الأربعاء، 31 ديسمبر 2014

فيلم الموجة

هذا الفيلم من أنواع الأفلام الروائية القصيرة, مأخوذ عند تجربة حقيقية وقعت في أبريل 1967 بأحد المدارس بولاية كاليفورنيا من مدرس يدعى رون جونز

الحقيقة أن القصة المأخوذ عنها الفيلم أخاذة للغاية و تجربة مشوقة على أكثر من مستوى, و من المشوق أكثر أن وقوعها فعليا "على خلاف أحداث الفيلم الدائرة في 1981" وقعت بعد حوالي 20 عاما فقط من سقوط الرايخ و في عز مد حركة الطلاب و رغم ذلك تمكنت التجربة من نفوس الطلبة تماما.

و هذه بالضبط هي مشكلة الفيلم..... القصة و التجربة الموجودة به بديعة و مشوقة و جذابة و لكن الفيلم من عناصر السيناريو و الإخراج و التصوير ضعيفة و الإنتاج منخفض التكلفة أثر على الفيلم. أعتقد أن قصة كتلك تستحق على الأقل فيلما روائيا طويلا بإنتاج جيد. بطل الفيلم تخيلته شخص كأنتوني هوبكنز أو مورجان فريمان أو شون كونري في دور مدرس يقوم بتجربة ما يتوج بها حياته المهنية....

على كل حال, ليست القصة فقط هي العنصر اللافت في الفيلم. و لكن أيضا القضية التي يثيرها -قصدا أو غفلة- و تثير شجوني أنا بصورة أكبر و هي قضية التعليم.... كيف ننقل المهارات و الملكات للجيل المتلقي ليستعد لمواجهة العالم. كيف يتفاني المعلم -العنصر الأول في العملية التعليمية- في نقل المعلومة و العلم لطلابه و الأهم, طريقة التفكير النقدي التي تخلق شخصيات و مبدعين و ليس نسخا مشوهة من نسخ مشوهة أخرى

أخر نقطة, الفيلم يبدو لي في نقطة جانبية لم يقدم الدعم القوي الكافي لفكرة The Individualism مقارنة بالفاشية اليمينية التي هاجمها, كما لم يوضح الفارق بين الإنضباط المجتمعي و تطوره لينزلق في فاشية جماعية مجنونة أودت بحياة أكثر من 50 مليون إنسان

رغم تحفظاتي على بعض عناصر الفيلم, إلا أن أهمية ما فيه من رسائل تجعلني أنصح بمشاهدته بصورة كبيرة

اللينك في نهاية المقال

https://www.youtube.com/watch?v=nKQLbFfRF4s

السبت، 15 نوفمبر 2014

حتى لا تصبح ولاية سيناء واقعاً

بكل آسف شاهدت الفيديو الذي أطلقته جماعة أنصار بيت المقدس سابقا فرع داعش في مصر حالياً و هو 29 دقيقة و 56 ثانية مؤسفة بكل المقاييس و على كل المستويات. مجموعة من المهاوييس بالقتل و الدم و السلاح و ازهاق ما جعله الله أقدس من الكعبة.... دماء المسلمين المعصومة بكلمة لا إله إلا الله و التي اهدرها هؤلاء الناس.
مبدئياً لا أنصح أحد بمشاهدته و لن أضع رابط له هنا و أتمنى على الأصدقاء ألا ينشروه لأسباب عديدة أهمها أن نحترم دماء الشهداء التي سالت ظلماً و عدوانا و كفراً بأنعم الله. ثانياً لأنه سيؤرق عليكم حياتكم بأكثر مما هي مؤرقة. و ثالثا لأنه رغم ما فيه من مشاهد صعبة إلا أنه لا يعدو فاصلا اعلانيا استفزازيا من داعش و ربما جزء من عملية حشد بائسة لمظاهرات في خلال أيام معدودة.
و لي عدة تعليقات على الوضع الحالي الذي لا يشكل هذا الفيديو فيه إلا عنصراً من عناصر اخري... ألخصها فيما يلي
أولاً: داعش و أخواتها لا توجه حربها ضد الدولة أو الشرطة أو الجيش. قد يكون ذلك صحيحاً فيما مضى و لكن بدءاً من عملية رفح الأولى فإن المستهدف هو المصريين عامة و لا أقول الدولة.... فالشعب أشمل من الدولة لو كنتم تعلمون و هو الهدف الأساسي. هم يظنون أو يدعون أنهم يحاربون من أسقط حكم الإسلاميين بزعمهم و يلومون الجميع على ذلك. هي حرب واضحة المعالم مكتملة الأركان ضدي و ضدك و ضد أولادنا و أهلينا
ثانياً: هؤلاء القوم مدعومون لا مراء. المعدات و الخطط و التجهيزات تتخطى مجرد تمرد مسلح. هذا جيش مدرب له تكتيكات الجيوش النظامية و لكنه يتبع أنظمة حروب العصابات التي ابدعها هوشي منه في فيتنام. و هذه التكتيكات تضرب الجيوش النظامية بعنف. صحيح أن الجيش النظامي أكثر قدرة و قوة نيرانية إلا أن الحروب لا تنتهي بفناء جانب ما و إنما بتحقيق الهدف الإستراتيجي من الحرب. لذا علينا ألا ننخدع بقدرات الجيش دون حساب الهدف الإستراتيجي من هذه الحرب
ثالثاً: دعم الجيش في هذه المرحلة أمر لا ينبغي الاختلاف عليه من الأساس. و لكن شكل الدعم الحنجوري المتمثل في الاغاني الوطنية و الصياح و الهتاف و مسيرات التأييد مضر أكثر مما هو نافع و يشبه حب الدب لصاحبه.... الدعم يكون برأيي بالمساعدة في كيفية تخطي القصور الموجود لدينا -و لدينا منه الكثير- و عدم السماح للعدو -هو كذلك بالفعل.... عدو - بالحصول على أي مكاسب إعلامية أو اجتماعية أو حتى معنوية. مطالبة الجيش بالتركيز بل و التفرغ لمهمته الأساسية الآن في الدفاع عن الوطن و سلامة أراضيه -حرفياً- هو الوسيلة الوحيدة لضمان كسب هذه المعركة. الاصطفاف الوطني ليس معناه الهتاف بحياة القائد و إنما التأكد من أنه يقوم بعمله كما يجب و مساعدته على ذلك.
رابعاً: القيادة.... الحرب تخاض بالجنود و لكنها تكسب بالقيادة. قيادة الدولة و الجيش تحتاج أن تعي أن المعركة الآن و قد صارت عسكرية تحتاج إلى الدعم السياسي و أن الأخطاء السياسية العديدة التي ارتكبت على مدار الشهور الأخيرة أصبحت ترفا لا نقدر على كلفته. لا أرغب أبدا في سقوط النظام -الذي اعارضه شخصياً- لأن تكلفة ذلك أكثر مما نطيق كبلد
خامسا: الصراع ليس على الأرض و لا على العقيدة مهما حاول أي الأطراف تصويرها هكذا.... هي حرب على الأنصار و الأتباع.  حرب على أسلوب الحياة الذي يبشر به كل جانب.... جزء كبير من كسب المعركة في بيان أن الجانب الذي امثله يقدم للاتباع و الأنصار ما لا يقدمه الآخر. لذا ترى إعلانات داعشية عن وظائف بمرتبات خيالية و سبايا النساء و فيديوهات لهواة القتل الجماعي و آخرا جنة عرضها السموات والأرض يعدون بها من يقتلون من يقول لا إله إلا الله! لن تكسب هذه الحرب بأن تقمع و ترفض من يقف معك و ينتقد أداءك الركيك. لن تكسب الحرب بأن تستولي على كل شيء و تصادر على كل الأصوات بدعوى ألا صوت يعلو على صوت المعركة. تكسبها بأن تكسب الناس في صفك... ليس بخوفها على أبنائها من الاعتقال و لكن بخوفها على أن تفقد ما تقدمه انت لها من حياة طيبة و استقرار و رخاء
سادساً: هذه حرب ثقافية, بظهير ديني و إعلامي. لا تخوضها دون خطاب ديني قوي و راسخ و معتدل. لا تخوضها دون إعلام صادق محل ثقة من الجماهير لكفائته و صدقه لا لغوغائيته و تفاهته. أحمد موسى و رولا خرسا و توفيق عكاشة و مرتضى منصور و من على شاكلتهم لا يملكون إلا أن ينشروا فتنة. لو أن لي الأمر لألحقتهم بصفوف العدو و ضمنت نصف النصر. الأزهر الآن دوره.... إما أصلح نفسه و أصلح خطابه و نقى منهجه و مناهجه أو سيفقد مكانه و سيصبح كنيسة للذكريات.
سابعاً: للأسف..... هناك من سيخونون أفكارنا و ينضمون للجانب المعادي.... سيحدث هذا دائما و هو سمت البشر. و لكن تذكر أن هذا الباب يفتح في الاتجاهين،  فكما ستفقد انصارا من صفوفك تستطيع أن تكسب أنصار من صفوف العدو.... الأمر رهن بذكائك و بما انت قادر على القيام به. و لا ينبغي أن يكون شعبا و مجتمعا مثل هذا مهما بلغ ضعفه و تفسخه أن يكون أقل ذكاءً من عصابات،  منظمة و مسلحة و مستعدة و لكنها تظل مجرد عصابات
أن الله ينصر المؤمنين..... الأكثر إستعدادا و تجهيزا و اجتهادا. و لا ينصرهم لأنهم فقط يظنون ظناً أنهم الأجدر بهذا النصر.... هذه حرب وجود.... لا ينتصر فيها أفضل ثوالث
لله الأمر من قبل و من بعد....

الخميس، 6 نوفمبر 2014

النظام و الغشومية - متلازمة غباء الحكم

الأنظمة السياسية لا تسقط عادة بسبب خلافات أو صراعات سياسية يخوضها غالباً أولئك الذين يمتلكون رفاهية المعرفة. معرفة الرابط بين السياسة و الديمقراطية و الحريات و بين سائر شؤون الدولة التي تمس حياة الناس. و لكن تسقط الأنظمة حين تفشل في تقديم و توفير الحد الأدنى المقبول شعبياً من الاحتياجات الضرورية للحياة بمقاييس هذا المجتمع أو على الأقل تتمكن من عدم خسارة هذا الحد الأدنى الموروث من أنظمة سابقة.
و لا تتساوى الحدود الدنيا المقبولة شعبياً. فقد تقع ثورة في فرنسا مثلا لو قررت الحكومة هدم متحف اللوفر بينما قد لا يثير قرار حكومي بهدم الهرم الأكبر و تحويل أرضه إلى كومباوند سكني أو سوقاً لبيع الحمير إلا استهجانا يمكن امتصاصه بسهولة. و كذلك قد يثور الليبيون لما يتمنى فقط الشعب في كمبوديا الحصول عليه و هكذا.
الديمقراطية هامة بالطبع إلا أن أهميتها تنحصر في وجود وسيلة لتوصيل الغضب و الاحتجاج على الحكومة بديلة عن الثورة و العنف و ما وراءهما..... و لكن هذا يقع في الدول التي تعي إجمالاً أن الشعب هو المالك و الحاكم و مصدر السلطات حيث الشعب مكون من مواطنين و ليس رعايا
لم يسقط الإخوان -برأيي- بسبب الكهرباء و البنزين -رغم خطورة ما حدث في هذه القطاعات- و لكن أن تصورهم للحكم و تصرفهم فيه بدا لعامة الناس أنه لا يوفر الحد الأدنى من المقبول "ثقافياً" و دينيا و اجتماعياً من غالبيتهم على إختلاف مشاربهم. و ربما لو لم تحدث الأزمات الخدمية العنيفة لتمكنوا من الحكم لفترة أطول..... و لكنه الغباء
لا تسقط الأنظمة لأنها ديكتاتورية. تسقط لأنها غبية و تسقط سريعاً لأنها تستمرء و تستلذ الغباء
لا توجد ديمقراطية في الإمارات.... و لا يظن عاقل أن نظامهم على وشك السقوط. الصين ديكتاتورية الدولة هي النظام الذي استبدل الشيوعية القحة و لكنه يوفر لمليار و نصف نفس الحد الأدنى المقبول شعبياً لذا فالنظام مستمر. قد يكون النظام غير ديمقراطي أو ديكتاتوري حتى و لكنه يستمر لو كان كفئا.
نظام مبارك سقط لأنه غير كفء و كان ينبغي ان يسقط قبل عقد أو يزيد و لكنه سقط في موعده حين بينت تونس للشعب هنا أن ذلك ممكناً. الآن تجاوزنا الظن بإمكانية ذلك من عدمه و ظهر أثر ذلك على النظام الإخواني
نظام السيسي -تحت التأسيس- لا يبشر بخير حتى الآن. فهو -و للحق- يتميز بعدم الكفاءة و الغباء أو ما يمكن أن نطلق عليه "الغشومية" ... و رصيده المتولد من الهيستيريا و يوفوريا ما بعد الإخوان رصيد سريع التلف و هو لا يدخر جهدا في استنزافه بأسرع مما يستنزف المساعدات المالية الخليجية. كان تقديري أن السيسي سيحفظ لنظامه القدر الهام من التأييد الشعبي بتقديم خدمات جيدة لمدة 6 أشهر قبل أن ينكشف الوضع و لكن يبدو أن الوضع أسوأ من ذلك أو أن إنعدام الخيال و الكفاءة أكبر من ذلك. أو بتعبير صديقي المؤيد للسيسي "كنا فاكرين تحت القبة شيخ،  و طلع تحت القبة مفيش". و لا يزال الرصيد الشعبي للنظام يعتمد أولا و أخيراً على الهستيرية الشعبية.
فشل نظام الحكم حتى هذه اللحظة في إنتاج رؤية سياسية أولا و اقتصادية ثانياً لمرحلة ما بعد الهيستيريا الشعبية التي لن تستمر طويلاً بعد. فماذا سيحدث غداً؟  سؤال لا أملك الإجابة عليه -و هذا طبيعي- و يبدو أن النظام الحالي أيضاً لا يملك إجابة له -و تلك كارثة-
لم أنتخب السيسي و لم يكن لي أن أفعل و لكنني سأتضرر كثيراً لو سقط نظامه. فالمرحلة القادمة من اللعبة سنقابل الوحش.... النظام الحاكم القادم -لو سقط الحالي- سيكون على اليمين من كل ما سبق سواءاً كان يميناً دينياً بصبغة داعشية أو إخوانيا مسلحاً أو بصبغة عسكرية أشد وطأة مما نحن فيه -لا تستغرب.... هذا وارد و لو نظرياً-
الحل الأمثل أن يتعقل النظام السيساوي و أن يدرك أنه رغم أن له مؤيدين كثر إلا أن معارضته في ازدياد -و هذا طبيعي- و أن هذه المعارضة تزداد ليس من حيث الكم فقط و لكن من حيث الكيف أيضاً و هو ما يشكل خطورة.
هذا التعقل يبدأ بأن يظهر النظام كما أسلفنا الحدود الأدنى من الكفاءة في إدارة مرافق الدولة.... في ضبط المرور و رفع القمامة و تطبيق القانون. في أن تعمل الشرطة -و لو جزء من الوقت- عمل الشرطة في بلاد العالم من توفير الأمن و محاربة الجريمة. في أن تتخلص من "الحمقى" الذين يعملون في مرافقها و يصدرون التصريحات و القرارات التي لا تملك معها إلا أن تمتم بالآية الكريمة "و الخيل و البغال و الحمير لتركبوها و زينة". لن أتحدث عن إصلاح التعليم و الصحة و المنظومة العدلية لا سمح الله فهذا أمر يتطلب كفاءة سياسية و إرادة غير متاحة. و لا انساق وراء ظنوني السيئة فأطالب بإصلاحات سياسية و حريات فهذه -أعاذهم الله- تتطلب ضميراً و عقلا راجحا.
الخلاصة: لكل من يستبعد سقوط النظام الحالي، اظنك على خطأ،  النظام غير كفء و هو من الحمق بحيث أنه لا يرى حتى مقدار عجزه
لكل من يتمنى سقوط النظام الحالي، هذا لن يوصلنا إلى خير مما نحن فيه. الأجدى أن نصلح الموجود قدر الإمكان
هل سيستمع النظام الحالي لأصوات كهذه؟  لا أظن
لماذا إذن أكتب هذا؟؟؟
معذرة إلى ربكم و لعلهم يتقون.....

في مدح الغباء و الجهل و الاستنطاع

احتجت إلى عدة أيام لهضم و استيعاب التصريح البديع لقداسة الدكتور الجيوشي رئيس الهيئة العامة للطرق الذي عبر فيه عن سبق تاريخي لم تعرف له البشرية مثيلا عن أن إصلاح الطرق و الأسفلت سيؤدي لمزيد من الحوادث لينضم سيادته لعدد من زملائه من طلاب الثانوية و الاعدادية الذين يحطمون يومياً نظرية النسبية و يبولون على مقبرة ألبرت اينشتاين إله الغباء لدى قدماء المصريين. و الحقيقة أنني قررت أن أحاول أن أستمر في تحطيم كل أصنام العلم بل و البديهيات بأخذ تصريح سيادته مأخذ الجدية،  ليس لتطبيقه لا سمح الله -فهو مطبق عمليا من عقود قبل أن تتحفنا الأيام بالدكتور الفاضل- و لكن لفهم كيفية عمل "عقلية" الدكتور الفاضل و من هم على دربه المنير من رجالات دولاب العمل الحكومي المفسي
لذا و دون مطاوعة نفسي التي اخذتني إلى الشك -لا سمح الله- في شهادة الابتدائية الحاصل عليها الدكتور الفاضل، و بعد ان استعذت بالله من شيطان نفسي قررت اتخاذ نمط التفكير المميز للدكتور لتصور كيف يدير سيادته هيئته المرموقة
بما أن مبدأ الدكتور الجيوشي يقر أن إصلاح الطرق سيؤدي إلى مزيد من الحوادث بسبب السرعة فربما علينا أن نتساءل في لهفة و قلق عن السبب الذي يدعو الهيئة التي يترأسها سيادته لطرح مشاريع للطرق من أساسه.  فبمد الخط على استقامته ندرك بوضوح أن الأسفلت لو لم يكن موجوداً لقلل ذلك من الحوادث لأن سرعة المركبات ستنخفض بطبيعة الحال في إطار محاولة تجاوز تلال الرمل و الأراضي غير الممهدة. بل علينا أن نفكر جديا في الاستغناء عن المركبات و السيارات من الأساس بما أنها طرف في معادلة الحوادث التي يريد الدكتور الفاضل أن ينقذنا منها بينما نندفع نحن تجاهها بدافع من جهلنا و تسرعنا. و ما بالنا لا نركب الخيول و البغال كما فعل الأجداد و نرتاح من مصاريف الصيانة و غلو سعر البنزين بينما التبن يملأ الدنيا و يأكل منه البعض على ما يبدو. لنفعل هذا و لنسميها الهيئة العامة للبغال و الحمير.
من أين يأتي هؤلاء البشر؟ أعني السؤال حقاً! من أين يأتون و كيف يكبرون و يترعرون وسطنا هكذا دون أن نلاحظ علامات النبوغ عليهم و نتركهم كي يصبحوا هكذا.....

السبت، 20 سبتمبر 2014

عما قريب....................

الزحام كثيف غير أن الجو به لسعة هواء محببة....... تسير السيارات الهوينى منتظرة فرج ما.... لا يوجد ما يبرر فى الأفق هذا التكدس

جلس في سيارته يراقب الموقف و يتحرك للأمام كلما بدا ذلك ممكنا..... خلفه سيارة نقل جماعي تركب على ظهر سيارته تقريبا.... سائقها ينفحه من عطر ألة تنبيهه نفحات شديدة كل 3 ثواني....

دراجة بخارية عليها ثلاثة أفراد أكبرهم في الخامسة عشر..... يستمتعون برسم طبوغرافيا جبال البحر الأحمر بين السيارات..... بطريقة ما نجح ثلاثتهم في استخدام ما يبدو أنه نوع نادر من أنواع الكلَة للصق شعر كل منهم بصورة جعلتهم أشبه ببعض سكان الجبلاية.... مروا من جواره بسرعة شديدة مشركين المارة و الراكبين رغما عنهم في سماع أدنى أنواع الموسيقى المثيرة للقئ و أثناء مروره خبط يده التي أخرجها من شباك سيارته... نظر الشيء الذي يركب خلف زميليه إليه ثم ودعه بنظرة استهانة ضاحكة

سيارة النقل الجماعي في الخلف تطلق ألة التنبيه بسرعة خمسة و عشرين مرة في الثانية

يخرج يده مهدئا للسائق خلفه و مطالبا إياه بالصبر..... لم يك يملك سوى هذا فالسيارة التي أمامه متوقفة و كذا التي أمامها و هكذا دواليك

في مسافة 25 سنتيمترا مر "توكتوك" بينه و بين السيارة الملاصقة عن يمينه يقوده طفل في الثامنة يلبس بيجاما فاتحا طريقه عنوة بين السيارات...... و استمع لصوت حكة جسم التوكتوك في سيارته في موضعين و هو يكاد يبكي


سيدة سبيعينية تمسك بيدها ما بدا أنها حفيدتها تحاول عبور الطريق المتوقف أصلا منذ دقائق و تفشل.... و قد حاصرتها المركبات في نهر الطريق قاطعة العودة عليها.....


سيارة النقل الجماعي تطلق ألاف من ألات التنبيه فيما لا يبدو أنه مطالبة بشيء.... فقط دفعا للملل ربما

يتوقف مشيرا بيده للسبيعينية و الطفلة طالبا إياهم بالمرور الهادئ....... يأبى السائق في سيارة النقل الجماعي و يطلق ألة تنبيهه بلا توقف كما لو أن حياته تعتمد على ذلك ...... يقوم بتحريك سيارته المسكينة بصورة موجية ..... السيارة تئن و تتحرك للأمام رغما عنها.... تندفع مترا فتقوم بصدم الطفلة المارة صدمة خفيفة مع صوت صراخ الجدة..... سائق النقل الجماعي يطلق ألة التنبيه مرة أخري بلا توقف.....

ينزل من سيارته...... ينظر له سائق النقل الجماعي بسخرية, و يلتفت نحوه راكبو الدراجة النارية و التوكتوك الذين أعيتهم السنتيمترات عن الحركة على بعد 3 أمتار و هم يضحكون.....


لا زال سائق النقل الجماعي يطلق ألة تنبيهه


بصعوبة شديدة يفتح شنطة سيارته و يخرج لفة قماش بدت مهملة..... بهدوء بالغ يفك اللفة و يخرج جسما أسودا ذا مشط طويل..... يشد أجزاءه.... مع شدة الأجزاء تخفت الأصوات فجأة.....

يلتفت إلى السائق فى سيارة النقل الجماعي..... أين ذهبت نظرة السخرية.... يتسائل..... يجذب الزناد براحة شديدة....... يسمع صوت ضجيج و أزيز

يستدير و يطلق دفعة أخري للدراجة النارية و التوكتوك.... أصاب هدفه بدقة بالغة.....

يسير لمقدمة سيارته و يقيل الطفلة من الأرض..... يشير لها بعبور الطريق.... يركب سيارته و يتحرك.... لقد إنفتح الطريق


لا زالت الجو لطيفا و الهواء منعشا.............

الجمعة، 22 أغسطس 2014

فخ فنادق القوات المسلحة

جزء أساسي من النشاط الاقتصادي للقوات المسلحة يتركز في الخدمات الفندقية. تمتلك القوات المسلحة عددا كبيرا من الدور و الفنادق و هناك إدارة متخصصة داخل الجيش ووزارة الدفاع خاصة بدور و فنادق القوات المسلحة. مبدئياً هناك فندق أو دار واحدة على أقل تقدير خاصة بكل فرع أو إدارة بالقوات المسلحة بدءاً من إدارة المشاة و القوات الجوية و الافرع الرئيسية وصولاً إلى إدارات أصغر مثل الحرب الالكترونية و الإمداد و التموين و هيئة الشؤون المالية. بالطبع مفهوم تماماً لماذا تقوم إدارات تدير عملياتها العسكرية و اللوجستية و الإدارية بطول البلاد و عرضها - مما يعني أن أفرادها كثيرو السفر و التنقل- دورا أو استراحات كهذه لضباطها.  و لا مانع من الاستفادة المادية من إقامة المدنيين في هذه الاستراحات

لذا ستجد أن دور القوات المسلحة قليلة التكلفة -مثل دار الدفاع الجوي القديم بشارع النزهة مثلاً- تمثل فكرة جيدة. أين مثلاً تستطيع في القاهرة أن تجد مبيتا نظيفا و طعاماً تطمئن نسبياً إلى مصدره مقابل 200 جنيه في الليلة؟

ثم قرر الجيش على ما يبدو أن ربح هذا المجال مغري بصورة كبيرة فقرر التوسع و المنافسة في مجال خمس النجوم.... فنادق الدرجة الأولى الممتازة

هذا القطاع لا يدور فقط حول فكرة المبنى و السرير و أي "تعيين" للإفطار و العشاء.... بل هو حول المعنى الحقيقي للفندقة و الخدمة الفندقية المحترفة المحترمة. و في هذا المجال القوات المسلحة فاشلة.

فنادق الماسة "خاص بالشؤون المالية" و تيبا روز بلازا "قوات الدفاع الجوي" و المحروسة الجديد "القوات البحرية" هي مجرد نماذج لمحاولات إنشاء و تشغيل فنادق خمس نجوم من جهة تمتلك الأراضي الشاسعة ذات المواقع المميزة و الأموال الطائلة و لكن بفكر "الميري"

ففي فندق تدفع فيه ما يصل إلى 850 جنيه مصري في الليلة الواحدة للمبيت و الإفطار و في فندق آخر تدفع فيه 180 جنيه مصري في الليلة الواحدة الإفطار عبارة عن فول و بيض و جبنة رومي و جبنة فيتا. الماء و العصير بأنواعه غير مدرجة على ال"open buffet" و يجب أن تدفع مقابلها. لا يوجد طعام للأطفال مثل الكورن فليكس مثلا. ال housekeeping ضعيف للغاية. الحسابات تقبل السداد بالفيزا على مضض و تحصل 2 % إضافة علي المبلغ المسدد بالفيزا كأي فاترينة موبايل بشارع عبد العزيز أو محطة الرمل

ربما على الجيش أن يكتفي بفنادق مستوى النجوم الثلاث فخدمة الفندقة عالية الجودة لها من يفهم فيها دون فتاوى ميري متعجرفة

الاثنين، 4 أغسطس 2014

من يلعب في موضوع الحد الأقصى للأجور؟ و لماذا؟

عزيزي القارئ, رجاء حار, لما تقرأ أي خبر, إعرضه على ذلك التجويف الموجود داخل الجمجمة المسمى بالمخ.... عملا بهذه النصيحة المرهقة "بكسر الهاء و فتحها" قرأت الخبر التالي

يقول الخبر بعد تعديد المناصب الموجودة بالبنوك و التي تتحصل على رقم أعلى من الحد الأقصى للأجور أن المتوسط للمناصب القيادية بالبنوك العامة هو حوالي 110000 "مائة و عشرة ألاف جنيه شهريا"

بينما يقول نفس الخبر نصا "وقال مسئول مصرفى رفيع المستوى بالبنك المركزى المصرى، إن تطبيق الحد الأقصى للأجور على العاملين بالبنك المركزى المصرى وبنوك عامة هى الأهلى المصرى وبنك مصر وبنك القاهرة، يوفر 6 ملايين جنيه فقط شهريًا، بإجمالى 72 مليون جنيه سنويًا.
"
انتهي النقل

إذن فالخبر يؤكد أن متوسط الأجور للقيادات هو 110000 و سيتم إنزاله لمتوسط 42000 "الحد الأقصى" بما يعني أن التوفير المتوسط في الراتب الشهري هو 68000

بقسمة المبلغ المتوفر حسب الخبر على المبلغ المتوسط للفرد نجد أن القيادات المحسوبة هي 88.2 قيادة تقريبا يتم تقريبها لرقم 90 فقط لتسهيل الحسابات.... و هنا نستكمل القراءة

يقول نص الخبر "وتضم قائمة البنوك المملوكة للدولة، "الأهلى" و"مصر" و"القاهرة"، والاستثمار العربى والاستثمار القومى، وبنك التنمية الصناعية والعمال المصرى، والبنك العقارى المصرى العربى، وبنك التعمير والإسكان."
انتهى النقل

الخبر يعدد سبعة بنوك اثنان منهم هما من أكبر 5 بنوك في مصر. و بالطبع علينا أن نصدق أن 90 قيادة فقط تعمل في 7 بنوك  بدرجة رئيس قطاع و أعلى بمتوسط 12.8 قيادة بالبنك "الحكومي" الواحد

لا أظن أن أحدا منا لم تسقه قدماه يوما للبنك الأهلي المصري أو بنك مصر المنتشرة فروعهما بربوع المحروسة, هل تصدق أنت أن هذا البنكين بهما فقط 12 قيادة بدرجة رئيس قطاع و أعلى؟

بالطبع لا أتصور أن البنك الواحد به 90 رئيس قطاع مثلا, و لكن الخبر نفسه عدًد 9 قطاعات من ضمن أخرى.

كما أن المنطق يقضي بأن رئيس القطاع لم يتضاعف مرتبه مثلا من 55000 جنيه ل 110000 جنيه عند مجرد ترقيته لمنصبه. فالمنطق يقضي بأن من هم في مناصب أقل يحصلون على رواتب قد تتخطي الحد الأقصى و هم بداهة أكثر عددا من عدد قياداتهم

يبقى هنا السؤال..... من يحارب تطبيق الحد الأقصى للأجور بخبث؟ من يحاول إيهامنا بأن الحد الأقصى إذا طبق فسوف يوفر علينا ملاليم بالقياس؟

أنا شخصيا لي تحفظات على قانون الحد الأقصى و الأدني للأجور أبسطها أن حتى هذه اللحظة لا يوجد أحد يملك تفسيرا علميا لكيفية حساب الحد الأدني "1200 جنيه" اللهم إلا حكما قضائيا صدر قبل 5 سنوات تقريبا. لا أعرف ما الأساس الذي بنى عليه القاضي هذا الرقم و لا أظنه من اختصاصه تحديد رقم و إنما ينبغي أن يتوقف الإختصاص على إلزام الحكومة بتحديد هذا الرقم و مراجعته كل عدة سنوات توافقا مع معدلات التضخم "الضخمة حقيقة"

هناك البعض يعبث بمشاعر و عقول بالناس.... الكثير من هذا البعض

لينك الخبر من اليوم السابع

http://www.youm7.com//News.asp?NewsID=1803789#.U9-NG-OSwhs

الأربعاء، 30 يوليو 2014

أجازة؟!!! يعني إيه أجازة؟!!!!!

كل عام و أنتم بخير......

تأتي إجازة عيد الفطر هذا العام, كما في كل عام غالبا, لنشاهد فصلا ممتعا من مسخرة الإجازة الحكومية و الخاصة التي ننفرد بعظمتها بين الأمم.... فمصر هي البلد التي تجد فيها موظفا حكوميا يحصل على إجازة من رئيس الوزراء لا يحصل نظيره في القطاع الخاص سوى على نصفها.... هكذا.... بدون إبداء أسباب.... و يبدو أن الحكومة التي عجزت عن تدبير وسائل جديدة لزيادة دخول موظفيها قد قررت إنها تعطيهم ببقية فلوسهم إجازات!!

الحقيقة و بعيدا عن المزاح فإن موضوع الإجازات الوطنية - أي الإجازات التي تتعطل فيها قطاعات كبيرة من القوى العاملة في البلاد- في مصر هو من دروب المسخرة المستمرة..... تذكر هكذا كيف أن الإجازة في مصر عادة يتم إقرارها و إعلانها قبل الإجازة بيوم أو بعدة ساعات, حتي تلك التي تخضع للروزنامة "الأجندة" الجريجورية و ليس التقويم العربي القمري

حقيقة لا أفهم سر أن ينتظر الناس مثلا قرار من رئيس الوزراء مساء الثلاثاء 30 أبريل لتعرف إن كان الخميس 2 مايو سوف يعطي إجازة مع الأربعاء 1 مايو فيما يعرف اصطلاحا بإسم البريدج -الكوبري لا مؤاخذة- أو أن نجد أن الحكومة السنية تمنح العاملين بالدولة -المميزين لغير سبب مفهوم لدي- إجازة أول و ثاني أيام عيد الفطر تزداد إلى أول و ثاني و ثالث لتنتهي عند أول و ثاني و ثالث و رابع أيام العيد قبل أن تعود قطاعات بعينها بصورة جزئية لإستدعاء عامليها باتصالات تليفونية فيما يشبه الشحاتة "حدث بالفعل في بعض شركان قطاع البترول" للعمل ثالث أيام العيد!

أقدر تماما الصعوبات الجمة التي تواجهها الموازنة العامة للدولة من تنامي عجزها الكبير و من انهيار قطاعات الصحة و التعليم و الأمن و خلافه,,,, و لكن لا أفهم كيف لا تستطيع الحكومة ضبط موضوع بسيط -هو بسيط الحقيقة, فكرت كثيرا في كيفية تعقيده و لكنه بسيط- كموضوع الإجازات القومية!

هو أصلا ليه الموضوع دة مهم و مؤثر من وجهة نظري؟

مصر لديها واحدة من أكبر عدد أيام الإجازات السنوية في العالم مع الصين و هونج كونج و الهند و ماليزيا حسب تصنيف و تقييم اليويومونيتور إنترناشيونال الصادر في عام 2008. العدد لا يقل عن 14 يوما و يصل إلى 16 يوما. يضم تقويم الإجازات المصرية أعيادا وطنية "23 يوليو و 6 أكتوبر و 25 أبريل" و دينية "عيدا الفطر و الأضحي و عيد الميلاد للشرقيين و رأس السنة الهجرية" و دولية "رأس السنة الميلادية و عيد العمال" و أعياد تاريخية "شم النسيم".

الإجازات شأن لو تعلمون عظيم. مثلا, بعد تفجيري بالي الأول و الثاني في 2002 و 2005 تهددت صناعة السياحة الإندونيسية بشدة جراء تراجع معدل الليالي السياحية و إنهيارها, مما حدا بالحكومة الماليزية إلى إتباع أسلوب ال long weekends لتعويض غياب السائح الخارجي بالسائح الداخلي, مما ساهم نسبيا في مساندة صناعة السياحة إبان فترة الإضطرابات. فالحكومة استخدمت الإجازات كأداة "مثل الضرائب كأداة للتعامل مع عجز الموازنة مثلا" لتحفيز قطاع هام من السياحة

كما أن مصر بلد للأسف شديد المركزية, كل أو جل فرص العمل تتركز في مدينة أو اثنتين, مما يجعل معدلات الهجرة الداخلية مرتفعة بشدة, فتجد أن قسما ضخما من العاملين بالقطاعات المختلفة في القاهرة مثلا من خارجها بدءا بالمهندسين و أساتذة الجامعة و المدراء التنفيذيين وصولا لعمال التراحيل.... فتجد القاهرة في أيام مثل هذه خاوية على عروشها بينما تجد صحراء الساحل الشمالي عمارا خضارا و كذلك كل المصايف الشعبية الرخيصة "إذا كان لسة في مصايف رخيصة أساسا"

من جانب آخر, فإن إجازات اليوم الواحد في ظل إيقاع الحياة التربو الآن و المسافات الضخمة التي نقطعها يوميا في طريقنا و أسفارنا فضلا عن معاناة التنقل أصلا بين ربوع المحروسة الأكثر تطورا و الأكثر تخلفا هي من قبيل الضحك على الذقون. فلا العامل حاز إجازة تعيد شحن بطارياته و لا السوق استفاد من الإجازة..... نعم ... السوق يستفيد من الإجازة

على مختلف مستويات البشر المادية و الإجتماعية, على الموسع قدره و على المقتر قدره, ينفق المواطن في الإجازة إنفاقا كبيرا و مكثفا. الإجازة تنعش الأسواق و تحرك الراكد. سأضرب لك مثلا ...... نشرت جريدة اليوم السابع تقريرا طريفا يوم 28 يوليو 2014 عن حجم تجارة الحشيش في مصر قدرته بحوالي 22.8 مليار جنيه سنويا "بإفتراض أن نصف الشعب المقيم بمصر و سنه فوق 10 سنوات يشرب الحشيش بإنتظام" فإن متوسط الإنفاق على الحشيش سيكون في حدود 700 جنيه سنويا و هو أقل من نصيب الفرد في موازنة التعليم ب250 جنيها فقط .... لا حاجة للقول بالطبع أن معظم هذه الكميات تستهلك خلال الأعياد و الإجازات. بصرف النظر عن فجاجة المثال, ما أقوله هو أن الإنفاق في خلال الإجازات ينعش الأسواق....

طب, ما هو المطلوب؟

بصراحة شديدة, هناك أيام إجازات في مصر لا تهم قطاعا عريضا منها.... فما هي أهمية إجازة 25 أبريل؟ أو رأس السنة الميلادية, أو حتي الهجرية؟ فلتحتفل بها الدولة كما تشاء و لكن لما تعطل المصالح و الجهات؟ هل أحتاج أنا لأخذ إجازة لأحتفل مع أطفالي مثلا بعيد تحرير سيناء؟ هل يجب أن أتوقف عن العمل لأتأمل مع أسرتي العبر و الدروس من ذكرى هجرة الرسول؟ و لماذا لا نأخد ذكرى غزوتي بدر و أحد على ما فيهما من عبر و ذكريات إجازات أيضا؟! هل الأفضل أن تعلن الحكومة أن هذه الأيام أيام عمل مثلا و تصبح إجازة عيد الفطر من يوم 29 رمضان حتي يوم 4 شوال و عيد الأضحي من يوم 9 ذي الحجة حتي يوم 14 ذي الحجة بصرف النظر عن أي من أيام الأسبوع وافق هذه التواريخ؟ هل من الممكن أن نعطي الأسر القادرة على تخطيط إجازاتها منذ بداية العام؟ و للمصرين العاملين في الخارج؟ هل من الممكن أن نفعل هذا و نظل على مستوي 14-16 يوم إجازة سنوية مع عمل تنشيط للحركة و الأسواق بدلا من إجازة ال48 ساعة التي تضيع في السفر و الذهاب و العودة في طرق بائسة؟ هل يستحق هذا الأمر مجرد التفكير؟

بالمناسبة, إجازة الكريسماس في أجزاء من أوروبا و الولايات المتحدة "الدول الصناعية الكبرى" تبدأ من 24 ديسمبر و حتي 3 يناير بواقع 11 يوما. إيطاليا و أسبانيا و أيضا أجزاء من فرنسا تغلق معظم الأعمال خلال أسبوعين إلى 3 من أغسطس لتذهب العائلات لقضاء إجازة

يمكننا الإستغناء عن نصف الإجازات التي نحصل عليها و نعيد إلحاقها بإجازات لها معنى أكبر و أهم و أكثر فائدة لنا
لا تعطوا الناس إجازات أكثر.... فقط رشدوها و إجعلوها قابلة للإستخدام و سوف تؤتي ثمارها وحدها و لا تعطوا إجازات كثوب القماش المهلل...


الاثنين، 21 يوليو 2014

دليل المحتاس لفهم سواقة الميكروباص

يخطئ من يظن أن حكومة محلب و رئاسة السيسي هي أول من تصدي أو قام بمحاولة لنزع بلاعة الدعم من شارع الموازنة العامة لما يعرف بإسم الدولة المصرية. فمنذ نهاية الحقبة الناصرية و حرب أكتوبر و توابعها فتوجه الحكومة واضح و إن كان غير معلن في هذا الإتجاه

منذ استقرار الأمر لجمال عبد الناصر و إنتهاء توابع الصراعات الداخلية لرفقاء السلاح بعد 52 و بدا أن النظام الجديد حينئذ عازم على كسب ود الجماهير بقرارات شعبية تعمل على تشكيل وقائع إقتصادية و إجتماعية جديدة, فمنذ قانون الإصلاح الزراعي و مرورا بالتأميمات و القوانين الإشتراكية و إنتهاء دولة يوليو الأولي في 67 بدا أن الدولة تحاول أن تكون طرفا بمعنى "Partner" في العلاقات الإقتصادية و ليس بدورها الطبيعي كمراقب و مشرع و مسًهل "Facilitator and Regulator" فمنذ التدخل في تحديد تسعيرة جبرية للخضر و الفاكهة مرورا بالتورط في تملك و تقديم و إدارة خدمات النقل و المواصلات وصولا للتدخل المباشر في صميم العلاقة التعاقدية بشكل يلغي إرادة الأطراف في العلاقة بين المالك و المستأجر في العقار و الأطيان. إختارت الدولة إقتصاديا لأسباب سياسية أن تكون أصابعها في كافة الشقوق.... و بطبيعة الحال لم تكن للدولة أصابع كافية للشقوق كلها, و لم تكن الأصابع قوية بما فيه الكفاية للعمل اللازم لكل شق

منذ إعادة فتح قناة السويس في منتصف السبيعنيات من القرن الفائت كان واضحا أن مصر مقبلة على إختيارات إقتصادية جديدة لأسباب سياسية جديدة. و كما كان الحال في المرة السابقة و كل المرات الأخرى, لم يكن الإختيار من منطلق إختيار الشعب, بل بإختيار و رؤية فوقية من رأس الدولة. قررت الحكومة أن تنسحب مما كانت قد تدخلت فيه. و كعادة معظم الحكومات المصرية السنية, فإن هناك فارقا كبيرا بين القرارات - و مدى صحتها من عدمه- و بين تنفيذ هذه القرارات و آلياتها الإجرائية . قرار إنسحاب الدولة من دور الطرف لدور المراقب و المسًهل كان صحيحا في رأيي, و لكن آليات تنفيذه كانت مخزية. لم تتوجه الدولة للمخاطب بالقرارات - الشعب- و لكنها اختارت أن تنفذ هذه القرارات من نفسها و بالتدريج الخبيث و ليس التدريج العلمي, بإفساد الخدمة و "تطفيش الزبون" و ليس بتوفير البدائل و استغلال نقاط القوة الموجودة لديها حينئذ. و كان سيف 17 و 18 يناير مسلطا على الرقاب

فمثلا, قررت الحكومة فيما يبدو أن تنسحب من خدمة تملك و إدارة خدمة النقل و المواصلات, فأهملت وسائل النقل العامة إهمالا بالغا قد يكون عمدي. فبعد ما كانت الأتوبيسات العامة و الترام و القطارات هي وسائل تنقل الأثرياء و الدهماء, أصبحت وسيلة تعذيب المواطن عقابا له على مواطنته. و تشدقت الحكومة بتقديم سعر زهيد و ثابت تقريبا لخدمة سيئة و منهارة أقل حتى من السعر الزهيد المدفوع مرسخة مبدأ "على قد فلوسهم". و ترسخت فكرة إمتهان كرامة و مكانة الإنسان المواطن في هذه البلد من خلال حال وسائل التنقل. فمن حمامات تأنفها البهائم إلى مواقف هي ليست أكثر من أوكار للجريمة و المخدرات -تذكر أين وقعت جريمة فتاة العتبة-.

و على الجانب الآخر فتحت تراخيص ما أصبح يعرف في صفوف المصريين بإسم الميكروباص أو المواصلة أو المشروع "لو كنت إسكندراني"... سيارة ميني فان سعة 10-14 راكب تعمل على خطوط منتظمة. فكرة جيدة ظاهريا - و هي جيدة حقا و مطبقة في دول كثيرة- و لكن الحكومة اختارت بإراداتها الحرة جزئيا و بتأثير منظومة فساد منظمة أفضل من تنظيم منتخب ألمانيا الفائز بكأس العالم أن تريح دماغها من الصداع... فتركت الأمر يتحول من خدمة للنقل إلى قطعة من عذاب القبر

عند تفشي الميكروباص في مصر في بدايات الثمانينيات كان الأكبر منا سنا في ذلك الوقت يقولون كما أذكر أن قيادة الميكروباص صنعة من لا صنعة له, فلا هو سائق - بالمعنى المحترف و المحترم للكلمة - لا هو منتمي لأي جهة تحاسبه. فمن أين جاء سائقو الميكروباص؟ جاءوا ممن تم تسريحهم من الخدمة العسكرية بعد الحرب بلا مهارات و لا نقود لعمل شئ, جاءوا من أصحاب السوابق ممن لن يجدوا من يوظفهم و جاءوا من سكان المناطق العشوائية قليلة الموارد كثيفة السكان. كان الميكروباص معبرا بحق عن كل ما هو سئ و قبيح في هذا البلد

لم تكن لتحتاج تدريبا أو عضوية في أي مكان لتصبح سائق ميكروباص, بل لم تكن تحتاج رخصة أساسا فعليا.... ثم لاحقا لم تعد تحتاج حتى سيارة "لا أعتبر الأشياء التي تجري في شارع الهرم و فيصل و طريق المطار بالإسكندرية سيارات أساسا.... الإسم الشعبي لها هو المشرحة"

انسحبت الحكومة من ملكية و إدارة الخدمة, ثم انسحبت من الرقابة عليها... بل إنسحبت من الحد الأدنى من مسؤليتها في حماية حياة مواطنيها الركاب و ركاب السيارات الأخرى

ما علينا...........................

ألقى بك حظك التعس لتكون قائد سيارة في هذا البلد اللطيف.... ستجد سيارات مختلفة من نوع الميني فان بعضها يحمل نمر أجرة, و بعضها يحمل نمر رحلات, و الأغلب لا يحمل نمر من باب توفير النفقات. هذه السيارات تتمتع بالخصائص الأتية:

  • يقودها شخص غالبا يتمتع بكل ما يدرس في كلية الشرطة تحت إسم "السمات الشكلية للمجرم".
  • لا يستطيع التمييز بين الأسفلت و التراب و الرصيف -إن وجد-.
  • يتميز بخصائص في القيادة مستخرجة من نسق حركة الأبقار و الجاموس أثناء خروج قطعانها من المخارج الجانبية للطرق الزراعية.
  • سيارته تتمتع بخاصية غريبة نسبيا, حيث تجد على جوانبها أسماء لأشخاص -غالبا من أقارب السائق, مكتوبة لنقرأها نحن لسبب غير مفهوم- علاوة على مجموعة من الحكم الكونفوشيسية التي تجعل عبد الرحمن بدوي و زكي نجيب محمود يبدوان كمطربي المهرجانات.
  • لا تتغذى هذه السيارات على الجاز أو السولار, بل على علف البهائم منتجة مختلف أنواع الإخراجات المعوية السوداء من فتحة شرجها المسماة تجاوزا شكمان.
  • يتميز السائق سالف الذكر بغباء في أغلب الأحيان, مع ثقل بالنطق و الحركة -ربما يكون نابعا من تعاطي متكرر للمخدرات... أو العلف- 
  • سائق الميكروباص في الأغلب يعتقد في إمتلاك سيارته قدرات خارقة, فهو يعتقد أن سيارته قابلة للإنضغاط بين سيارتين في مساحة لا تسمح بمرور موتوسيكل, يعتقد أن سيارته تستطيع أن تطير بإرتفاعات مختلفة فوق مستوى البحر.... و هكذا.
  • سائق الميكروباص عادل.... فكما يعتقد في قدرات سيارته الخارقة, فهو يعتقد أن سيارتك تمتلك نفس القدرات... و ليس استخدامه المتصل غير المنقطع لألة التنبيه البوليفونيك و و أضوائه المبهرة إلا محاولة منه لإخراج أفضل ما فيك.
  • سائقو الميكروباص ينتمون لقبيلة سنجر.... و هي القبيلة التي اخترعت ماكينة الخياطة و بنفس المنطق المستخدم في الخياطة يقود أبناء سنجر في شكل زجزاجي متصل بلا هدف محدد سوى مساعدتك على استخدام و استرجاع ما تحفظ من صفات مجيدة تخص والدي السائق الماهر.
  • سائق الميكروباص عاطفي بطبعه, يؤمن بالحميمية الزائدة... يؤمن بالتقارب بين السيارات على المستويات الأفقية و الرأسية و كذلك العرضية و الطولية. كما أنه يحاول دائما الإطمئنان على سائق السيارة التي أمامه عن طريق الإقتراب منه بصورة لصيقة. اطمئن, ليست هذه ميولا شاذة... إنها محبة مفرطة.
  • سائق الميكروباص في الأغلب..... كما هو حال أغلب الشعب المصري... متدين بطبعه, و ليست كل تلك الملصقات و الكلمات الدينية على سيارته إلا لأنها تقربه إلى الله زلفى حسب قناعته.... و هو يتوج تغلغل الدين الواضح في تصرفاته بأنه بيسبه لحضرتك في أحيان كثيرة عمال على بطال.
  • سائق الميكروباص فنان.... يتمتع بالإبداع و يضج بالقيود.... لذا تجده سائرا هائما على إكصدامه ساحبا معه أرواح معلقة بكف الرحمن في كل الإتجاهات العكسية على الدائري و الصحراوي و الشوارع الجانبية و خلافه..... ليس ذلك من تجرمة لا سمح الله... إنما هي روح الفنان الرافضة للقيود.... "الفنان في المعجم هو الحمار الوحشي"
أعرف أنك قد تكون ترى في هذا الكلام تجنيا.... أو على الأقل مبالغة, و أنه ليس كل السائقين من هذه النوعية و أن منهم من يسعى على رزقه و يحترم غيره...... لن أجادلك,,, بل سأستحلفك بالله إن وجدت هذا الشخص أن تقرئه مني السلام و تأخذ شيئا من أثره لنحاول استنساخ نسخا منه و أن تأخذ معه سيلفي لنثبت لموسوعة جينيس أنه موجود و ليس من اختراعنا

أعد قراءة المقال من أوله.... بالكامل..... ثم استبدل كلمة الميكروباص حيثما جاءت بالتوكتوك...... و ستظل صحيحة. 

على فكرة.... أنا لا ألوم السائق على ما ربما تكون استنتجته من رأيي السلبي فيه, ألوم الحكومة و الداخلية -التي يدعي البعض بالمناسبة أن عددا من ضباطها يمتلك بعضا من هذه السيارات و يديرونها بعدد من أصحاب السوابق-

ألوم من رأي ذلك و سكت عنه و استفاد منه حتى صار فوق الحل..... و لا زال يفعل.... و سيظل يفعل



الأحد، 6 يوليو 2014

واقع الحال

قد لا يكون التقسيم الذي سأعتمد عليه هنا دقيقاً 100 بالمئة و لكن أظن أنه يمكن إعتماده بصورة مقاربة للصحة....

كل ما سيرد في هذا المقال هو رأي شخصي و غير علمي و محاولة للمساهمة في تحسين الوضع السئ

الطبقات المادية/الاجتماعية في مصر الآن يمكن تقسيمها ل6 طبقات أساسية في رأيي:
الطبقة شديدة الفقر أو من يسموا بالمطحونين الذين يشار إليهم في دراسات الفقر بأنهم من يجنون أقل من 30 دولاراً شهريا (أقل من 220 جنيه) بمعنى أنهم يعيشون خارج هامش الحياة أساساً. هؤلاء يمثلون نسبة كبيرة في مصر اقدرها بحوالي 20-25 بالمئة من السكان و هي نسبة كبيرة جدا. (حوالي 18-20 مليون مواطن.... مثلاً 70 % من كل سكان شبه الجزيرة العربية! ) و هؤلاء غالبيتهم عاطل و لا مورد رزق ثابت لهم و يمارس جزء معتبر منهم الجريمة كبديل وحيد أو مرجح لتوفير مورد رزق

الطبقة الفقيرة و هم من يجنون أقل من 2000 جنيه شهريا. و هؤلاء يقضون متطلبات حياتهم بصعوبة بالغة و قد ينجحون و قد يفشلون و لا يميزهم إلا أنه غالباً متطلبات حياتهم الاجتماعية لا تفرض متطلبات خرافية بالنسبة لدخولهم في أغلب الأحيان. هذه الفئة غالباً معرضة للنزول للدرجة الأدنى في السلم المادي/الاجتماعي في ظل الظرف المتأزم حاليا. اقدر نسبتهم بحوالي 25 -30 % بمعني حوالي 28 مليون اخرين. هؤلاء غالباً يعملون في وظائف حكومية و بالقطاع الخاص بوظائف في أول السلم الوظيفي بمعدل مهارات منخفض في الأغلبً

الطبقة المتوسطة الدنيا و هم في تقديري من يجنون أكثر من 2000 جنيه و حتى 10000 جنيه شهريا و هؤلاء يقضون متطلبات حياتهم بالكاد و لكن تقابلهم مشكلة أن متطلبات حياتهم الاجتماعية -و بالأخص التعليمية و العلاجية و اللوجستية- تزيد عن دخولهم التي تبدو للوهلة الأولى معقولة جدا و لكن واقع الأمر انهم يقضون حياتهم في لهاث غير معقول لإغلاق دائرة جهنمية لا تغلق أبدا. هؤلاء تجدهم في وظائف مثل التدريس الجامعي و شباب المهنيين. أقدر عددهم بحوالي 20 مليون كذلك

الطبقة المتوسطة العليا و هم في تقديري من يجنون من 10000 إلى 50000 جنيه شهرياً و اقدر هؤلاء بحوالي 15 مليون و هؤلاء يتركز غالبيتهم في المدن الرئيسية و يعملون بالوظائف القيادية بالقطاعات الحيوية بالدولة و القطاع الخاص و الأجنبي أو يعملون خارج مصر في الدول العربية و الغربية. هؤلاء غالباً يعاشرون الفئة الخامسة و السادسة و يساكنوهم في منتجعات خاصة أو على الأقل يسعون سعياً حثيثا -أو يخططون- لعمل ذلك بدافع تأمين مستقبل أفضل لهم و لأبنائهم. مشاكل هؤلاء و هواجسهم -كالفئتين الأخيرتين- أمنية بالأساس و ليست حياتية و هم أصحاب تأثير نسبي على مراكز صنع القرار

الطبقة الغنية و هم أصحاب الدخول من 50000 حتي 500000 جنيه شهريا و هؤلاء اقدرهم بحوالي 4 ملايين و هم من أصحاب الأعمال و الشركات و الأراضي و خلافه. غالبهم يمثل أجيال تالية من أسر غنية بالأساس و هواجسهم أمنية و مساكنهم خاصة فيما يعرف بالكومباوندز. غالبيتهم يحمل ما يعرف بالخطة الاحتياطية مثل الجنسية الثانية.

الطبقة فاحشة الثراء و هم من يجنون أكثر من نصف مليون شهريا و اقدرهم بعدة مئات من الألوف. نفس الهواجس مع تأثير قوي جدا على مراكز صنع القرار و تداخل -ليس بالضرورة إختياري- مع مصانع الفساد الحكومي

الموقف الاقتصادي الحالي لا يتوقف في خطورته على الأثر المالي و إنما بالاهم في الأثر الاجتماعي. كانت الحركة بين الطبقات في مصر على مدى القرن الفائت مرتبطة دائما بأحداث سياسية جسيمة، و لكن الجديد الآن هو تقارب الطبقات المكاني في العشوائيات حول المدن و تفاوت الدخول المفزع المغري بمحاولة التمرد الاجتماعي العنيف. الحقيقة أن الطبقات الثانية و الثالثة هي الأكثر شعوراً بخطر داهم يجب أخذه في الاعتبار في ظل القرارات الأخيرة -رغم ضرورتها- التي تم إتخاذها بصورة خاطئة تهدد حقا -في تقديري- السلم الاجتماعي -تلك الجملة التي ابتذلت في تحقيقات و تهم توجه جزافا-
إن وقوع ثورة جديدة في مصر ليس في مصلحة أي من أطراف المجتمع. و يجب تجنب ذلك بأي ثمن كان. لا أنكر أن التيارات الإسلامية السياسية قد تكون لها حسابات أخرى -غالباً غبية كما علمتنا في السنوات الأخيرة- و لكن تعامل السلطة الحاكمة حالياً لا ينقصه الغباء

غالب من ربما يقرأ هذا الكلام ينتمي للطبقات الثانية و الثالثة و الرابعة و هم من يشكلون الغالبية الصامتة و العصب الحقيقي ﻷن مجتمع صحي. ربما يكون التصرف الوطني و المنطقي من وجهة نظر المصلحة البحتة حتى أن يبذلوا قصارى جهدهم حتى لا يسقطوا للدرجة الاجتماعية الأدنى من خلال عدة إجراءات مثل:

ترشيد الإنفاق بصورة مكثفة. لا تنفق سوى ما يجب انفاقه فقط. هذا وقت الضرورات و ليس الكماليات

لمن يقدر، حاول الحصول على مخزن قيمة حسب امكانياتك. بمعنى.... ادخر فيما هو متاح أمامك و قم بقياس المخاطر مقابل العوائد و حاول الوصول ﻷفضل الخيارات المتاحة أمامك

الوضع سئ و لكنه ليس كارثيا بعد. و هناك دور تستطيع "أنت" القيام به.

ربنا يصلح الأحوال

السبت، 5 يوليو 2014

و ماذا بعد زيادة أسعار الوقود يا قطة؟

غالباً أهل الكهف فقط هم من كانوا يتصورون أن الفترة الحالية -الفترة دي ممتدة ربما لبضع سنوات- لن تشهد زيادات حادة في الأسعار بما يطلق عليه الاقتصاديون مسمى "التضخم" ..... الحقيقة أن هذا الأمر الحتمي ليس رهنا بنظام حاكم بعينه.... فالمؤشرات المحايدة المتخصصة الخاصة بمعدلات التضخم و البطالة و العجز المتنامي للموازنة و تراجع قيمة الجنيه ستفرض أمرا من اثنين.... اما إفلاس الحكومة أو زيادة حادة في تكلفة كل شيء لتعكس حقيقة الوضع الإقتصادي المتردي منذ 2009 على أقل تقدير
يمكننا أن نحكي في كتب عن الفساد و ضعف المجتمع الضريبي و سوء توزيع الدخول و الاقتصاد الريعي الخدمي الذي لا ينتج منتج حقيقي يستطيع المنافسة في أسواق تزداد صعوبتها كل سنة.... و لكن ذلك شأن مضى
الوضع الحالي -بصرف النظر عن رأس السلطة- خطير حقا و مجموعة القرارات التي ينبغي إتخاذها غالباً معروفة. و لكن -و ضع خط تحت كلمة لكن- هناك طرق مختلفة للتخلص قدر الإمكان من الآثار الجانبية لقرارات صعبة و مكلفة. و المسألة هنا مرهونة بإختياراتك
مثلاً.... في خلال شهر مضى حدثت زيادة مطردة في أسعار السلع الأساسية مثل الغاز المنزلي و الكهرباء و مؤخراً المحروقات بنسب تراوحت بين 40 % و 100 %.... لكن ما هو المقابل لهذه الزيادات؟
مثلاً.... حضرتك سحبت مني جزء من الدعم بما أدى لزيادة تكلفة الانتقال و مصاريف المدرسة و أسعار النقل عموماً. هل حضرتك هتضخ استثمار في وسائل مواصلات عامة -أتوبيسات، مترو، ترام.... إلخ - تخليني أقدر اسيب مراتي تتنقل بأمان بيها أو اني اروح شغلي من خلالها؟ الإجابة ﻷ. طب هل عندك خطة لعمل دة على عدد من السنوات؟ برضو ﻷ -إلا لو مخبي علينا يا لئيم-
حضرتك زودت عليا سعر الكهرباء..... هل حضرتك هتديني خطة لزيادة الإنتاج و قتل فجوة تكبر بين الإنتاج و الاستهلاك؟ هل هتعطي محفزات لتقليل الاستهلاك؟ هل هتقدر تقدم بالفلوس حلول مبتكرة من خلال البحوث و التطوير لزيادة الإنتاج أو أضعف الإيمان من خلال تقليل الفواقد و الهدر؟ أنا لم أسمع عن شئ زي دة.... لو حضرتك عندك قولي
من مجموعة قرارات سعادتك واضح إنك مقرر تضع عجز الموازنة كمؤشر للتحسن الاقتصادي.... طب هل هتكتفي بدة في ظل انكماش تضخمي؟ هتعمل إيه في وضع البطالة المرشح للازدياد في ظل تراجع الاستثمار المباشر؟
إنت هتاخد مني فلوسي و هتبطل تدفع اللي حضرتك كنت بتدفعه.... انا موافق..... بس انت هتعمل إيه يا جنرال؟
ارمي بياضك

الاثنين، 30 يونيو 2014

أفضل وزير داخلية في التاريخ و الجغرافيا

 كفاءة اللواء محمد إبراهيم و قدراته الإدارية لم تعد محل شك

فهو الوزير الأعظم و صاحب الأرقام القياسية في تاريخ الوزارة المصرية القديمة.... ففي عهده ترقي أكبر عدد من الضباط و الأفراد أكثر من أي وقت مضي من كافة الرتب المختلفة إلى رتبة شهيد..... ففى عهده تم بنجاح هجمات إرهابية غير إنتحارية على 3 مديريات أمن... و بلغ من النجاح ذروته أن الهجوم قد وقع مرتين علي مديرية واحدة تأكيدا لهذا النجاح الباهر

و هو الوزير اللي قال - لا فض فوه - "اللي يجرب يقرب".... فإذا باللي يجرب يقرب و ينتشر و يتوغل و يقتل و يعلن منذ 3 أيام على النت عن وجود قنبلتين داخل القصر الرئاسي و يبلغ طوب الأرض الداخلية و تعلن الداخلية بملئ فيها أن القصر مؤمن..... و بالطبع القصر انفجرت به القنبلتان حيث قال واضعوها أنهما موجودتان من فرط التأمين....

بارك الله لنا في وزير داخليتنا الهمام و رزقه من فضل دعوات الأهالي ..... و تعسا لمن يطالب بإقالته أو استقالته.... فهذا البطل المغوار..... قاهر المتظاهرين الأشرار و فهمي و ماهينور و بكار..... لهو سيف الأمة البتار و حامي حمى الأسوار......

دعوه يعمل في هدوء...... حتي يقضي علينا جميعا و نسعد بجنة الخلد التي لا يوجد فيها وزير داخلية 

الأحد، 22 يونيو 2014

المحافظ جاي ورايا

النهاردة حصلي موقف من أطرف المواقف اللي حصلتلي في حياتي

كنت ماشي بالعربية و جنبي بلال إبني و مراتي قاعدة ورا و ماشي في سموحة على الترعة قدام البوابة الرئيسية بتاعة شركة لورد و فوجئت بالمكان كما لو كان تحول إلي المقلب الدولي لمخلفات البناء مع إنه من كام يوم بس كان زي الفل.....

و بالضبط أمام بوابة شركة لورد ﻷمواس الحلاقة لقيت عربية نقل نمرها بحيرة بتفضي شحنة من أجود أنواع الردم. أصابني غيظ شديد فتوقفت بالسيارة أمامه بينما هو يهم بالسير..... و نظرت ناحيته فإذا به يبدو مضطربا و بيحاول يزوغ بالعربية.

شاورت من جوة بمعنى "توقف" -ملحوظة جانبية: كنت لابس نضارة شمس سوداء و حالق رأسي زيرو- ...... المدهش أنه توقف فعلا و بيشير بيديه بما بدا لي أنه "معلش يا بيه".....

الحق أنني في هذه اللحظة لم يكن لدي تصور عما سأفعله. سيارتي في منتصف الشارع مغلقا الحركة أمامه و الساعة 3 عصرا.

نزلت من السيارة و نزل هو و معه 3 رجال آخرين يبدون كحمالين. أخذت أمعن النظر في لوحته المعدنية و ارددها بصوت. جاءني و دار الحوار الآتي:

أنا: ارجع
هو: إيه يا باشا؟
أنا (بحزم مستمد من غيظي و تراجعه أمامي): قدامنا حل من اتنين..... يا اخدك اعملك محضر يا تلم الحاجة دي فوراً. تختار ايه؟؟
هو: مش انا اللي رميت كل الحاجات دي يا باشا..... حاضر حاضر يا باشا

بدأ الشيالين اللي معاه يتوجهوا بتكاسل واضح نحو مؤخرة السيارة

هو:خلاص يا باشا حاضر والله. معلش يعني

مرت سيارة من خلفي بصعوبة و بطء بها 4 رجال فتحوا جميعاً شبابيكهم محيين مجهودي الأمني البالغ صارخين بحماس نساء اللجنة الانتخابية "الله ينور يا باشاااااا. أيوة كدة"

انتفخت اوداجي حتى صارت اعرض من رفارف البيتلز و صرخت في الشيالين: يالااااا يا إبني انت و هو .... المحافظ جاي ورايا!!!!!

بدأت أنظر ناحية السيارات التي أخذت تمر واحدة واحدة و هي تحييني بحماس cheer leaders و بعضهم يصقف!!!

اخدتني الجلالة أكثر و بدأت أشير للسيارات لتعبر بسرعة كأي لواء مرور عظيم

و أردت إضفاء مزيد من الخطورة على شخصي الفظيع فاخرجت تليفوني المحمول و صورت السيارة و لوحتها المعدنية فجاءني السائق مفزوعا خائفاً: ما خلاص يا باشا أهو و الله

صعب عليا أن القيه في حجز شخصيتي الوهمية فقلت بقدر عظيم من القرف: أنت منين؟
هو: من البحيرة يا باشا
أنا: أيوة يعني منين من البحيرة؟
هو:أبو المطامير
أنا: و إيه اللي جابك هنا؟
هو: شقة اخويا يا باشا و جاي أنضفها....
أنا (بتلقائية): تنضفها و توسخنا احنا؟!!

هو (مستظرفا دمه): لا طبعا يا باشا
انا (بلهجة تهديد): طب اخلص..... و مش عاوز اشوف وشك هنا في المنطقة تاني..... ساااامع؟!
هو: حاضر يا باشا.....

توجهت ﻷركب سيارتي وسط حفاوة بالغة من المواطنين لدرجة أن السيارة اللي كانت أمامي فتحت الطريق و أخرج سائقها ابهامه بارتفاع 4 أدوار هاتفا "الله ينور آآباشاااا"

انتهى الموقف كما حدث و لي عدة تعليقات سريعة

* بقدر صعوبة فرض القانون على الإرهابي و المجرم فإن المواطن العادي مجبول على طاعة النظام. كل ما يحتاجه النظام هو أن يظن المواطن انه يراقبه و أنه سيتصرف معه لو خالف القانون بحزم
* هذا الشارع تحديداً كان نظيفا قبل أيام بسيطة. كيف أصبح قذرا هكذا و هو يقع أمام البوابة الرئيسية لجامعة فاروس و شركة لورد و كلاهما به أمن على مدار 24 ساعة؟؟؟ أليست النظافة من الإيمان؟ ألن تثابوا عليها كما أو أكثر من ورقة "هل صليت علي النبي اليوم؟ " التي يضعها البعض برو عتب؟ انتوا ليه معفنين؟!!!!

* السلطة المطلقة مفسدة مطلقة...... و كذلك غياب السلطة المطلق

*انت تقدر تغير...... أحياناً
:D


ثورة سيزيف

امبارح كان في وقفة عند قصر الاتحادية مكونة من بضع عشرات من الشباب للمطالبة بإلغاء قانون التظاهر. انتهت الوقفة بالقبض على معظم المشاركين فيها و تناثرت أخبار عن دهس أحد المشاركين و أن لم تتأكد هذه الأخبار بما يجعلها أقرب لعدم الصحة.

و هنا لابد من التعليق علي عدة نقاط......

* وزارة الداخلية المصرية تنتهك قانون التظاهر المعيب. حتى على عيوبه و علاته العديدة في تقديري فإن وزارة الداخلية التي تمتلك قدرا ضئيلا الحقيقة من الحرفية و اللياقة و قدرا أقل كثيرا من الذكاء لا تطبق القانون و الحقيقة انها بالورقة و القلم تنتهك قانون تنظيم الحق في التظاهر أكثر بكثير من المتظاهرين أنفسهم

*المتظاهرين أنفسهم لا يفوقوا الداخلية ذكاءً. التظاهر السلمي - وقد كان سلمياً حقا- حالياً في تقديري هو إستعراض و فقط. لماذا.....؟ لأن المحكمة قد أحالت القانون للمحكمة الدستورية قابلة الدفع بعدم دستورية هذا القانون -و هو غير دستوري في رأيي- و الحكم سيصدر في خلال أسابيع بما يعني إمكانية إلغاء القانون برمته رغم أنف واضعيه في خلال وقت نذير. إذن هدف التظاهر الآن هو في أحسن الأحوال هو إثبات أنني صاحب حق لا آبه بالقانون أو الأحكام. و هو ما أجدني ضده على طول الخط مع بغضي لقانون التظاهر بنصه الحالي

* الداخلية لا تكتفي حالياً بفض المظاهرة. و لا حتى بضرب الغاز و إنما تتعمد القبض و التنكيل بأكبر قدر ممكن من الحضور و المشاهدين من باب اضرب المربوط، و الحقيقة أن هذا الأمر متوقعاً من الداخلية بناءاً على ما جاء في النقطة الأولي و بناءاً على أن المتظاهرين الآن هم أعداء الداخلية الحقيقين بعد أن انفض سامرهم.

مرة ثانية..... لا يفسر بالدهاء ما يفسر بالغباء. معركة الغباء الدائرة بين أغبياء التظاهر و أغبياء الداخلية تهدد الهدوء النسبي الحذر. اهدوا شوية يا حضرات

كما تسأل صديقي الكاتب "هل من الذكاء أن أموت في سبيل من مات و أسجن في سبيل من سجن؟؟"

الأربعاء، 23 أبريل 2014

سيب مراتك لو هما كتير!!!


الدكتور ياسر برهامي - لأسباب لا يعلمها إلا الله سبحانه و تعالي - يفتي.... عموما دة شيء يمثل الرياضة الشعبية الأولي في مصر,,,, الإفتاء فى خصوص الدين و عموم الأمر هو التسلية الوحيدة للمصريين فى حياتهم..... بل هي أكثر من تسلية..... هم يستخدمون الإفتاء كما تستخدم الزرافة ورق الشجر... ليبقوا علي قيد الحياة

في اللينك دة http://www.anasalafy.com/play.php?catsmktba=48267 يسأل أحد الإخوة على موقع أنا السلفي سؤالا نصه "سمعتُ حضرتك تستدل بقصة إبراهيم -عليه السلام- المشهورة مع الملك الظالم على عدم وجوب الدفاع عن العرض إذا كان الإنسان يغلب على ظنه أنه سيُقتل وتؤخذ زوجته أو ابنته؛ لأن في هذا مفسدتين، وفي فتوى سابقة قرأتُ لحضرتك أنك قلتَ في الدفاع عن المال: إنه إذا علم أنه سيقتل إن لم يعطِ اللصوص ماله فلا يجوز له أن يقاتلهم أو يقاومهم، بل يجب أن يسلم لهم المال حتى لا يُقتَل... والسؤال: هل كذلك تقول حضرتك في العرض أن مَن علِم أنه يقتل وتغتصب زوجته أيضًا فيجب عليه ألا يقاتلهم أو يقاوم المجرمين؟ 2- ما الحكم لو كان الإنسان إذا دافع عن عرضه يعلم أنه مقتول لا محالة، لكنه سيحفظ عرض زوجته أو ابنته بقتل نفسه على أيدي المجرمين؟ فهل في هذه الحالة يكون قتاله لهم واجبًا عليه أم هذا يعتبر إكراهًا أو عذرًا في عدم الوجوب"
و طبعا كما نري هو سؤال من الأسئلة الهامة ... مما نتعرض له فى حياتنا يوميا..... فكلنا نعرف أن السيدات يغتصبن أمام أبائهن و أزواجهن في مصر 3 مرات يوميا قبل الأكل و بعده..... و هذا السؤال و غيره من معجزات الفقه لدينا كالسؤال عن تحليل أكل لحوم الجن من عدمه أو مدي جوازية ممارسة الجنس بين الزوج و الزوجة فى البلكونة و غيرها من الأسئلة الرائعة التي يتحفنا بها بعض الإخوة أكرمهم الله... و لهواة التسجيلات يمكنكم تصفح بعض الأسئلة الواردة فى نفس الموقع..... و لكن ينصح بعدم التردد عليه كثيرا لتأثيرها الضار على المثانة

و لكن يبدو أن الأخ السائل لم يكن بدعا من الخلق..... فكما خلق الله ما نعلم و ما لا نعلم... خلق أناسا يردون علي أسئلة من هذا النوع بإجابات أكثر إعجازا من السؤال

جاء فضيلة الدكتور ياسر برهامي - لا فض فوه - و أجاب بالأتي "
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
1- فالنقل الذي اعتمدتُه في الإجابة المذكورة هو كلام الإمام العز بن عبد السلام -رحمه الله- في كتابه: "قواعد الأحكام في مصالح الأنام"، وهو إنما ذكر وجوب تقديم المال لحفظ النفس، ولم يتعرض لمسألة العرض، ولكن مقتضى كلامه ذلك أيضًا؛ ولكن انتبه أن هذا الأمر إنما هو في حالة واحدة، وهي العلم بقتله وأن تغتصب، وأما مع احتمال الدفع؛ فقد وجب الدفع بلا خلاف.
2- هو في هذه الحالة مكره، وسقط عنه الوجوب على مقتضى كلام العز بن عبد السلام -رحمه الله- وغيره، ولكن نعيد التنبيه أنه مع احتمال الدفع يجب الدفع، مع أن صورتك في السؤال صورة ذهنية مجردة؛ إذ كيف يكون غرضهم اغتصابها ثم إذا قتلوه لم يغتصبوها؟!

"
أفتي مولانا سابق الذكر برأيه فى مقتضي كلام العز بن عبد السلام و شدد علي وجوب الدفع إن جاز الدفع .... ثم أنهي إجابته العصماء بتوبيخ الرجل على تصوره أنه من الممكن أن يقتل فداءا لنسائه و المفتي يقول "إذ كيف يكون غرضهم اغتصابها ثم إذا قتلوه لم يغتصبوها؟!"

طب و الله حلوة منك يا مولانا....

طب كام سؤال للشيخ برهامي كدة حتي نستزيد من علمه العريض....


  • إذا احتمل الدفع و لم يدفع... هل يأثم أم لا؟ و ما مبرراتك و أسانيدك؟
  • إذا أخذ المضطر بفتواك..... هل عليه أن يبقي في الغرفة ليتأكد من "نضافة العملية" و لا يقف على الباب أفضل عسي أن يحتاجوه فى شئ؟ "يجيب مية مثلا أو - أستغفر الله العظيم - سجاير؟"
  • مدام حضرتك يا مولانا مفتح كدة.... طيب كيف يكون إن هم إغتصبوها ثم قتلوه؟ و لا هما ناويين كمغتصبين يسيبوه عايش عشان يبقي يدل عليهم؟؟
  • علي قياسك الواعي الحكيم يا مولانا..... لو أن المرأة بلا رجل معها.... هل تترك نفسها و أهو يبقي برضاها و تنبسط بدل المرمطة؟؟
  • هو صحيح يا مولانا.... في قياسك الحكيم علي الفتوي المنسوبة لإبن عبد السلام.... هل حضرتك بتساوي بين العرض و المال؟؟ يعني اللي يتأخد منه 200 جنيه زي اللى يتقلب فى مراته أو بنته؟؟ هل أنت من مؤيدين نظرية إن اللى يتأخد منه ولاعته, يتأخد منه أي حاجة؟
  • أنا متشوق جدا إني أسمع كمان قصة سيدنا إبراهيم "المشهورة" مع الملك الظالم فى عدم "وجوب" الدفاع عن العرض إذا كان الإنسان "يغلب على ظنه" أنه سيقتل..... إشجينا من علمك يا عريض العلم

انتهت النكتة

ما بال الرجال؟!!! لا حول و لا قوة إلا بالله..... اللهم لا تجعلنا هكذا

جاء فى صحيح مسلم " ( أن رجلا جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي ؟ قال : فلا تعطه مالك . قال : أرأيت إن قاتلني ؟ قال : قاتله . قال : أرأيت إن قتلني ؟ قال : فأنت شهيد . قال : أرأيت إن قتلته ؟ قال : هو في النار "

الثلاثاء، 22 أبريل 2014

محاولة لإنقاذ إبنك

توفي إلي رحمة الله الطفل ياسين.... مش مهم علي فكرة إسمه ياسين إيه... مش هتفرق.... ممكن تلاقي إسمه بالكامل على النت في فيسبوك و تويتر.... هتلاقي صورته كمان.... هو ببساطة شبه إبني و إبنك و ولاد أختك و إبن جارك الشقي.... شبه عيالنا و منهم

ياسين مات فى حادث سيارة أتوبيس مدرسته..... ناس بتقول ان الأتوبيس مكنش بيتعمله صيانة و ناس بتقول إنه كان بيجري و ناس بتقول حاجات تانية.... ممكن يكونوا علي حق و ممكن يكونوا بيقولوا كلام عن ظن و هو أغلب الظن.....

تعالوا نعمل هاشتاج و نلطم و نحرق قلب أهله عليه أكثر مما هو محروق..... أو تعالوا نعمل وقفة إحتجاجية أمام المدرسة محدش عارف هي بتطالب بإيه..... أو تعالوا نعمل كل دة و علي أجازة الخميس الجاي كله ينسى و نسيب أهل ياسين يأكلهم الحزن حتي يموت سيف, أو عبد الله, أو أحمد أو سلمي...... ثم نعيد الكرة..... و أهو اللى بيموت بيرتاح

.
.
.
.
.
أو نحاول نعمل حاجة إيجابية........... ياسين مات.... أنا معرفش سبب وفاته المباشر إيه! جايز السرعة أو الفرامل أو حتي الطريق السئ أو السواق نام..... بس إبنك بيروح المدرسة... أيوة..... إبنك إنت..... ممكن يبقي مكانه

على فكرة, في 4 من زملاء ياسين فى العناية المركزة..... ممكن قوي يكون ياسين أفضلهم حظا..... الموت مأساة, و لكن فى مصر, أحيانا يكون الموت أفضل من بعض الحياة خصوصا لو لديك بعض المشاكل الصحية

تعالوا نزعل و نصوت و نشتم..... بس ممكن نحاول نلاقي حل؟

ممكن أقترح مشروع إنقاذ لإبني و بقية زملاء ياسين؟

أولا: ممكن نعرف سبب الحادث بوضوح و من تقرير رسمي؟ حادث أتوبيس مدرسة مات فيه طفل و 4 بإصابات خطيرة أعتقد إنه يستحق تقرير "أمين" و "حقيقي" من الجهات المسئولة "لو أن هناك فى هذا البلد جهات و كمان مسئولة أو إن في بلد أساسا"

ثانيا: ممكن السيد رئيس الجمهورية يوجه السيد رئيس الوزراء يوجه السادة الوزراء المعنيين بتعديل قانون المرور "الآن" بعدم السماح بترخيص سيارة نقل تلاميذ لا تحتوي علي جهاز تحديد مواقع "GPS" و تحديد سرعة بما لا يتجاوز 60 كم ساعة و عمل رخصة قيادة مخصوص لسائقي هذه السيارات. و المدرسة التي لا تلتزم تدفع غرامات تبدأ من مئة ألف جنيه تتضاعف عند العود؟ و ممكن ندي مهلة 3-6 أشهر لتوفيق الأوضاع

ثالثا: ممكن المدرسة التي تقوم بتسيير سيارات نقل تلاميذ وقوف أو بعدد أكبر من عدد الكراسي الموجودة بالسيارة تدفع غرامة تبدأ من مئة ألف جنيه و تتضاعف عند العود؟

رابعا: ممكن نحاول الضغط بكل الوسائل لتنفيذ دة؟

ممكن تستحملونا كام شهر بس لحد ما ندبر حالنا و نعدكم إننا هنأخد ولادنا السخفاء الأشقياء و أهاليهم الثقلاء و نرحل لأرض أخري.... استحملونا بس و إحنا هندعيلكم بإن ربنا يأخدنا و يريحكم

الجمعة، 11 أبريل 2014

مناقصة لتوريد حكومة

طيب..... تعالوا نفكر برة الصندوق شوية.... نطلع من الصندوق و نروح نواحي القفل

عقود طويلة و إحنا تحت انطباع ما ان مصر و تحديداً تحت حكم مبارك كانت بتطرد الكفاءة عمدا حتي لا يتشكل منافسون للطغمة الحاكمة.... بما يعني أنه لا توجد مشكلة في الكفاءات و لكن في الفرص و عليه لو ذهب مبارك فسوف تمطر السماء علينا اختراعات و ابتكارات تحيل حياتنا إلى جنة..... ربما علينا ان نراجع هذا التصور.....

ليس معنى ذلك أن مصر لا تمتلك كفاءات..... رأيي أن العكس هو الصحيح.  و لكن ليست المشكلة أننا لا نمتلك كفاءات،  المشكلة أننا لا نعترف بالكفاءة..... احنا اصلا في عقلنا الجمعي لا نعترف بالعلم..... قنديل أم هاشم لا يزال صالحاً للعرض اليوم دون تعديلات

لو أنك توافق على طرحي السابق..... فتعالى نفرد التصور دة علي انتخابات الرئاسة

سيسي أو حمدين أو حتي مرتضى منصور أو غيره من السادة المرشحين "واضح ان المرشح دي جاية من ترشيح الأنف.... البلد بتنف رؤساء مخاطيين الحقيقة" في رأيي مش هيفرق كتير.... مثلا.... بجد بجد.... ما الفارق بين مرسي و مبارك -عدا ان الاول كان اكثر عتها و فكاهة؟- ما التغيير الحقيقي اللي أحدثه في البلد..... ما هو التطور الإيجابي الحقيقي الذي لحق بمصر اجتماعياً أو اقتصاديا أو سياسيا من ساعة سقوط الأسرة العلوية أو حتي قبل هذا بقليل؟؟!!!

قد تختلف معي و تري أن ناصر كان زعيما عظيماً أو أن السادات كان بطل الحرب و السلام أو أو أو ..... و لكن تعالي نتكلم بالمقارنة بما قامت به دولة مثل كوريا كانت عام 56 صعيدا واحدا بعد الحرب الكورية و علي تخومها دولة معادية يبلغ عدد سكانها 3 اضعاف عدد سكانهم..... إننا منهم الان مقام الحمام الزاجل من الهواتف النقالة.... بقينا أشبه باليمن تحت حكم الإمام في الخمسينيات و ان اختلفت نوعية القات

ما ازعمه باختصار اننا لا يوجد لدينا شخص مؤهل حقيقة معروض الآن لنقل مصر من التخلف المدقع لمشارف التقدم.... مش لأنهم وحشين أو سيئي النية.... بل لاننا و لأنهم ليس لدينا ما هو أفضل لنقدمه.... باختصار we don't know any better

طب انا عاوز ايه؟! الحقيقة مش عارف

النهاردة و انا قاعد مع اصحابي و بتنناقش في الكلام دة طرأت علي دماغي فكرة مجنونة....  احنا مننتخبش رئيس..... المتاح في السوق المحلي صايص او خربان...  احنا نستورد رئيس!!

احنا نعمل مناقصة.... بشروط واضحة.... نطلب هيئة ادارة تدير موارد و مشروعات الدولة و لا تسيطر علي الجيش.... يصبح الجيش خاضعا لسيطرة البرلمان.... و المخابرات تقدم للهيئة دي التقارير فقط التي تفيد عملهم أما التقارير الأمنية و اللي لها طبيعة خاصة فتعرض فقط علي الجيش و مفوضية برلمانية من شخص واحد بيمثل رقابة البرلمان علي الهيئة دي و للبرلمان حق رقابة و مناقشة الهيئة دي بهدف تحقيق أهداف المناقصة

باختصار حكومة بفكر مختلف من خارج أفكارنا التقليدية البالية تنفذ هذا الفكر بسواعدنا فنتعلم أسرع و اكفء

طبعا هي فكرة مجنونة و ناس هتشوف اننا بنفرط في استقلالنا الوطني و قرارنا السيادي و كدة...   جايز.... و جايز ﻷ..... بس الأكيد هو حاجة واحدة..... السكة اللي احنا ماشيين فيها اخرها مش هيعجبنا. ... و احنا حاليا بنسلم ولادنا لمستقبل مجهول ﻹننا أغبى من اننا نحل مشاكلنا حتى البسيطة منها

هل دة جد و لا هزار؟.... دي رؤية ترجعلك ..   هل الكلام دة خلاك تفكر؟ ... دة أملي