نشرت هذه المقالة على صفحتى على موقع الفيس بوك فى العاشر من فبراير 2011
كم كنت فخورا بأن أكون جزءا من هذا الذى حدث, قراءتها الان تبكينى
كم كنت فخورا بأن أكون جزءا من هذا الذى حدث, قراءتها الان تبكينى
بناءا على طلب صديقى خالد ذهنى, أنقل لحضراتكم بعض مشاهداتى من أسعد أيام حياتى.....فى ميدان التحرير.
فكرت أكتب إيه و لقيت مليون حاجة, الأفكار فى ذهنى بتتدافع زى ما تكون مظاهرة تريد أن تحتل مكانها. و حرصا على العدالة قررت أن أكتبها فى صورة نقاط محددة حتى تكون واضحة و فى الصميم. أرجو أن أنجح فى نقل بعض ما رأيت علما بأن الكلام عاجز أمام ما هو كائن هناك. أيضا لاحظوا أن المبالغة (أو ما تبدو كذلك) هى مبالغة على الورق, أما فى الواقع فهى أقل من الحقيقة.
توكلنا على الله
- ركنا تحت كوبرى ١٥ مايو و مشينا. المسافة حوالى ربع ساعة مشى عادى.
- أمام مبنى التليفزيون و وزارة الخارجية حوالى ٤٠ دبابة و مدرعة و حواجز أسمنتية مكتوب عليها حميعا "نعم لمبارك" و "مصر مبارك" و كدة لزوم التصوير الخاص بتلفزيون الزرايب الحكومى.
- دخلنا من مدخل المتحف المصرى, الواقفون فى الطابور يزيدوا على أربعمائة شخص يدخلون من مدخل ضيق يمرر شخص واحد فقط. شكلنا هنقضيها فى الوقفة برة!!
- فوجئت بأن الدخول لم يستغرق أكثر من عشر دقائق!! و هناك ناس تبيع للواقفين سندويتشات فول و فلافل و سجاير و لب سوبر لزوم المزاج و التسالى
- فى أثناء دخول هذا الطابور يوجد اثنين من الأحرار (لدى استخدام هذا اللفظ, المعنى هم شباب التحرير و هذا للتنويه). واحد يقرأ باستمرار "إذا جاء نصر الله و الفتح.... إلى أخر السورة" و الأخر دوره الطلب بأدب جم و ابتسامة عذبة من الداخلين تجهيز بطاقات هويتهم مبكرا لمنع وقوع محافظهم و منع الإزدحام
- أول تفتيش, حوالى ثلاثين من الأحرار واقفين للاطلاع على البطاقات. بعد عشرين مترا توجد لجنة أخرى لنفس الغرض. ثم لجنة ثالثة لتفتيش الشنط. ثم لحنة رابعة للتأكد. الستات بيفتشهم ستات. الكل بيضحك فى وشك أكنك داخل ديزنى لاند!!
- بعد التفتيش مباشرة توجد دبابة قاعد على ماسورتها ٣ شبان معاهم طبلة و بيغنوا و معاهم أجندة كبيرة قوى مش عارف جابوها منين. بيغنوا أغنية عن الكنتاكى و اليورو و الأجندة.
- نخش بقة على الزفة.... عشرات واقفين على الصفين بأعلام مصر بيحيوا و يلوحوا بالأعلام و يغنوا "أهلا بالثوار....أهلا بالأحرار...". الجو محمس جدا جدا.
- بعد أمتار قليلة و على مشارف ميدان عبد المنعم رياض عشرات من الناس فارشة بطاطين و نايمة تحت الدبابات (مش أمامها!!). شكلهم بقالهم كذا يوم على الوضع دة.
- تخش بقة على الإعتصام نفسه. أعتقد ان الكلمة المناسبة هى كارنيفال. ناس واقفة تتكلم و تتناقش, ناس واقفة تضحك و ترقص و تطبل و تغنى, ناس نايمة, ناس واقفة تسجر. و طبعا أساسى ناس بتهتف.
- على الشمال واحد واقف ينده "هنا متحف الشهداء...... هنا متحف الشهداء". تبص تلاقى فاترينة خشب كبيرة قوى وعليها........ملابس الشهداء اللى كانو لابسينها لما استشهدوا.
- بعد شوية توصل ميدان التحرير نفسه. فجأة تحس انك لامؤخذة قفا!! ألاف من البشر من كل صنف فعليا بتخترقك و انت واقف, شايلين أعلام و بيهتفوا و يغنوا و يزعقوا فى فوضى منظمة تصلح فقط فى الحكايات و لا يمكن تشوفها فى الحقيقة. وفجأة أيضا تفقد القدرة على التحكم فى فكك السفلى و يقع منك و تلاقى بقك مفتوح من الدهشة و التعجب.
- الناس اللى حواليك يمكن ببساطة تصنيفهم على انهم رجالة و ستات و محجبات و سافرات و مزز و مزز قوى و مزز ماركة يا لهوى و ستات عادية و اخوان و شيوعيين (هو لسة فى من الصنف دة؟؟) و كفار كمان و مسلمين و مسيحيين (المسيحيين كتير جدا على فكرة بالذات السن الصغير و الشباب) و برنسات و زبالين و عواطلية و رؤساء مجالس ادارة و ممثلين و مغنيين و عالم نضيفة قوى و عالم ولاد كلب......و ممممممم و شوية ناس تانية!!!!!!!!!!!!!
- فجاءة وانت ماشى تلاقى ناس بتصلى العصر, و الله ما أعرف هما ازاى اتلموا. و تنشق الأرض عن مجموعة ماسكة ايد بعض يحوطوا اللى بيصلوا علشان محدش يخبطهم أو يعدى قدامهم. بعض أفراد سور الحماية مسيحيين.
- بعد الصلاة (فى أكتر من جماعة صلاة فى كذا حتة) بدأنا نتجول, الزحام رهيب (أو هكذا اعتقدت). مشيت ناحية هارديز علشان نتجمع مع ناس زمايلى, من بعيد على المنصة المقامة شايف ناس بتخطب, آهههه, دة زكريا عبد العزيز الرئيس السابق لنادى القضاة
- قدرت العدد المتواجد فى الوقت دة بحوالى نص مليون فرد, الأعداد بتتزايد زى الأرانب
- وقفنا نسمع الخطباء شوية, زكريا عبد العزيز, عبد العزيز مخيون, اللواء/؟؟؟؟؟ مدير مركز مش عارف ايه للدراسات الاستراتيجية و شئون الطبيخ و أخيرا وائل غنيم اللى الناس كانت هتتجن لما شافوه
- بعد ما الناس زمايلى اتجمعوا بعد حوالى ساعة و نص أو أكتر شوية قررنا نروح لمكان أقل زحاما. الأعداد بتتزايد بهبل و الوقفة أصبحت صعبة.
- عادة لما الأعداد بتتخطى ال٨٠٠ألف , شبكات الموبيل بتبتدى تنهار من الضغط و ده اللى حصل لمدة طويلة. بس مع تكرار المحاولات المكالمات ممكن تتم.
- طوابير من الأحرار شايلة بطاطين, مية معدنية و عصاير بيوزعها الأحرار على الأحرار عن طريق الرمى فى الهواء للمجاميع.
- واحد راسه و ألف برطوشة يوزع هوهوز!!!
- واحد شكله وزير بيلم الزبالة من على الأرض كما لو كان فنان تشكيلى بيرسم لوحة. الزبالة هنا الأحرار بيسموها "مبارك"
- واحد معدى فى وسط الصفوف لابس قناع أخو بتاع زورو بس بشكل علم مصر و على صدره مكتوب "أمن ميدان التحرير"
- واحدة أغمى عليها و الناس فى الإذاعة طلبوا طبيب. كان واحد من زمايلنا دكتور و كان بينا و بينهم حوالى ٨٠ متر. كل اللى الولد عمله انه قال دكتور و اذ بالجموع اللى قدامه بتتشق كما لو كانت البحر أمام سيدنا موسى. الألاف اللى واقفة وسعوا بشكل غريب علشان يعدى.
- فى ستات نفسة هنا. معاهم رضع عمرهم أسابيع.
- العيال بتوه, بس كل ما واحد يلقى عيل لوحده يأخدوه للإذاعة و يندهوا على أهله.
- الأعداد لسة يتزيد.
- الأعداد زادت تانى!!!
- ستات فى عقدهم التاسع ماشيين مع أحفادهم, شايلين العلم و بيهتفوا.
- اتحركنا للفاضى شوية, مرينا من وسط الميدان فى مئات الخيام من أشكال مختلفة. من أول الخيم اللى شبه خيم الباشمهندس الرز المعمر القذافى لحد خيم عبارة عن كارتونتين و سقف بلاستيك.
- واحد جايب مراته و أمه و عياله الكتير و واقف يخطب فيهم هما عن الفساد!!
- أخيرا وصلنا حتة رايقة شوية بعد محاولات اننا مانتوهشى عن بعض, عند كوبرى قصر النيل ورا عمر مكرم. كل اللى واقفين فى الحتة دى لا يتعدوا ال٨٠ ألف بأى حال من الأحوال.
- فهمت سبب الفراغ النسبى, الحتة دى على بعد أمتار من مقلب مبارك بتاع الأحرار. بعد ربع الساعة الحتة بقت زحمة جدا!!
- ناس بتعدى تدى شاى للى عاوز, مجانى برضه.
- فى مدخل هناك فى الحتة دى من أصل خمس مداخل للتحرير, فى أثناء الساعة اللى قضينها هناك دخل أكتر من عشرين مظاهرة مابين مظاهرات من ألف أو ألفين لحد مظاهرات من ١٥ أو ٢٠ ألف.
- الساعة سبعة, يادوب نلحق نروح, بدأنا نروح ناحية المتحف علشان نخرج. فى متحفيين تانيين فى السكة. متحف فيه لوح مقاسها صغير من كل التعليقات و الهتافات اللى فى الميدان و بيرددها الأحرار, , متحف لغنائم الأحرار من موقعة الجمل, كرابيج و سروج و غيره
- مجموعة جاية بتجرى شايلة علم مصر طوله لا يقل عن خمسين متر.
- المستشفى الميدانى الصغير, بعد الهدنة لايعالج الآن الا حالات بسيطة من جروح و اغماءات من الزحام أو الانفعالات الزائدة
- كلمة "ارحل" على الأرض, ضخمة جدا بحجم عربية نقل, مكتوبة بالحجارة اللى القيت على الأحرار فى الأربعاء الدامى.
- الأعداد قلت بصورة ملحوظة, الناس مروحة علشان تنام و تيجى بكرة, بس ناس تانية بتيجى. التقدير الآن حوالى نصف مليون مثل وقت وصولنا.
- ست فى العقد الثامن مشلولة على كرسى متحرك تمسك علم مصر و تلوح به فى سعادة.
- طفل فى الخامسة على كتف أبيه يهتف "يثقط يثقط حثنى مبارك" و المئات يرددون وراءه بس من غير اللدغة
- مجموعة من الناس شكلهم سياح "بعنى مش من أهل الميدان, زينا كدة" بيتصوروا جنب الدبابة و العسكرى اللى فيها شكله كاره نفسة من كتر التصوير و عايز يضرب العالم اللى واقفة دى كلها دانة و يروح البلد. لما لاقينا كدة, احنا كمان اتصورنا
- عند حافة الخروج, شاب بسوم يقول للخارجين بثقة " مستنينكم بكرة يا جماعة, ما تسيبوناش لوحدنا"
خرجت من هناك بالإنطباعات التالية:
v الناس هناك علطول بتضحك
v أعتقد أن مبارك (الشخص مش الزبالة) مش راجل
v الناس دى غير قابلة للهزيمة على الإطلاق
v الناس واتقة فى الجيش بنسبة ٩٨%, ربنا يستر من الإتنين فى المية اللى فاضلين.
v أعتقد أن مبارك (الشخص مش الزبالة) مش راجل, الإعادة للتوضيح....
v يا إما الناس دى مش مصريين, يا إما احنا اللى مش مصريين. المؤكد ان دول هما اللى بنوا الأهرام و معبد رمسيس التانى
v هناك رغبة غريبة تتملكك انك مش عاوز تروح, أو بمعنى أصح هناك رغبة غريبة تتملكك لما توصل هناك انك خلاص روحت.
v الحمد لله انى كنت من اللى شافوا المكان و الناس دى بعنيها.
v الشعب أسقط الرئيس.
أسف على الإطالة, لم أكتب كل ما شاهدت. أرجوكم روحوا ميدان التحرير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق