نشرت هذه المقالة على صفحتى بالفيس بوك فى 23 أغسطس 2011
أحتار فى كتابة هذه المقال منذ مدة, فرغم إغراء السخرية و النقد فى المجلس العسكرى بعد سنين النكبة المصرية, و رغم يقينى التام بالفصل الواجب بين قيادة القوات المسلحة و الجيش و بين رئاسة الدولة من حيث التعامل و الواجبات الا اننى كنت أرى ان المجلس يجب ان يمنح فرصة للتصرف فى عدد من الملفات ليثبت جدارته, كما اننى كنت أمل منه ان يثبت للجميع انه خير مما نظن جميعا. زاد على ذلك انى قد قابلت أحد أعضاء المجلس شخصيا عن طريق بعد الأصدقاء قبل 4 أو 5 سنوات و بدا لى شخصا متواضعا و مهذبا للغاية و عكس ما تخيلته عن الأشخاص ذوى المناصب العليا فى الجيش مما جعلنى أستبشر خيرا حين رأيت وجهه فى الصورة التليفزيونية الوحيدة التى تبث عن المجلس منذ أيام الثورة.
و لكن بعد الشهور و الأسابيع من الترقب و الرجاء و الأمل اليأس, أصبح الحال "ماسخا" كما كانت جدتى رحمها الله تقول, و لأننى لا أعتقد بأن المجلس خائن فقد رأيت أنه محتم على أن أدعوه وأن أشكوه بوضوح و حسم و أسأله أن يكون على قدر مسئولياته. عددت ما أود قوله فى النقاط الأتية كما جاءت دوت ترتيب زمنى:
- المجلس العسكرى به وجوه محببة و وجوه منكرة و وجوه مجهولة تماما. و هو يتعمد اخراج الوجوه التى لا يحبها الناس الآن مثل اللواء الروينى صاحب التصريحات و ملك الإشاعات حسبما قال, بينما اللواء العصار الهادئ الواثق يتحدث الى المراسلين الأجانب. لماذا يحرص جدا على صورته بالخارج بينما لا يلقى إلينا بالا فى الداخل؟؟
- المجلس يتعامل على انه محسن بك ممتاز و نحن نشاهد مسلسل الهجان, فكل شئ نعرفه فى الوقت المناسب لمحسن بك هذا إذا عرفناه أصلا, و الغموض يلف الحوارات و كل أركان مسلسلات الجاسوسية متوافرة فى طريقة تعامل المجلس مع الرأى العام (أشك أن أعضاء المجلس يكترثون أصلا لهذا المسمى). أشعر أحيانا أن مصر الآن يحكمها مدير المخابرات و العميل ن-1. ما سر هذا الغموض المقيت, ما الذى أصاب هذا المجلس؟؟ أهو غرور السلطة أم شئ أخر؟
- المجلس يعامل الناس على أنهم أطفال, هو ما يثير حنق و سخرية الكثيرين.
- المجلس "أدعى" أنه يدير و لا يحكم و هذا كذب صريح, فالمجلس يدير و يحكم بل و يسعى لأن يملك أيضا, بدليل أنه صرح على لسان بعض قادته أنه يود وضع مادة فى الدستور تضع وضعا خاصا للجيش. هذا المجلس يصدر قوانين عمرها أطول من عمره الافتراضى الذى انتهى و مع ذلك يدعى أنه غير راغب فى السلطة. المجلس يعتقل المتظاهرين ضده و ببجاحة يحسد عليها يحاكمهم بتهمة اهانة المجلس العسكرى, نفس التهمة التى كانت من قبل تسمى العيب فى الذات الملكية, ثم أصبحت اشاعات حول صحة الرئيس و أخيرا اهانة المجلس العسكرى. ما هذا الهراء؟ أليست اهانة للمجلس العسكرى أن يكون حاكما للبلاد بتوكيل من الشعب منذ 6 أشهر و يزيد و لا تزال حالة الدعارة الأمنية تملأ البلاد؟ أليست اهانة للمجلس العسكرى أن يقف جيش مصر البواسل كميادين تدريب للجندى الاسرائيلى و الطيار الاسرائيلى ليتمرنوا على اصابتهم و قتلهم داخل حدودنا؟ أليست اهانة للمجلس العسكرى أن يصاب أعضاءه بالخرس أمام قتل جنود من المفترض أن أعضاء المجلس هم قادتهم و لا يرفع أحدهم صوته و لو بالصراخ فى وجه القاتل؟؟ أليست اهانة للمجلس العسكرى أن يخرج نيتانياهو ليضرب من يظن أنه قتل مواطنيه قبل إنجلاء 24 ساعة على هجوم إيلات بينما مر 4 أيام على مصرع جنودنا و لم يرفع أى من الجنرالات مقعدته عن كرسيه ليرد الإعتداء عن جنوده؟ أليست اهانة للمجلس العسكرى؟؟؟؟!!!! مع الأسف الإجابة بلا, كل ما سبق ليس إهانة للمجلس و لا تكديرا للسلم العام و لكنها للأسف إهانة للشعب المصري بالأساس.
- المجلس العسكرى يرى أن مبارك رأس الحكمة و بدنها, لذا يتبع طريقته فى الطناش و ترك كل واحد يقول ما يريد و نحن سنفعل ما نريد. يمضى الساعات فى اجتماعات مطولة مع القوى السياسية لضبط الحوار الوطنى الذى يجب أن يكتفى بإذاعته على موجة كوميدى و يتجاهل مثلا واقعة سحب السفير المصرى.
- المدعى العام العسكرى يعلن أن إجراءات التقاضى سائرة ضد أسماء محفوظ ثم بعد زيارة قصيرة من آن باتيرسون السفيرة الأميريكية بعد يومين من هذا التصريح يسحب البلاغ ضد أسماء و تعلن مسرحية المسودة الخاصة بسحب السفير و كما لو كانت آن باتيرسون هى المندوب السامى.
- يخرج اللواء شاهين علينا معلنا أن الإحالة للمحاكمات العسكرية لن تمس الثوار ثم نكتشف أن هناك أكثر قليلا من 10000 حكم عسكرى بالسجن مددا مختلفة على ناشطين و متظاهرين من بين أخرين بينما اللصوص و الحرامية و قطاع الطرق يمرحون و يعيثون فينا فسادا, المجلس يحبسنا نحن. ان الإحالة للمحاكم العسكرية ليست لسرعة الفصل كما يدعى المجلس العسكرى, و انما هى توطئة لاستيلاء هذا المجلس على الحكم كما يبدو لى. ان ما يحدث الآن فى مصر يذكرنى بما حدث فى موريتانيا قبل 3 أعوام. العسكر لا يريدون أن يتركوا الحكم الذى أمسكوا به قبل 60 عاما, إلا قل لى بالله عليك, لماذا لا يخرج بيان واضح لا لبس فيه بموعد فتح الترشيح للإنتخابات التشريعية و مواعيد الإعادة و وموعد فتح باب الترشيح للإنتخابات الرئاسية و موعد خروج العسكر من الحكم الا اذا كان السبب أن هذا الموعد هو يوم القيامة بعد الظهر؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
- الرجل يربط بكلمته و لا يغيرها إلا لقاهر, و مرت فترة الأشهر الست و المجلس لا يبدو أنه ينتوى الإنسحاب لحدود الرابع و العشرين من يناير. ما الأمر؟
- أخر سؤال يتراءى لى الأن, صحيح أن الجيش حمى الثورة و أن المشير رفض أن يطلق النار على المتظاهرين (و لو أنى أثق تماما أنه لا يوجد ضابط جيش واحد كان من الممكن أن يقتل متظاهرا بأوامر قادته) إلا أن ذلك هو واجب الجيش و لا شكر على واجب. اذا كان ذلك كذلك, فلماذا يبدوا لمن عاد لوعيه بعد غيبوبة استمرت 7 أشهر أن الجيش هو صاحب الثورة و القائد و المخطط و بالتالى هو الحاكم , بينما الشعب هو صاحب صاحبه؟
ربما تبدو الأفكار غير مرتبة فى بعض سياقها و لكنى مصاب بغم شديد من تصرفات المجلس العسكرى المخزية و موقفه بعد أحداث سيناء يشعرنى بالعار. اللهم أنى أدعوك مخلصا أن أكون مخطئا و سئ الظن و ان يكون المجلس على حق, انك على كل شئ قدير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق