طيب أنا عندي مشكلة.... مش قادر أقبل فكرة إن الثورة تؤمر و نظام
الحكم ينفذ و إن نظام الحكم (أي نظام حكم فى أي بلد) هو المسئول الأول و
الأخير..... هو مسئول آه بس عن إيه؟ و فى أي حدود و أي سياق؟؟
و بعدين ليه الثورة تؤمر و تؤمر مين و إيه هو دور نظام الحكم؟
أسئلة كثيرة.....
لو كنت سعادتك من زبائن مدونتي المتواضعة هتلاقي إن عندي تلك العادة
الذميمة.... كثرة الأسئلة السخيفة......
و لكن السؤال الذي بيدو بالنسبالي أكثر بداهة ..... هل تحتاج ثورة
يناير و أبنائها من شباب و موجات ثورية لمراجعات؟؟
سنحاول هنا أن نجيب على هذا السؤال
أولا.... كل واحد يشوف اللى يحبه..... أنا هنا هأشوف إن يناير ثورة
استمرت حتي يونيو 2013 و مكملة بموجات مختلفة عاتية و هادئة و أنها ثورة بمعني قدرتها على تغيير التركيبة السياسية و الإجتماعية و الإقتصادية و إن محاولتنا
لتأريخها الآن هي عبث و لعل أولادنا أولي بهذا الجهد
و هأشوف كمان إن الحكم.... أي حكم .....هو مجرد وجهة نظر تأخذ مشروعية
دعم الجماهير من خلال الإنتخابات فى العالم الديمقراطي و من خلال قبول الجماهير
العام و عدم ثورتها فى العالم المتخلف
فى إحتمال كبير يكون كلامي مش "لادد" عليك... عادي... أنا
أصلا فى إحتمال كبير يكون كلامي غلط.... بس مش هأعرف إنه صح أو غلط غير لما أقوله
و أتناقش فيه
إنت ممكن تكون شايف إن ثورة 25 يناير هي ثورة شعب نادي بالحرية و
العدالة الإجتماعية و العيش و الكرامة الإنسانية و إنه كمان الثورة دي هي اللي
هتنقل الشعب من نير التخلف لنور التقدم و المدنية و الحريات...... ممكن..... بس
أنا مختلف معاك
أي نظام حكم فى العالم بيكون له فلسفة بتحكمه..... حتي نظام عيدي أمين
آكل لحوم البشر............... البشر مهما بلغ غباؤهم و ديكتاتوريتهم يحتاجون
بالفطرة إلى إستراتيجية و تيكتيك....... و الإستراتيجية هنا هي فلسفة الحكم و
السلطة. خد مثل الإخوان.... تكتيكاتهم متعددة.... معظمها سافل إنسانيا و لكن رغم
ذلك تتضائل فى أعين البعض سفالة التكتيك أمام عظم الإستراتيجية........ السيطرة
على الحكم......... و لكن يعيب إستراتيجية الإخوان عيب خطير.... أن فلسفتهم و
إستراتيجيتهم لم تتمكن من التطور لتواكب وصولهم المفاجئ "لهم" للحكم و
عليه سقطوا...... و لكن هذا موضوع آخر
و كما ناقشت فى هذا المقال (http://agendamondasa.blogspot.com/2013/08/blog-post_3007.html) فإن ثورة يناير حتي هذه
الساعة ليس لها إستراتيجية.... و الإستراتيجية ليست أهداف تطلب الثورة تحقيقها و
تعبر عنها .... الإستراتيجية هي الوسائل متوسطة و طويلة المدي التي تنتوي الثورة
"أو مندوبها فى الحكم" إنتهاجها لتحقيق أهدافها........ و هذا الأمر حتي الآن صرحا من خيال... فهوي
بإختصار و بالبلدي كدة....... ثورة يناير و توابعها لها أهداف و ليس
لديها أو لدي قادتها و شبابها و مريديها أي طريقة لتحقيقها على الأرض سوي الأدوات
الثورية الإحتجاجية التي أبتذل استخدامها حتي صارت ثقيلة على النفس و سيئة السمعة
و سخيفة............... بذمتك يا شيخ.... إنت طايق إعتصام و لا إضراب واحد زيادة
أو حتي مظاهرة؟؟؟ لا تنسي أن التعسف فى إستخدام الحق يبطله.... و إحنا رغم أن
التظاهر و الإعتصام و الإضراب حق إلا أننا تعسفنا فى إستخدامه و مرمطناه معانا
أكثر ما إتمرمطت فاطمة فى المسلسل التركي الممل...... فبطل إستخدامه .... بطل فلم يعد
استخدامه يعيد حقوقا و إنما يرتب مصائب
تتميز ثورة يناير بثلاث خواص أساسية فى رأيي:
·
أولا
أنها أول الثورات ذات الحجم الكبير و التأثير الإقليمي العميق فى الألفية الجديدة
·
أنها
الأولي بهذا الحجم و الإمتداد التي ترتبط إرتباطا عضويا و أساسيا بكل مراحلها بهذا
القدر بوسائل الإتصال الحديثة و بالإعلام
·
أنها
ثورة بلا قيادة أرضية مركزية أو ظهير فكري مسيطر
و هذه الظواهر الثلاث أنتجت ما أظن أنه ثورة رائعة قامت بعفوية و
لكنها فقدت طريقها و تكاد تموت......................
الثورة هي وجهة نظر.... الذين شاركوا فيها رفضوا تجلط مبارك و تسلطه و
فرض إبنه ثم رفضوا تسلطا عسكريا ثم رفضوا حكما دينيا و ثيوقراطيا سخيفا و متسلطا
بإسم سلطة الرب...... رفضوا و رفضوا ثم رفضوا.... طب و ماذا قبلوا؟ لا شئ.... و
ماذا قدموا فى المقابل أو كبديل؟؟
بديل سياسي حقيقي؟؟ حركة سياسية لديها برنامج؟؟!! مفيش .....
عاوز دليل؟؟ خد مثال واحد.... الحد الأدني للأجور.... محكمة القضاء
الإداري حكمت ب1200 جم من قبل الثورة..... حد عارف المحكمة جابت الكلام دة منين؟
هل من حق المحكمة تحديد قيمة؟ من هو المنوط به تحديد حد أدني للأجور؟
طب و بالنسبة لمن طالب بتحديد حد أدني (و هو على حق فى طلبه) حد إقترح
وسيلة لتحقيقه؟؟ من قال بأن الحد الأقصي هيحل المشكلة.... جاب الكلام دة منين؟؟!!!
سهل قوي إننا نعمل مطلب و شعار للهتاف..... بس تعال طبقه و ورينا
الكفاءة فى تنفيذه
علمت عن رفض كثير من المحسوبين على شباب الثورة رفض مناصب
تنفيذية كنواب محافظين و مساعدين بدعوي أن مكانهم فى الشارع و ..... إلخ بينما
يبدو أكثر أن موقع "خلقت لأعترض دون تقديم بدائل" يبدو أكثر راحة......
تبدو وظيفة مقاول الهدم أسهل و أربح أحيانا من مقاول البناء
طب إيه؟؟؟ عاوز إيه؟؟؟
أولا.... أنا شخصيا أحترم كل شخص ساهم و جاهد قبل و خلال ثورة يناير
فى تحطيم جدار الخوف و صورة مصر لصاحبها مبارك و أولاده و خلق "إمكانية"
جديدة...... و هو جهد لا يمكن إنكاره أو التقليل منه. و لكن بعد الهدم يجب رفع
الركام و تسوية الأرض و البناء من جديد.
بس برضو أنا عاوز البلد تتحرك لقدام..... تتجاوز ما حدث...... يتفرغ
كل واحد لعمل دوره......
لازم الناس اللى عملت و مهدت و أيدت ثورة يناير تفكر..... هل
إحنا على المسار الصح؟ هل اللى إحنا بنعمله دة هيحقق أهدافنا؟ هل شباب ثورة يناير
أحسنوا قيادتها حتي الآن؟ هل أهداف الثورة نفسها تحتاج لمراجعة ؟؟
و السؤال الأهم.... هل حد بيسأل نفسه الأسئلة دي؟ و لا إحنا
مقضينها كدة؟
ناقشني و قولي رأيك على تويتر @ahmadsamysallam