الأحد، 15 أبريل 2012

مين اللى أكل الجبنة

تتميز فترة ما بعد الثورة بميزة لا يختلف عليها اثنان.........التباين الشديد فى المشاعر

أحيانا تبدو الأشياء مبهجة و مفرحة و متزايدة فى السعادة كما لو كنا لامسنا السماء (11 فبراير, 19 مارس.....) و أحيانا تبدو الأمور مقيتة و كريهة, تكرهك فى الوطن و المواطنين و تجعل يدك تمتد لتتحسس جواز سفرك أو ربما مسدسك (أحداث الانفلات الأمني, محمد محمود, مجلس الوزراء, ترشح الفلول, عبمعز................................................). لا شك أن الأحداث الثانية أكثر من الأولى و لكن عموما هذا التباين و التضاد الذى يبلغ حدا تتسأل معه "هل نحن نفس الشعب و نفس الناس؟؟"

عموما هذه المقدمة لم تلمس أصل الموضوع بعد, فما أود مناقشته هنا هو بالتحديد تاريخ الرابع عشر من أبريل 2012. هذا التاريخ الذى لا أهمية خاصة له (الا غرق التياتنيك ووفاة مأساوية لأكثر من 1500 شخص....منهم دى كابريو :) ) شهد ما يلى:

  • محاصرة منزل مرتضى منصور و منزل صهره "المستشار" (لقد ابتذل لقب المستشار كثيرا و أصبح شبه "الباشمهندس") للقبض عليه. و كعادة مورتة الهربان من الشرطة, اعتبر أن هذه مؤامرة كونية عليه و على جميع سكان كوكب زحل, رغم أن البعيد لم يحضر جلستين لمحاكمته فى قضية موقعة الجمل, هو و المحروس ابنه, مما اضطر المحكمة لإصدار أمر ضبط و احضار. فقام مورتة بالادلاء بتصريح قال فيه "لو وزير الداخلية راجل يجى يعتقلنى"......و لما كان الوزير راجل, حب بفرجه و كان ما كان
  • اللجنة الرئاسية العليا تستبعد 10 من المرشحين الرئاسيين, منهم 4 غير معروفين حتى فى بيوتهم هما نفسهم, و لكن المهم هو استبعاد حازم و خيرت و عمر سليمان.....................لنعود مرة اخرى لاثباتات الرجولة, فكما حاول محمد ابراهيم اثبات انه راجل لمرتضى منصور...حاول بجاتو و رفاقه اثبات انهم هما كمان رجالة لعمر سليمان و حازم............و مع هؤلاء, فمحاولة الاثبات وحدها شجاعة و ربنا يوفق
المهم ان الناس (على الأقل اللى أعرفهم)  فى غالبيتهم (و الغريب ان منهم من كان يفكر فى ترشيح سليمان) فرح بهذا القرار أو على أقل تقدير و بالتعبير الديبلوماسى (أبدى ارتياحه)................و هذا الأمر غريب, ماهو لو كل الناس دى مش عاوزه دول, اومال مين اللى هيديهم أصوات علشان يبقى عندهم أمل ينجحوا؟؟؟!!!!!!!

التفسير الذى توصلت اليه ان الناس مش بتنتخب الحلو اللى هما عايزينه, انما بتنتخب اللى واقف ادام ابن الكلب (من وجهة نظرهم) اللى هما مش عاوزينه, بالتالى لما بيغوروا كلهم, بيحدث حالة ارتياح.......................و الله يمسيك بالخير يا حسنى ياللى كنت مريحينا من كل الهم دة و بتتصرف انت

واضح ان الناس حاسة بمسؤولية فى الاختيار مخلوط برعب من المستقبل, و هذا شئ طبيعى فى ظل الظروف و لكن غير المنطقى احساس الناس المبالغ فيه (الذى لا يتفق أصلا مع موضوع كونهم يشعروا بمسئولية الاختيار) بالفزع من الآخر أيا كان هو مين

عموما دة متسق مع ما قلناه فى البداية من حالة "التباين الشديد فى المشاعر".......... 

بس هو المثير بالنسبالى, هو سؤال أحتار فى اجابته بشدة, هل الأمور تمشى هكذا على عواهنها و لا هناك جهة تحاول تحريك بعض الأمور؟؟

هل ترشح ثم استبعاد عمر سليمان مقصود, ام سذاجة مفرطة من ممن كان مديرا لأحد أهم أجهزة الاستخبارات فى العالم لمدة عقدين من الزمان؟؟!!!!

هل أبو اسماعيل رجل صالح و مظلوم من مصر و اسرائيل و أمريكا, أم مجرد رجل كاذب يحاول الوصول لسدة الحكم بأى ثمن و يتحايل بقوة أتباعه و ألتراس حازم ليدخل بنا متاهة كبيرة؟؟؟

هل الشاطر لما اترشح كان بيستعبط و لا المجلس هو اللى كان ضاحك عليه؟؟!!!!

لست من أنصار نظرية المؤامرة الكونية, خصوصا و أن المتاح أمامنا يؤكد على حقيقة واحدة فقط.......................مصر تعانى من هجرة الكفاءات و المواهب بصورة جعلت من يتقلد مقاليد الأمور يتميز بانعدام الكفاءة بصورة مزعجة......................لدرجة أنهم ربما ليسوا متأمرين و لكنهم فقط أغلب من أن يديروا الأمور بلا مصائب.................

و لكن بالفعل, هو ايه اللى بيحصل؟؟

لو مافهمتش حاجة من المقال دة, يبقى انت تمام و ماشى زى الفل مع اللى بيحصل فى البلد............لو فهمت, تبقى انت جامد و تروح ترشح نفسك للرئاسة

و يبقى السؤال الخالد...............مين اللى أكل الجبنة؟؟؟؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق