسى
2050/2051
6 أبريل
2008: (برومو الثورة)
بدون مقدمات
بالنسبة لكثير من الناس....اضراب عام فى المحلة و منها لمصر كلها تحت شعار (خليك
بالبيت), تبعه مواجهات أمنية فى الشارع و اعتقالات و مصادمات و نزول مظاهرات فى
المدينة الصناعية العمالية. الإضراب لم ينجح بنسبة 100 % و لكن نجاحه فاق التوقع و
كان يمثل بروفة لما تلاه بعد 30 شهرا. أهم نتائجه بروز أيقونة من أيقونات الثورة و
هى حركة 6 إبريل
6 يونيو
2010: (الطبقة الوسطى فى مرمى النيران)
فى هذا
اليوم داس حذاء النظام المصرى القديم بشدة على ما كان متبقى من الطبقة الوسطى.....
شاب فى ال24 قتله مخبرون فى الشارع ضربا فى أحد الجدر الرخامية دون تدخل أيا من
الناس, ثم قام وزارة الداخلية بتزوير تقارير منسوبة للطب الشرعى (أو أصدرها الطب
الشرعي بمخالفة واقع الحال) بوفاة المذكور باسفكسيا الخنق!!!
فى هذا
اليوم أصبحت الطبقة الوسطى فى مرمى النار و ظهرت أيقونة أخرى من أيقونات الثورة
المصرية و هى صفحة (كلنا خالد سعيد)
14
يناير 2011: (تونس حرة.....تونس حرة....زين العابدين هرب)
فجأة,
يبدو أن بعض الأشياء ممكنة..... ما أحلى و أبكى صوت هذا الرجل و هو يصرخ
"تونس حرة" وحده فى ظلام الليل. تونس تقول للآخرين.....ممكن
6 يناير
2011: (السلفيين على الخط)
قتل فى
هذا اليوم الشاب سيد بلال ابن ال30 عاما قتلا أثناء التحقيق معه فى جهاز أمن
الدولة فى تحقيقات تفجير كنيسة القديسيين التى انفجرت فى رأس السنة, و رغم وجود أدلة
ظهرت بعد الثورة على قيام جهاز مباحث أمن الدولة نفسه بتفجير الكنيسة إلا أن
الموضوع لم يتم التحقيق فيه حتي الآن. أسفرت هذه الجريمة عن دخول السلفيين على خط
عداء النظام القائم
25
يناير 2011: (طلقة البداية)
مظاهرات
فى القاهرة بالأساس و الإسكندرية و مدن أخرى صغيرة....بدأت فى الثانية ظهرا
استجابة لدعوات و تنظيم كان يأمل أن يجمع 40 أو 50 ألفا اجمالا فإذا به يجمع عشرات
الآلاف من القاهرة وحدها. المظاهرات سلمية بلا اشتباكات و الشرطة تحرسها (خوفا و
طمعا) حتى منتصف الليل. تمركزت المظاهرات فى ميدان التحرير كمركز رمزي للعاصمة, و
بحلول الليل تقل الأعداد لنحو 5000-10000 بمنتصف صينية التحرير و تنذرهم قوات
الأمن المركزي بالرحيل و يرفضون و يقررون الإعتصام. الشرطة تكشر عن أنيابها و تضرب
قنابل الغاز و المطاطي على الشباب الموجود....مطاردات على كوبرى أكتوبر و فى وسط
البلد و اعتقالات بالجملة. الأمور لم تهدأ حتى الفجر. أول شهيد لأحداث المباشرة
يسقط فى السويس
28
يناير 2011: (قهر القهر)
اليوم
الأعظم فى تاريخ الأمة منذ 6 أكتوبر 1973 برأيي. انطلقت المظاهرات بعد انقضاء صلاة
الجمعة فى معظم محافظات مصر, و شهد مصادمات هى الأقوى و الأعنف فى تاريخ مصر بعد
عام 77. قامت الشرطة بما بدا أنه تطبيق لما عرف باسم (الخطة 100) فاستخدمت الغاز و
الخرطوش و الرصاص المطاطي و الحى و الدهس و خلافه فى قتل 800 شهيد فى حوالى 4
ساعات, أسفرت المواجهات عن اندحار قوات النظام بهزيمة كبيرة و سيطرة المتظاهرين
ليس فقط على ميدان التحرير و انما على كل مصر بعد هروب قوات الشرطة إثر هزيمتهم. تطور
الأمر إلى حرق ما يقرب من 100 قسم شرطة و تهريب عدد من المساجين و كذا فتح عدد من السجون
بعد اقتحامها و تهريب سجناء سياسيين و ألاف من السجناء الجنائيين. أسفرت أكثر من
10 محاكمات مختلفة فى كل الجمهورية فى الشهور اللاحقة عن براءة كل الضباط الذين أتهموا
بقتل المتظاهرين علما بانه لم يوقف ضابط واحد عن العمل خلال المحاكمات. أسفر اليوم
عن نزول الجيش للشوارع للحفاظ على الأمن و انتشار اللجان الشعبية فى مصر و خصوصا
مدن الثورة الثلاث الأساسية (القاهرة و الإسكندرية و السويس). رغم تركز المواجهات
فى هذه المدن الثلاث إلا أن انسحاب الشرطة كان على معظم المحافظات. لم يتم اعلان
نتائج بالنسبة للتحقيق فى انسحاب قوات الشرطة و هروبها من الخدمة حتي الآن. لم تعد
الشرطة إلى مواقعها و أعمالها بصورة كاملة حتى الآن. أسفر اليوم عن حرق مقر الحزب
الوطني و محافظة الإسكندرية و غيرها...... كان النداء (الشعب يريد إسقاط النظام)
2
فبراير 2011: (موقعة الجمل)
جن جنون
النظام و أطلق كل أسلحته على المعتصمين لطردهم...أعداد من الدهماء و البلطجية و
المغيبين جاءوا راكبين الخيول و الجمال و بدأوا فى الإعتداء على المعتصميين
الموجودين بالسلاح الأبيض و المولوتوف. بعد ساعات من المواجهات و عشرات من القتلى
من جانب المعتصمين, تم رد الهجوم و الحفاظ على الميدان فى أيدى الثوار. كان ذلك
أخر يوم الإعتداءات المباشرة على معتصمى الميدان.
وقف الجيش
بدون حماية للمتظاهرين...................
11
فبراير: (رحيل البغل)
قرر المتظاهرون
التوجه للقصر الرئاسي بعد صلاة الجمعة لإخراج الرئيس من السلطة بالقوة, و بالفعل
تجمع ما يقرب من عشرة ألاف حول القصر, و تنوقلت أخبار عن مسيرات قادمة بأعداد
كبيرة من ميدان التحرير,,,, تردد أن ماسورات الدبابات و المدرعات من الحرس الجمهورى
تواجه المتظاهرين و بدا سناريو رومانيا / تشاوشيسكو وشيك الحدوث,,,,,, الحرس
الجمهورى لا ينتوى التراجع و لا الثوار بالطبع.
مبارك
يتنحي فى السادسة على لسان نائبه عمر سليمان......................
4 مارس
2011: (اقتحام و سقوط الباستيل):
بدأ الأمر
فى الإسكندرية كالعادة, باقتحام مبنى أمن الدولة الشهير بمنطقة الفراعنة. بعد حصار
المبنى لعدة ساعات و محاولة الضباط الموجودين الخروج تحت غطاء من النار اقتحم
المتظاهرون المبنى و قبضوا على من فيه و تبين وجود أطنان من الأوراق المفرومة و
غيرها تحت الفرم و وجود مساجين معتقلين فى سجون المبنى. ومنه انتشر الأمر فى الصباح التالي لاقتحام
المقر الرئيسي فى مدينة نصر. اضطر وزير الداخلية لإلغاء الجهاز بعد سقوطه و تسميته
باسم جديد.
19 مارس
2012: (استفتاء انقسام الوطن)
"و
قالت الصناديق للشريعة.........نعم!!!!"............ بدأ انقسام البلد
لإسلاميين و غيرهم و بدأت الدعاية الإنتخابية مبكرا. و استغل المجلس الأعلى للقوات
المسلحة الفرصة و أعلن إعلانا دستوريا من نيف و ستون مادة استولى به على السلطة
الانتقالية فى مصر كاملة.
8 أبريل
2011: (الجيش يدخل خط المواجهة)
فى أول
واقعة مشابهة, نزلت مجموعة من الضباط بالقوات المسلحة فيما عرف بجمعة التطهير و
المحاكمة, و قرروا الإعتصام حتي تنفيذ مطالب الثورة بالتطهير و محاربة الفساد. اقتحم
الإعتصام فجرا و ألقى القبض عليهم و حوكموا. صدر قرار بالإفراج عنهم عدا الملازم
/محمد وديع فى أكتوبر 2012.
المدهش
كان ظهور الأمن المركزي من جديد فى هذا اليوم لفض
الإعتصام.............................
29
يوليو 2011: (أعلام القاعدة بميدان التحرير)
استعراض
القوة من قبل كل من يصف نفسه بالإسلاميين, مئات الألاف فى ميدان التحرير
9
أكتوبر 2011: (يوم الأفرول الأسود)
على إثر
مظاهرات مسيحية فى غالبيتها معترضة على أحداث الماريناب و فى أعقاب توجهها لمنطقة
ماسبيرو وقعت مواجهات بين الجنود و المتظاهرين اختلف فى تحقيق البادئ فيها أسفرت
عن مصرع 15 متظاهرا قتلوا إما بالرصاص أو بالدهس بالمدرعات (حسب تقارير الطب
الشرعى). و شاهد الملايين المدرعات على التلفزيون تدوس المتظاهرين كما كان يحدث فى
تيانامن بالصين. أقتحمت بعد ذلك قوات الشرطة العسكرية محطات التلفاز بحثا عن من
يحمل بطاقات مسيحية أو من يدق صليبا على ذراعه. أضطر بعض المسيحيون إلى دخول
الجامع و إدعاء أداء الصلاة للهروب من بطش الجنود الذين بدا أنهم قد فقدت السيطرة
عليهم. لم يقال قائد عسكرى واحد على إثر هذه الواقعة.
هذه
الواقعة وضعت الجيش على خط المواجهة الساخن مع الشارع, كانت أول واقعة فى التاريخ
يقتل فيها مصريون عمدا بسلاح الجيش المصرى............ بعدها أصبح العداء للمجلس
الأعلى للقوات المسلحة و فى بعض الأحيان للقوات المسلحة واضحا لدى قطاع كبير من
الناس
19
نوفمبر 2011: (حازم لازم.....يخلع):
فيما بدأ
بجمعة مطالبة بسرعة تسليم السلطة لحكومة منتخبة فى موعد أقصاه أبريل 2012, انتهي
بمصرع 41 متظاهرا من الاختناق و الرصاص. بدأت الأحداث باعتصام دعا إليه (و لم
يشارك فيه) حازم أبو اسماعيل. قامت قوات الأمن المركزي بالهجوم على الخيام و احراقها
مما استفز الألاف للنزول للميدان مشتبكين مع القوات فى مواجهات استمرت متواصلة لما
يزيد عن 150 ساعة متواصلة فيما عرف باسم أحداث محمد محمود. بدا منها واضحا حجم
الجقد الذى لا يزال متواجدا بين الأهالى و قوات الشرطة. أسفرت الأحداث عن استقالة
عصام شرف و تحديد موعد للإنتخابات البرلمانية. أوضحت هذه الأحداث عجز المجلس
الأعلى عن حكم البلاد لفترة طويلة و تخبطه السياسي و الإدارى الشديد. كما ألغت
الأحداث وثيقة السلمى من أساسها.
16 ديسمبر
2011: (الجندي المجنون)
فيما بدأت
أحداثه بكرة تهادت داخل حديقة مجلس الوزراء انتهى بمقتل 3 أشخاص بينهم أمين الفتوى
بالأزهر الشريف. أحداث غير مفهوم كيف تطورت لحرق مجمع علمى و غياب المطافئ عنه
(كانت تبعد 40 مترا عن موقع الحريق), و تبول جنود مصريين على المتظاهرين الغاضبين
و قيام جنود مصريون بضرب سيدات و فتيات محجبات و خلع ملابسهن عنهن بدون أي سبب على
شاشات التلفزيون. مشاهد لن تمحى من الذاكرتين المدنية و العسكرية بسهولة و أبكت
كثيرا من "رجال" الجيش بعد أن شاهدوا ما حدث.
لم يثبت
أبدا وجود أى قتلى فى وسط قوات الأمن أو الجيش فى أحداث ماسبيرو, محمد محمود أو
مجلس الوزراء, رغم اعلان المجلس عن ذلك. لم يعلن أي نتائج تحقيقات تمت, بل لم يثبت
إجراء أي تحقيقات على الإطلاق.
30
يونيو 2012: (تسليم الرئاسة)
حدث ما
كان مخططا و لم يتوقعه البعض, سلم المجلس الأعلى السلطة لرئيس منتخب, كانت هذه هي
النقطة الناصعة الثانية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد البيان رقم 1.
هل هدأت
حين قرأت التاريخ؟؟!!! كنت أظن ذلك مهدئا و لكنني لا أبدو على حق...............
هل
تراني تحاملت على الجنود؟!! ربما أنا أبدو كذلك.........و لكن ربما أنا أيضا حزين
على درعى و سيفى اللذان تلوثت أيديهما بما لا أحب أن أراهما عليه.
و
بعدين...........خلصت الحكاية؟!!!!!!!!!!!!!!
مش عارف.............انت شايف إيه؟؟ شفت حكم البراءة بتاع
النهاردة؟؟؟!!!!!!!!!!!!
أنا شايف
ان فى موجة جاية................ربنا يستر