احتجت إلى عدة أيام لهضم و استيعاب التصريح البديع لقداسة الدكتور الجيوشي رئيس الهيئة العامة للطرق الذي عبر فيه عن سبق تاريخي لم تعرف له البشرية مثيلا عن أن إصلاح الطرق و الأسفلت سيؤدي لمزيد من الحوادث لينضم سيادته لعدد من زملائه من طلاب الثانوية و الاعدادية الذين يحطمون يومياً نظرية النسبية و يبولون على مقبرة ألبرت اينشتاين إله الغباء لدى قدماء المصريين. و الحقيقة أنني قررت أن أحاول أن أستمر في تحطيم كل أصنام العلم بل و البديهيات بأخذ تصريح سيادته مأخذ الجدية، ليس لتطبيقه لا سمح الله -فهو مطبق عمليا من عقود قبل أن تتحفنا الأيام بالدكتور الفاضل- و لكن لفهم كيفية عمل "عقلية" الدكتور الفاضل و من هم على دربه المنير من رجالات دولاب العمل الحكومي المفسي
لذا و دون مطاوعة نفسي التي اخذتني إلى الشك -لا سمح الله- في شهادة الابتدائية الحاصل عليها الدكتور الفاضل، و بعد ان استعذت بالله من شيطان نفسي قررت اتخاذ نمط التفكير المميز للدكتور لتصور كيف يدير سيادته هيئته المرموقة
بما أن مبدأ الدكتور الجيوشي يقر أن إصلاح الطرق سيؤدي إلى مزيد من الحوادث بسبب السرعة فربما علينا أن نتساءل في لهفة و قلق عن السبب الذي يدعو الهيئة التي يترأسها سيادته لطرح مشاريع للطرق من أساسه. فبمد الخط على استقامته ندرك بوضوح أن الأسفلت لو لم يكن موجوداً لقلل ذلك من الحوادث لأن سرعة المركبات ستنخفض بطبيعة الحال في إطار محاولة تجاوز تلال الرمل و الأراضي غير الممهدة. بل علينا أن نفكر جديا في الاستغناء عن المركبات و السيارات من الأساس بما أنها طرف في معادلة الحوادث التي يريد الدكتور الفاضل أن ينقذنا منها بينما نندفع نحن تجاهها بدافع من جهلنا و تسرعنا. و ما بالنا لا نركب الخيول و البغال كما فعل الأجداد و نرتاح من مصاريف الصيانة و غلو سعر البنزين بينما التبن يملأ الدنيا و يأكل منه البعض على ما يبدو. لنفعل هذا و لنسميها الهيئة العامة للبغال و الحمير.
من أين يأتي هؤلاء البشر؟ أعني السؤال حقاً! من أين يأتون و كيف يكبرون و يترعرون وسطنا هكذا دون أن نلاحظ علامات النبوغ عليهم و نتركهم كي يصبحوا هكذا.....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق